حكاية المثل: أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر. يفتخر به على العرب ويفاخر به أمام الفرس، حيث أن ابن سابور ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر إذ أرسله أبوه إلى الحيرة، والتي اشتهرت بطيب هوائها، وذلك لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية. ووقع اختيار النعمان على مهندس بناء يُدعى “سنمار” لتصميم وبناء هذا القصر. وقيل أن “سنمّار” رجل رومي مبدع في البناء. فبنى القصر على مرتفع قريب من الحيرة، تحيط به البساتين والرياض الخضراء. وكانت المياه تجري من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول أرض القصر وتعود الى النهر من الناحية المنخفضة. أطلقوا عليه اسم الخورنق. وكانت الناس تمر به وتتعجب من حسنه وبهائه، حتى قيل أن يكتمل. وعندما انتهى سنمار من بناء القصر وقف النعمان على سطح القصر وبجانبه سنمار، فقال له النعمان: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟ فأجاب كلا. ثم قال: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبني مثل هذا القصر؟ قال: كلا. ثم قال سنمار مُفتخرا: ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم! فقال: وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟ قال: كلا. فألقاه النعمان من على سطح القصر، فخر ميتا. وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلهُ لغيره، وحتى لا يعرف أحدٌ سرّه. فضربت العربُ به المثل بمن يُجزى بالإحسان الإساءة.