حيل الحرب ونصب المصائد (الشُّرُك) لإعاقة تقدُّم العدو والنيل منه، عُرِفت منذ قديم التاريخ. كانت بدائية، ولعلها كانت من قبيل تجهيز حفر مموهة بأغطية من أعشاب أو ما يحاكي ما حولها، ومصائد حديدية مطمورة بالتراب (كالتي تستخدم حاليا في اصطياد الحيوانات)، ومصائد الأسلاك والحبال والشباك، وغير ذلك. بعد اكتشاف الإنسان البارود والمتفجرات، تحوّل تفكيره إلى اختراع مصائد متفجرة، فكانت الألغام. والغرض – طبعا – إعاقة تقدم العدو أثناء المعركة، وإلحاق أكبر قدر من الأذى والإصابات فيه. وتطورت صناعة الألغام، وتنوّعت، وتعدّدت أغراضها ومهامها: ألغام أرضية برية (وهي أنواع عدة، وذات مهام متعددة، منها ما صُنعت لتستهدف آليات العدو، ومنها ما صنعت خصيصا لتستهدف أفراده)، وألغام بحرية (منها ما هو مُصمّم للسفن تُنصب طافية على سطح البحر أو على عمق بسيط للتمويه، ومنها ما هو مُصمّم للأعماق ضد الغواصات). وعمليًا، بدأ استخدام الألغام الأرضية، للمرة الأولى، عندما بدأ استخدام الدبابة على نحو فاعل في الحرب، خلال الحرب العالمية الأولى، فاستخدمت الألغام ضد الدبابات في البداية، بهدف تدميرها، أو إعاقة تقدمها في الحد الأدنى. ثم بعد ذلك، وعندما كان العدو يرسل وحدات خاصة للكشف على هذه الألغام لتفكيكها ونزعها، جاءت فكرة تصميم ألغام الأفراد، لاستهداف مستكشفي الألغام في المقام الأول، قبل أن تُستخدم ضد جنود العدو ككل. [email protected]