هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم.. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. حكى القاضي محمد حفظه الله فقال: شكى رجل إلى الحسين بن يحيى حميد الدين حينما كان مقيماً في مدينة ثلا من رجل آخر رفض أن يزوجه ابنته، فقال الحسين للشاكي: أذهب وأحضر ما معك من مالٍ أعددته للزواج، وسوف نزوجك بها، فذهب وباع جربة «مقدار من الأرض بالإصطلاح اليمني» وأخذ قيمتها وحملها إلى الحسين، فدعا والد الفتاة، ولما حضر وطلب منه أن يزوج الرجل ابنته، قال: إن ابنتي غير موافقةٍ ولا راضيةٍ بهذا الرجل أن يكون زوجاً لها، فأرسل الحسين من يسأل الفتاة، فجاء الرد منها بالتأكيد لرأي والدها، فقال الحسين للشاكي: المعتبر رضاها «قال هذه الجملة بتفخيم الضاد» فأجاب عليه الرجل وهو غاضب: كنتم عتقرحوا الضاد قبل ما نبيع الجربة. وقوله: عتقرحوا: العين في اللهجة اليمنية للتسويق، أي بمعنى السين أو سوف، تقرحوا: أي تفجروا، والمراد هنا نطق الضاد بالتفخيم. والمعنى: أي كان ينبغي لكم أن تقولوا لي «المعتبر رضاها» وتفخموا الضاد كما شئتم قبل أن أتورط وأبيع قطعة الأرض التي أملكها. وهذا المثال يقال لمن يأتي بالفائدة أو النصيحة بعد فوات الأوان، وعبارة الرجل «كنتم عتقرحوا الضاد قبل ما نبيع الجربة» أصبحت مثلاً.