أكد الداعية الإسلامي الشيخ عمر بن حفيظ أن الدين الإسلامي ينبذ المغالاة والتشدد، وأنه دين قائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعيداً عن الإكراه أو الفرض بالقوة أو الانتقاص من الآخرين ومعتقداتهم ورفض التعايش معهم. وقال إنه في حال تم تقديم الدين الإسلامي لأي مجتمع بحقيته بعيداً عن الغلو أو التحريف والتشويه لمعتقداته فإنه كفيل بأن يسود في دول أوروبا، كما ساد من قبل في شرق آسيا، وكما ساد في عهد النبي والصحابة.. وبيّن الشيخ بن حفيظ في محاضرة ألقاها أمس بجامعة صنعاء بعنوان «تريم.. والدور العالمي للفكر الإسلامي» الدور الذي لعبه أبناء اليمن في التعريف بالدين الإسلامي وتقديم نماذج مشرفة كانت السبب في دخول بلدان بأسرها في دين الله أفواجاً.. ولفت إلى الدور المشهود لأبناء تريم خاصة في تجسيد قيم الدين الإسلامي في تعاملهم مع أبناء البلدان التي هاجروا إليها، وكيف استطاعوا من خلالها أن يعرفوا بحقيقة الإسلام كدين قائم على العدل ومكارم الأخلاق وحب الخير للبشرية جمعاء. وتناول بن حفيظ إسهامات اليمنيين الأوائل في تلك البلدان وكيف أنهم قدموا مصلحة الدين والتعريف به على أية مصلحة أو أهواء شخصية رافضين مغريات الحياة بتقلد مناصب أو الحصول على جاه ما عزز حب تلك المجتمعات لهذا الدين ونبيه وما يدعو إليه من قيم وما يوجبه من فروض وما ينهى عنه من أمور. واستعرض نماذج من المراسلات والهجرات التي كانت قائمة بين علماء مدينة تريم وعلماء عصرهم في المدن اليمنية والبلدان العربية، وكيف استطاعوا أن يخدموا الإسلام عبر المراسلات وتبادل الإجازات والتحاور في شؤون الإسلام ونظرته للقضايا المحيطة بأبعاد معتدلة تتماشى مع حقيقته ووسطيته. كما استعرض نماذج من الشخصيات الإسلامية التي خدمت الإسلام بتعاملها القائم على التواضع وحب الخير للجميع سواء من المسلمين الأوائل من الصحابة والتابعين أو الصالحين من أبناء الأمة في العصر الحديث الذين أكدوا أن الإسلام دين لصقل الأنفس وتهذيبها واستقامتها في كل وقت وحين. وكان رئيس الجامعة الدكتور خالد طميم أكد في كلمته في الافتتاح أهمية هذه المحاضرة لتعريف طلاب الجامعة بحقيقة الإسلام كدين قائم على الوسطية والاعتدال بعيداً عن التطرف والتشدد والمغالاة. وأكد أن انتهاج التطرف والمغالاة في الدين يضر أكثر من أن ينفع، ويجعل الآخرين من غير المسلمين ينظرون إليه على غير حقيقته، وأنه قائم على الكراهية ونبذ الآخر في حين أنه دين المحبة والخير لكل بني البشر.