بسبب غيمة الرماد البركاني التي غطت مساحات غير قليلة من سماوات أوروبا، تتوقف حركة الطيران من وإلى القارة البيضاء لليوم السادس على التوالي (أي أكثر بمرتين عن المدة التي حظرت فيها أوروبا الطيران إلى أمريكا عقب هجمات 11 سبتمبر 2001). وتوقف تحليق الطائرات في بعض أجواء أوروبا قابلة للتمديد.. فبرغم ما قيل أنه اعتبارا من يوم أمس الاثنين ستستأنف – على الأقل – نصف الرحلات الجوية المتوقفة، لكن وحتى كتابة هذه السطور قبيل ظهر أمس الاثنين، لم أجد في الأخبار سوى اجتماع وزراء النقل الأوروبيين عبر الفيديو كونفرنس.. وتتمركز الغيمة البركانية على ارتفاعات ما بين 6 كيلومترات إلى 11 كيلومتراً في السماء، أي في مستويات تحليق الطائرات. والغبار البركاني أو الرماد البركاني (Volcanic ash) يتكون من “تفرا” (رماد) عبارة عن مسحوق من الصخر والزجاج الناشئ وقت النشاط البركاني بسبب الانكماش المفاجئ للماجما (المستعرة) عند التقائها بالماء (البارد)، بحسب موسوعة ويكيبيديا. ويبلغ حجم حبيبات رماد البركان في العادة بين الميكرومتر الواحد وحتى المليمتر الواحد وربما أكثر قليلا (الميكرومتر هو جزء من الألف مليمتر). ومن حسن حظ الأوروبيين أن بركان آيسلندا ينفث رمادا بركانيا جزيئاته دقيقة جدا (بحسب أحد الخبراء البارحة). ولكن حتى هذه الحبيبات الدقيقة جدا تشكل خطرا كبيرا على الطائرة. فاصطدام الطائرة بها يعتم زجاج قمرة قيادة الطائرة، ويدخل في المحركات النفاثة للطائرات، فيمنع الأوكسجين عن المحرك ما يؤدي إلى توقفه في أحسن الأحوال. وفي أسوأها يشعل النار في محركات الطائرات. ووفقا لما نقلته “القدس برس” عن جاي ميلير الدكتور في علوم الكيمياء الجيولوجية وعلوم الصخور النارية المتحولة من جامعة تكساس، فإن “براكين آيسلندا تثور مرة كل 5 سنوات” ومعظمها “ثورات بسيطة نسبياً، باستثناء ما حدث عامي 943 و1783 ميلادي حين غطى الرماد البركاني معظم أوروبا، وذلك على نحو مشابه لما يحدث الآن”. “وتوقع ميلير أن يستمر البركان الواقع أسفل نهر جليدي بجنوب أيسلندا في ثورانه الذي بدأ الأربعاء الماضي مدة من الزمن”. [email protected]