تواجه الصحة المدرسية صعوبات ومعوقات جمة حالت دون أداء دورها المنوط بها تجاه أبنائنا الطلاب والطالبات داخل المدارس...الأمر الذي جعلها موجودة اسماً ومغيبة واقعاً عملياً...ومما يحز في النفس أن جميع من التقيناهم بهذا الخصوص يدركون أهميتها لكنهم في ذات الوقت يقفون عاجزين عن تفعيلها بالشكل المطلوب بسبب تلك المعوقات وأعتقد جازماً بأن حالة الصحة المدرسية هذه لا تقتصر على محافظة تعز فحسب بل تشمل كل محافظات الجمهورية.. فما هي تلك المعوقات وكيف تؤدي الصحة المدرسية دورها في الواقع رغم ذلك بين ثنايا هذه السطور سنتعرف على ذلك وأكثر من خلال آراء الطلاب ومدراء المدارس ومسئولين.... وإلى التفاصيل: لا وجود للصحة المدرسية عبدالله البدوي...طالب ثانوية مدرسة الجهاد يقول: لا توجد لدينا الصحة المدرسية نهائياً بالرغم من أهميتها لكننا نتمنى من مسئولي المدرسة أولاً ثم مسئولي مكتب التربية أن يستشعروا المسئولية تجاهنا وأن يعملوا جاهدين على توفير هذا النشاط حتى ولو اقتصر على مجال التوعية.. التوعية لمرة واحدة فقط من جهته يقول إدريس عبدالرحمن ..طالب ثانوية: الصحة المدرسية موجودة اسماً لكن من خلال الواقع لا وجود لها...وعن عملية التوعية والتثقيف يقول إدريس: لم أشهد عملية توعية سوى مرة واحدة فقط وليست من الصحة المدرسية ولكن خلال طابور الصباح من الإذاعة المدرسية... أدوات بسيطة نجوى غالب المريش- مسئولة الصحة المدرسية مدرسة النهضة للبنات تحدثت عن أهمية الصحة المدرسية وعن الخدمات التي يتم تقديمها للطالبات داخل المدرسة قائلة: تشكل الصحة المدرسية أهمية كبيرة داخل المدرسة وتتمثل هذه الأهمية من حيث نظافة المدرسة، متابعة نظافة المقصف نظافة الحمامات نظافة الطالبات..الخ أما بخصوص ما نقدمه في هذا المجال فنحن نعمل إذاعة مدرسية كل شهر تختص بالصحة المدرسية وتشمل مواضيعها التوعية حول الأمراض الوبائية والوقائية وقد قمنا بعرض الكثير من هذه الأمراض عبر الإذاعة مثل مرض السرطان...الحصبة الإيدز... وفي مجال الإسعافات نحن نمتلك أدوات بسيطة جداً وهذه نأخذها من عائدات العقوبات المفروضة على الطالبات لأنه لا يوجد لدينا اعتمادات مالية للصحة المدرسية. لا يوجد تنسيق وعن عملية التنسيق بينهم وبين أطباء وعاملين في المجال الصحي للحضور لإلقاء محاضرات توعوية للطالبات تقول المريش: لا يوجد تنسيق بهذا الخصوص ونتمنى أن يتم التعاون بيننا وأي مركز صحي لعمل دورة تدريبية للطالبات المنطويات تحت نشاط الصحة المدرسية داخل المدرسة ولكن لعدم توفر الإمكانيات المادية لا نستطيع القيام بذلك حتى اللحظة... والمطلوب من إدارة الصحة المدرسية على مستوى المديرية والمحافظة إحضار الأطباء لإلقاء المحاضرات التوعوية للطالبات خلال شهرين أو ثلاثة على الأقل.. صعوبة التعامل مع الحوادث وبخصوص الصعوبات والمعوقات التي تواجهها تقول نجوى: من أهم العوائق والصعوبات غياب الإمكانيات المادية وكذلك عدم قدرتنا على التعامل مع الحوادث التي قد تحدث داخل المدرسة مثلاً عندما تصاب طالبة بالإغماء لا أدري هل عندها ارتفاع في الضغط أو هبوط أو مرض في الكلى..الخ...