هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. لم تعترف إيران بالجمهورية اليمنية إلا مؤخراً في آخر سنوات حكم القاضي الإرياني للجمهورية اليمنية، وحتى تحسن العلاقات مع اليمن دعت مجموعة من القضاة والعلماء اليمانيين دعوة رسمية لزيارة إيران، وكان من هؤلاء القاضي عبدالله الشماحي، والقاضي علي بن يحيى الإرياني، والقاضي محمد بن إسماعيل العمراني، وجعلوا لهم برنامجاً للزيارة، فلما عرضوه عليهم، قال القاضي عبدالله الشماحي مستشهداً:- تلبس أو تقمص أو تجبى فلن تزداد عندي قط حباً تملك بعض حبك كل قلبي فإن ترد الزيادة هات قلباً وفي أحد الأيام دعا الإيرانيون القضاة اليمنيين لتناول طعام الغداء في أحسن المطاعم خارج العاصمة طهران، وهذا المطعم كانت جدرانه وسقوفه كلها من المرايات والزجاج حتى يظن الداخل كثرة الناس وازدحامهم، وما هي إلا صور الداخلين أنفسهم انعكست على جميع المرايا المحيطة بالمكان، ثم قدموا لهم أفخر الطعام، فكان القاضي العمراني حفظه الله لا يقبل على الأكل، فلما لاحظ الإيرانيون هذا، سألوه ودعوه إلى مزيد من الطعام، وسألوه إن كان يشتهي طعاماً آخر؟ فبين لهم القاضي محمد أن هذه طبيعته في الطعام، وأنه لا يأكل إلا قليلاً، فلم يرتضوا بهذا الجواب، وأخذوا في الإلحاح عليه والتأكيد بأن يأكل، فأحرج القاضي، وأراد أن يخرج من هذا الإحراج، فقال لهم: تملك بعض أكلك كل بطني فإن ترد الزيادة هات بطناً فلما ترجمها المترجم للجالسين على المائدة التي عليها القاضي محمد، فأخبروا فضحك الجميع، وعكست الجدران الزجاجية هذا الضحك، فأصبح الحال كأن المطعم كله بزبائنه وجدرانه وسقوفه كأنه يضحك، فمال القاضي محمد على القاضي الشماحي، وقال: كل هؤلاء يضحكون على حسابي...!