هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. هذا مثل يضربه القاضي لمن فعل شيئاً مكرهاً عليه، فيقول: فعله على مذهب الطبنجة “والطبنجة معناها البندق العربية القديمة”. يحكي القاضي أن رجلا شرب خمراً فسكر، وأمسك بغلام أمرد، وذهب إلى أحد الشيوخ، وقال: اعقد لي على هذا الولد، فقال: كيف هذا؟ لا يجوز! فأخرج السكران الطبنجة، وهم بقتله، ثم تركه وذهب إلى شيخ آخر وفي يده الطبنجة، فقال له: اعقد لي على هذا الغلام وإلا فأنت ترى الطبنجة، فقال الشيخ: مد يدك، بسم الله.. وأوهمه بالعقد، فخرج السكران وهو يقول عقد لي الشيخ على هذا الوالد، فدخل رجل على الشيخ، وقال له: على أي مذهب عقدت له؟! فقال الشيخ: على مذهب الطبنجة، فصارت مثلاً! وهذا مطابق لقول الشاعر أبو العلاء المعري: حكوا باطلاً وانتضوا صارماً وقالوا: صدقنا، فقلنا: نعم قلت: ومما يناسب هذا ما ورد في كتاب “نفحة اليمن” (46): “قيل اصطحب أسد وثعلب وذئب، فخرجوا يصيدون، فصادوا حماراً وظبياً وأرنباً، فقال الأسد: للذئب اقسم بيننا صيدنا، فقال: الحمار لك، والأرنب للثعلب، والظبي لي، فخلبه الأسد، فأخرج عينه، فقال الثعلب: قاتله الله! ما أجهله بالقسمةّ، فقال الأسد: هات أنت يا أبا معاوية، فاقسم، فقال: يا أبا الحارث، الأمر أوضح من ذلك، الحمار لغدائك والظبي لعشائك وتخلل بالأرنب فيما بين ذلك، فقال الأسد: قاتلك الله، ما أقضاك! من أين تعلمت هذا؟ قال الثعلب: من عين الذئب.