وهذا ناتج عن عدم إقامة دورات تدريبية للمشرفين على الصحة المدرسية داخل المدارس ولذا لابد من إقامة تلك الدورات التي يتم من خلالها التعرف على كيفية التعامل مع الحوادث وهذه من أكبر العوائق التي نواجهها. بحسب الاستطاعة رجاء عبده علي سعيد مديرة مدرسة النهضة للبنات بتعز من جانبها تقول: نحن وبحسب استطاعتنا نقدم ما نقدر عليه للصحة المدرسية داخل المدرسة فمثلاً كان في السابق لا توجد غرفة خاصة بالصحة المدرسية ونحن عملنا على توفيرها...ومنذ البداية أيضاً قمنا برفع مذكرة إلى إدارة الصحة المدرسية بمكتب التربية للتعاون وطلبنا تجهيز هذه الغرفة بسرير وأدوات الإسعافات الأولية وحصلنا على ذلك وهذا كان منذ أربع سنوات ومن ذلك الوقت وحتى الآن لم نحصل على أي دعم في هذا المجال والدعم القائم داخل المدرسة دعم ذاتي من قبل إدارة المدرسة والمعلمات والطالبات مع العلم أن المدرسة تورد لمكتب التربية الدخل من الرسوم بنسبة 100% ولم يتم تخصيص مبلغ من ذلك لصالح الصحة المدرسية أو الأخصائي الاجتماعي أو أي نشاط آخر داخل المدرسة... لا يوجد متابعة ولا مراقبة وفيما يخص التنسيق مع العاملين في القطاع الصحي وعملية المتابعة والمراقبة من قبل مكتب التربية قالت رجاء: لا يوجد تنسيق مع العاملين في القطاع الصحي وذلك لغياب الإمكانيات المالية والمطلوب من إدارة التربية بالمديرية وبالتنسيق مع إدارة الصحة المدرسية بمكتب التربية بالمديرية التعاون والتنسيق مع المستشفيات التابعة للمديرية وذلك من أجل عمل دورات تدريبية لمسئولي الصحة المدرسية في المدارس..أما عملية المراقبة والمتابعة فلا توجد من قبل مكتب التربية والمفروض أن يكون هناك نزول ميداني ومراقبة تفعيل الصحة المدرسية وما الذي يتم تقديمه للطلاب من خدمات... تأهيل عملي ونظري وتضيف رجاء عن أهمية الصحة المدرسية قائلة: أهمية الصحة المدرسية كبيرة جداً مثلها مثل الأخصائي الاجتماعي فمثلاً الطالبة شعرت بصداع أو فجأة أصيبت بإغماء من سيقدم لها الإسعافات الأولية سوى الصحة المدرسية ومن المفترض أن يكون مسئولو الصحة المدرسية داخل المدرسة مؤهلين تأهيلاً علمياً عملياً ونظرياً.. جهد شخصي من جانبه يقول توفيق النهاري..مدير مدرسة الشعب للبنين بتعز: الصحة المدرسية موجودة في المدرسة ومفعلة بشكل مستمر ونحن الآن بصدد ترميم المدرسة وإن شاء الله سيكون دورها أكثر فاعلية بعد الانتهاء من عملية الترميم ونقوم بعملية التوعية والإرشاد وتشجيع جهود الطلاب على الحفاظ على البيئة وممارسة ذلك سلوكاً وفعلاً...لكننا نفتقر لعملية الدعم المالي والإمكانيات التي تسير هذا النشاط وما نقدمه هوعبارة عن جهود شخصية من قبل المدرسين وبعض الطلاب.. قلة الإمكانيات عن أسباب غياب الصحة المدرسية وعدم تفعيلها في المدارس يقول نبيل اليوسفي رئيس قسم الصحة المدرسية بمكتب التربية مديرية القاهرة: السبب في ذلك يعود لقلة الإمكانيات ونحن لا يوجد لدينا أي اعتمادات مالية من قبل التربية بالمحافظة .. وبجهودنا الذاتية نقوم بالتواصل مع جهات خاصة مثل شركات الأدوية لنحصل منها على بعض المستلزمات ومن ثم نقوم بتوزيعها على المدارس. ونحن نتحرك في زياراتنا الميدانية بحسب إمكانياتنا المتواجدة أي من حسابنا الخاص ونحن نطالب مدير مكتب التربية والجهات المسئولة بتخصيص اعتمادات مالية لنشاط الصحة المدرسية. لانقدم شيئاً محمود عبدالقادر-مدير مكتب التربية مديرية القاهرة بدا أكثر وضوحاً وصراحة وفي الوقت نفسه بدا أكثر تذمراً من وضع الصحة المدرسية حالياً وتبدو من نبرة حديثه الرغبة الجامحة في تفعيل هذا النشاط داخل المدارس حيث قال في سياق حديثه عن وضع الصحة المدرسية وما يقدم لها من دعم: لا نقدم للصحة المدرسية شيئاً وذلك لعدم توفر الإمكانيات اللازمة لدينا، ولذا من أجل توفير بيئة مدرسية صحية ونظيفة لابد من توفير ميزانية تشغيلية للمدرسة...