أيتها الحدائق المسكونة بالعشق هل يمكن للأرواح العاشقة العبور إلى ضفافك الملأ بالغموض والسحر ؟؟ هل تستطيع القلوب الخافقة أملاً وفرحاً الوقوف في جنباتك للحظات تستعيد فيها ما انفرط من أيام العمر ؟؟ هل يمكن للحائرين الحصول على إجابات شافية لما يعتمل في النفوس المضطربة ؟؟ هل تكون مناجاتك ابتهالات تزيح حجب الظلام الكامن المتطاول واقع الإنسانية المعذبة.. أيتها الأحلام الهاربة منا الآيبة إلينا متى تستوقفين المعاناة المنسية وتخبرينها بما أرق تلك القلوب وعذبك معها وتستنطقينها لتبدأ ساردة عليك عبارات البوح؟ متى تحيلين الخواطر الشاردات ألقاً يزين الأفق الرحيب؟ لعلك أيتها الضفاف الصامتة تعرفين عذابات الحب، وهمهمات المشاعر الخجلى التي لاتفصح عن اشتياقاتها الحبيسة بقواعد الظلم الإنساني القادم من عصور الجهالات والرغائب المتوحشة.. حيث تغدو النزوات حادياً لحضارات الأزمنة البعيدة والراهن المعاصر. أنت وحدك أيتها الضفاف المسكونة بالحلم تحسين بهموم القلوب الحائرة المعذبة، أنت تعلمين بأنين الجائعين والمرضى والمحزونين والتائهين على أرصفة الانتظار للحظات المواعيد الطويلة لزمن المحبة الذي سوف يأتي.. أنت من يميز بين واقع الهدوء النفسي والصفاء العقلي والكآبة القلقة وتشوش الأذهان عندما لاتلين لها العبارات الواضحة فتستعصي عليها لغة الأشجان، لتلوذ بالصمت فلا يسخر المغرورون منها.. أيتها الطيور المهاجرة لك الآن أن تصدحي بأغنياتك الساحرة، ولك أن تسطري أشعار الغزل البريء تاريخاً بديعاً من العشق الأحلى، ولك أن تعبري نيابة عن الصامتين بما تيسر لديك من آيات الجمال المعانق فصول الأمنيات، فيزدهي بها كل قلب.. أنت والإنسانية الرائعة تصيغين جواهر المشاعر الرقراقة فصلاً من الحنين إلى الأزمنة الذهبية، والأرض المحفوفة بالألق التي لم تطأها أقدام الغزاة.. ولم تلوثها مفاسد البشرية المنحرفة.. بوسعك الآن الشدو كيفما وأينما شئت ووقتما تريدين فأنت من يعطي الحياة لوناً آخر ومذاقاً مختلفاً، ومعاني متجددة. أنت تكتبين ألحانك الخالدة في الأعماق.. أنت الابتهالات التي لانسأمها ولاننساها.. أنت ضفاف البهاء الرائع، والصفحات المشرقة من الحلم. أنت أيتها الضفاف كالمواعيد التي لاتطوى...