أكد العلامة عبد الرحمن بن علي المشهور بن حفيظ عظمة الدور الذي سطره أبناء تريم في نشر الدين الإسلامي وإيصال رسالته إلى كثير من أصقاع الأرض بفضل إبراز خصوصيته كدين يمتاز بالوسطية والاعتدال عن غيره من الأديان والرسالات السماوية. وتناول عبدالرحمن بن حفيظ في محاضرة له أمس على هامش معرض صنعاء الدولي ال27 للكتاب دور علماء وصلحاء تريم في منهج الوسطية والاعتدال والدعوة إلى الأخلاق الكريمة. وتتبع البدايات الأولى لأثر تريم في تاريخ الدعوة الإسلامية من لحظة اعتناق أهلها الإسلام بعد عودة وفد حضرموت من عند رسول الله في السنة العاشرة للهجرة وإرساله صلى الله عليه وسلم أول عامل إلى حضرموت من قبله زياد بن لبيد البياضي الأنصاري. وقال العلامة بن حفيظ: بدأت الرحلات لنشر الدين الإسلامي من هذه الأراضي في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الهجري حيث هاجر مجموعة من أبنائها إلى الهند وإندونيسيا وسنقافورا والفلبين وغيرها لذلك الغرض. واستدل على عظمة الإسلام بما استطاع كثير من أبناء تريم أن يجسدوه من نماذج للسلوك القويم بفضل تحليهم بأخلاق الإسلام واتباع آدابه وتعاليمه المفضية إلى نشر الفضيلة بمظاهرها المتجلية في الأخلاق وآداب التعامل وحب الخير للناس والبشرية جمعاء. واستعرض المحاضر بن حفيظ نماذج لعلماء وصلحاء من تريم حققوا نجاحات في مجال الدعوة الإسلامية في المناطق التي هاجروا إليها وأحدثوا أثراً لازالت تحتفظ به كتب التاريخ عن أثرهم في محيطهم داخل تريم وخارجها، منهم عبد الرحمن بن عبد الله بن فقيه، وأحمد بن مشهور بن طه الحداد، والمرأة الصالحة سلطانة بن علي الزبيدي الكندية التي عاشت في القرن السادس الهجري وكان لديها رباط علم يأتي إليه المسلمون لطلب العلم من وراء حجاب. وأوضح الدور الذي قامت به تلك الشخصيات في التعريف بالدين الإسلامي والإسهام في نشره في بلدان شرق آسيا خاصة في ماليزيا، إندونيسيا، بروناني، الصين، شرق الهند، وجنوب الفلبين، وغيرها.. وقدم عبد الرحمن بن حفيظ تعريفات للوسطية مدللاً على وسطية الإسلام واعتدال مواقفه من جميع القضايا وحكمته في التعامل مع قضايا الحياة ومستجدات العصر دون إفراط أو تفريط أو دعوة لمغالاة أو حث على حقد أو كراهية. وأثريت المحاضرة بمناقشات واستفسارات الحضور من طلاب علم ومثقفين وزوار للمعرض، كشفت جوانب من دور تريم في تاريخ الدعوة الإسلامية وإرساء نماذج لدعاة انتهجوا الوسطية والاعتدال حتى استوطن الإسلام قلوب ووجدان أبناء البلدان التي هاجروا إليها.