وذلك كي نستطيع أن نوفر عمال نظافة في المدرسة وهذه نقطة مهمة...فإذا كان لديك في المدرسة مائتا طالب أو طالبة كأقل تقدير وكل واحد من هؤلاء رمى بمنديل فاين في الأرض فمن سيرفع هذه المخلفات إذا كان لا يوجد عامل نظافة؟!. وأسباب غياب الصحة المدرسية يعود لعدم وجود الإمكانيات مثل عدم توفر مشرفين صحيين، عدم توفر مستلزمات طبية للصحة المدرسية، عدم وجود عمال نظافة وأدوات نظافة داخل المدارس.. صندوق إسعافات أولية ويتابع محمود كلامه قائلاً: نحن لا توجد لدينا ميزانية للصحة المدرسية ولا نريد الدعم المالي ولكن نطلب الدعم المتمثل بتوفير الأدوات اللازمة للصحة المدرسية مثل إعطاء كل مدرسة صندوقاً خاصاً بالإسعافات الأولية وعمل غرفة خاصة بالصحة المدرسية داخل المدارس وتجهيزها بسرير وبعض المستلزمات البسيطة إلى جانب الخدمات التي قمنا بتنفيذها ونحن نبدأ خطوة خطوة ،بدأنا بعمل التوعية ثم عملنا على إيجاد مشرفين صحيين ومشرفة. لم نستمر في المرحلة الأولى أما عن التنسيق مع الجهات الصحية وإقامة دورات لمشرفي الصحة المدرسية داخل المدارس يقول عبدالقادر: اتفقنا مع مكتب الصحة العامة في المديرية بداية العام على أساس أننا أخذنا خمس مدارس الحمزة أروى باكثير ثانوية تعز الموشكي كمرحلة أولى ويتم تزويد تلك المدارس بطبيب وطبيبة ويكون حضورهم بالأسبوع مرة واحدة يتم من خلال حضورهم نشر التوعية الصحية داخل المدرسة إضافة إلى تعليم العامل الصحي بعملية الإسعافات الأولية واستمررنا بهذه المرحلة فترة محددة ولكن لعدم توفير الإمكانيات توقفنا ولم نستمر في هذه المرحلة كي نبدأ بالمرحلة الأخرى. تخصيص الإسهامات عن تخصيص مبالغ مالية محددة من دخل المدرسة لصالح الصحة المدرسية يقول محمود: نحن طلبنا أن تخصص إسهامات المجتمع والمتمثلة بالمئة والخمسين ريالاً رسوم التسجيل لصالح المدرسة كنفقة تشغيلية وحددنا بنوداً خاصة لكل نشاط يتم داخل المدرسة بمبلغ محدد....وإن شاء الله الآن بوجود الأستاذ عبدالكريم مدير مكتب التربية بالمحافظة سيتم اعتماد هذه اللائحة وبالتالي بعد ذلك يمكننا محاسبة مدراء المدارس في حالة التقصير.. والمشكلة التي نعاني منها الآن هي أن هناك توظيفاً بالبدل أو بدل متقاعدين ونتمنى أن يتم توظيف البدل هؤلاء في نفس المكان الذي تقاعد منه الموظف السابق ولدينا حوالي 57 حالات عمالية أحيلت إلى التقاعد ولن نستطيع إيجاد بدل عنهم إلا من خلال هذا التوظيف وهذه نطرحها أمام مسئولي مكتب التربية بالمحافظة. تزويد المدارس بالمستلزمات وأضاف مدير مكتب التربية بمديرية القاهرة: نريد من مكتب الصحة المدرسية إذا كان لديه الإمكانيات المادية والعلاجات النزول إلى المدارس وتزويدها بالعلاجات والمستلزمات اللازمة للإسعافات الأولية أما عملية التوعية فنحن نقوم بها بشكل كامل.