تعمل إدارة الصحة المدرسية في انعزال تام سواء من حيث المبنى فمبناها في مكان ومكتب التربية في مكان آخر.. هذه العزلة أوجدت قناعة لدى القائمين عليها بأن هناك تهميشاً لإدارتهم.فلا ميزانية تشغيلية، ولا اهتمام لما تقدمه من خدمات ناهيك عن عدم الاعتراف بها كإدارة من قبل مسئولي التربية بالمحافظة والمديريات بحسب نائب مدير إدارة الصحة المدرسية د. أحمد قاسم المجيدي والذي بدأ سعيداً عند قدومنا وذلك لطرح هموم ومشاكل إدارته. وفي سياق حديثه ل”الجمهورية” ناشد المجيدي محافظ المحافظة والمجلس المحلي للتدخل لحل الازدواجية والمشاكل التي تعانيها إدارة الصحة المدرسية فإلى الحوار: الغياب في إدارة المدرسة ما أسباب غياب وعدم تفعيل الصحة المدرسية في المدارس؟ الصحة المدرسية موجودة وتكاد تكون في كل مدرسة من مدارس المدينة لكن الغياب في إدارة المدرسة، إدارة المدرسة نفسها.. نحن تواصلنا مع الصندوق الاجتماعي للتنمية قبل ست سنوات ودربنا لهم مشرفين صحيين مشرفاً للفترة الصباحية وآخر للفترة المسائية وزودناهم بفرقة تسمى الفرقة الصحية تتكون من دولاب وسرير وأدوية بحدود أربع مائة ألف ريال لكل مدرسة وهذا من الصندوق الاجتماعي لكننا تفاجأنا بعد شهر من ذلك أن بعض المدارس قد أغلقت هذه الغرفة مع أننا اشترطنا عليهم توفير غرفة خاصة للصحة المدرسية في كل مدرسة وذلك كي يقوم المشرف الصحي داخل المدرسة بعمله على أتم وجه. تهميش وعدم اعتراف ألا تقومون بعملية المتابعة والمراقبة واتخاذ الإجراءات اللازمة عند المخالفة؟ المتابعة من قبل من؟ من جهتنا نحن لا نستطيع اتخاذ الإجراءات ضد مدراء المدارس مع أننا أخذنا منهم التزامات وذلك بسبب التهميش الحاصل لإدارة الصحة المدرسية ودليل ذلك عدم اعتراف مدراء مكاتب التربية بالمديريات بإدارة الصحة المدرسية.. وهذا الأمر طرحناه على مستوى المحافظة لكن لا جدوى من ذلك ونطرحه الآن مرة أخرى هنا لعل وعسى ينظر إلينا بعين المسئولية. لا يوجد لدينا دعم ما السبب في ذلك؟ لا أدري.. نحن وبحسب الاتفاق الموقع بين وزير التربية ووزير الصحة أننا نتبع مكتب الصحة فنياً.. بمعنى أن يزودونا بالأدوية والأشياء الفنية لكن هذا التعاون لم يتم إطلاقاً.. وإدارياً نتبع مكتب التربية من حيث الدعم المادي وأيضاً هذا الجانب لم يطبق نحن نعمل بدون ميزانية تشغيلية كنا في السابق نحصل على 37ألف ريال في العام كميزانية تشغيلية لكننا الآن لم نحصل على شيء يذكر ونحن نتنقل إلى المدارس من خلال الاعتماد على رواتبنا. التثقيف الصحي ما الذي تقدمه إدارة الصحة المدرسية للمدارس؟ أولاً نقوم بعملية التثقيف الصحي طوال العام داخل المدارس،ثم نزودهم بالأدوية والمستلزمات الطبية طبقاً للمدارس التي تعمل وتفعل الصحة المدرسية فقط وهي بحدود 25مدرسة هذا ما يخص مدارس مديريات المدينة.. أما مدارس الريف من يأتي إلينا بمذكرة رسمية نزوده بمستلزمات الصحة المدرسية المتوفرة لدينا. الإشراف على المقاصف هل تقومون بعملية الإشراف والزيارة الميدانية؟ نعم نقوم بذلك في المدارس بتكاليف حيث يذهب كل فريق إلى مدارس محددة ومع كل زياراتنا نقوم بعمل برنامج تثقيفي وقد قمنا مثلاً بعملية التوعية والتثقيف حول مرضى الكزاز الوليدي للمدارس الخاصة بالبنات وأيضاً برنامج تثقيفي حول مرض حمى الضنك في عدد من المدارس.. كما أننا نقوم بالإشراف على المقاصف ونحن الآن نبحث عن تمويل لعمل دورة تدريبية للعديد من المشرفين على المقاصف يدربون خلالها على معرفة هيئة المقصف ومواصفاته وماهي الأطعمة التي تقدم فيه وماهو المسموح بها داخل المقاصف والأطعمة الغير مسموح بها. السلطة المحلية لم تنفذه لماذا يتم خصم مبلغ محدد من دخل المدرسة لصالح الصحة المدرسية؟ نحن رفعنا مذكرة بهذا الخصوص ووجدنا أن هناك بنداً في لائحة المجلس المحلي ينص على استقطاع خمسة ريالات من كل مبلغ رسوم تسجيل على كل طالب لصالح الصحة المدرسية بحيث إن الصحة المدرسية ستوفر للطالب نشرات دورية أيضاً التوعية الصحية، الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل متواصل، لكن هذا الأمر لم يفعل أو لم ينفذ أو يطبق من قبل السلطة المحلية.. أما نحن فلا يوجد لدينا اعتمادات مالية لكي تعطى للصحة المدرسية في المدارس. الصحة النفسية للطالب ماذا بشأن التنسيق مع العاملين في القطاع الصحي من أطباء صحيين هل هناك تعاون قائم بينكم وبينهم؟ نعم.. ولدينا الآن فريق طبي يمر على المدارس وهو مختص بالصحة النفسية للطالب يعالج أوضاع الطلاب المشردين في المدارس والطلاب المدمنين على القات، التدخين، الحبوب.. هذه الأشياء يعرفهم على مخاطرها وأيضاًَ يقوم بمعالجة هذه الأمور إن وجدت وبالتنسيق مع إدارة المدرسة.. كما أن هناك تنسيقاً قائماً بيننا ومكتب الصحة، ومنظمة اليونيسيف، والتثقيف الصحي. معرفة دور الصحة المدرسية ماهي الآلية التي يمكن من خلالها تفعيل دور الصحة المدرسية؟ أولاً: المجالس المحلية لابد أن تقوم بالدور المنوط بها وذلك من خلال اعتماد مبالغ مالية لتفعيل الصحة المدرسية ثم لابد من الاعتراف بنا كمكتب صحة مدرسية مستقل وليس كإدارة صحة مدرسية ليس لها ميزانية تشغيلية ولابد أيضاً من معرفة أن الصحة المدرسية لها دور كبير والدليل على ذلك عالمياً عندما بدأ ظهور فيروس H1N1 تعاملوا عالمياً مع هذا الوباء من خلال الصحة المدرسية وجميع دول العالم تعترف بالصحة المدرسية إلا اليمن هناك، كما قلت تهميش للصحة المدرسية. دعم برامج فقط هل تحصلون على دعم من منظمات غير حكومية مثل اليونيسيف وغيره؟ لا نحصل على دعم مالي ولكن هناك تعاون مع بعض المنظمات من خلال الدعم البرامجي فقط. مكتب مستقل ماهي أهم الصعوبات والعوائق التي تواجهونها؟ من أهم الصعوبات والمعوقات عدم الاعتراف بالصحة المدرسية كمكتب مستقل يتبع المحافظة. ثانياً: الصحة المدرسية تعاني عدم الاهتمام كما قلت سابقاً سواء من مكتب التربية أو مكتب الصحة، حيث لا يوجد تعاون إيجابي من قبلهم مع إدارة الصحة المدرسية وذلك من خلال عدم إمدادنا بالكوادر الفنية التي من شأنها أن تعمل على تفعيل الصحة المدرسية وأيضاً لا يوجد لدينا ميزانية تشغيلية ولم نحصل على ذلك من مكتب التربية. وسيلة مواصلات ويتابع المجيدي كلامه عن الصعوبات والمعوقات بالقول: نشكو هنا في المبنى من عملية تأجير المخازن التابعة لإدارة الصحة المدرسية وهذا التأجير لأمد طويل لمدة حوالي 15 20سنة والمستأجرون تجار نعرفهم ونحن بحاجة للغرفة الواحدة.. هذه المخازن نريد أن نحولها إلى قاعة محاضرات واجتماعات لأنه لا يوجد مثل هذه القاعات.. أيضاً لا يوجد لدينا وسيلة للمواصلات للتنقل كما أن موظفينا يعانون عدم اعتماد طبيعة عمل لهم.