تؤكد الأستاذة قبلة محمد سعيد رئيس اللجنة الوطنية للمرأة بمحافظة عدن أن القيادة السياسية لعبت دوراً كبيراً في تشجيع المرأة اليمنية وتحفيزها للمشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع وتعزيز نشاطها في المجالات كافة..مشيرة إلى أن المرأة اليمنية مقارنة بمثيلاتها في المنطقة وغيرها من البلدان، حققت كثير من الإنجازات والطموحات التي كانت تراودها قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في ال22من مايو 1990م وأن وضعها صار أفضل بكثير من ذي قبل وعلى المستوى العربي والإقليمي المهام الملقاة على عاتقكم كرئيسة للجنة الوطنية للمرأة بالمحافظة كيف تقيمينها؟ نحن في اللجنة الوطنية للمرأة م/ عدن لدينا مهام تنفيذية في إطار تحقيق أهداف إستراتيجية تنمية المرأة التي عمدت في تلك الأهداف على كيفية النهوض بأوضاع المرأة في المجالات كافة، لذا جاءت سياسات اللجنة على ضوء هذه الاحتياجات في التعليم الصحة التمكين الاقتصادي المشاركة السياسية التشريعات والإعلام وهي محاور أساسية تعنى بمستقبل المرأة تهدف بخطواتها العملية إلى النماء والرقي لهذا جاءت الخطة التنفيذية للجنة الوطنية للمرأة في م/عدن لتلبي هذه الأهداف وتراعي أيضاً وضع المرأة فيها. من حيث إن عدن تختلف عن سائر المحافظات أو بالأصح تقدمت عليها بكثير من المراحل وخاصة في التعليم، ومشاركة المرأة في ميادين الحياة كافة، ولأن اللجنة الوطنية مهمتها الأساسية هي رسم السياسات وتقييم ومراقبة ومتابعة تطور المرأة من منظور النوع على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص حيث كانت عدن هي السباقة في تحقيق تقدم المرأة وتميزها على مستوى اليمن. كونها تمكنت من انتزاع كثير من حقوقها كالمساواة في التعليم والصحة والمشاركة المجتمعية في المجالات كافة إلا أن ثمة بعض المشاكل التي تواجهها المرأة بخصوص ما يتعلق بتمويل المشاريع الصغيرة والأصغر تشجيعاً للنساء الفقيرات وتحولهن إلى أسر منتجة. المرأة عموماً أي الفئات أكثر استهدافاً من قبلكم؟ نحن نستهدف النساء في المجتمع بشكل عام وبدون استثناء وعن قراءتكم للإستراتيجية الوطنية ستلاحظون ذلك لا توجد فئات مستهدفة وأخرى غير مستهدفة ولكن المرأة عموماً بأشكالها المختلفة مستهدفة وفي المجالات كافة. هل صادفتم مشاكل قانونية صحية بسبب الزواج من القاصرات في المحافظة؟ نسبة الوعي في المحافظة أثر على عدم ظهور الزواج من القاصرات كظاهرة ولكن توجد حالات نتيجة للهجرة الداخلية ومناطق الأطراف وأيضاً الوضع الاقتصادي ولكنها ليست ظاهرة. إلى أي مدى عكست التشريعات الخاصة بالمرأة اليمنية طموحاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؟ تقدمت اللجنة الوطنية للمرأة بمصفوفة من القوانين الوضعية النافذة التي شكلت تميزاً ضد المرأة وسعت اللجنة من خلال الفعاليات النسائية المختلفة وعلى رأسها اتحاد نساء اليمن لتضمين الكثير من المواد القانونية التمييزية والتي عدلت أو أضيفت واستمدت مواد وهي عدد (33) (المرحلة الثالثة) مع وزارة الشئون القانونية ومتابعة وإقرار القوانين المحالة من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب وهي خمسة قوانين بالأحوال الشخصية والجرائم والعقوبات، المرافعات، تنظيم السجون وهيئة الشرطة وبإذن الله تعالى ستيحقق للمرأة تنفيذ العديد من القوانين. وضع المرأة أفضل هناك من يقول إن المرأة لم تستطع بعد أن تعي قضيتها...ما تعليقك على ذلك؟ في حقيقة الأمر أن المرأة في اليمن حققت كثيراً من الإنجازات والطموحات كما يعد وضعها أيضاً أفضل بكثير من أي وضع آخر على المستوى العربي والإقليمي وأيضاً. الدولي. هذا يأتي لاستيعاب القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية (حفظه الله) وإدراكه الحقيقي بأهمية مشاركة المرأة في العملية التنموية، لذلك أولى هذا النصف أهمية بالغة فكان تواجدها بنسب لا بأس بها في مواقع مختلفة فعلى مستوى محافظة عدن مثلاً حققت المرأة 13 %من مواقع صناعة القرار في مجالات متعددة منها والمجالس المحلية، المكتب التنفيذي ، الجمعيات والمراكز والمجال التربوي والصحي..الخ. وبالرغم من تلك النجاحات ندرك أن هنالك قصوراً يكمن في كثير من النساء لعدم إدراكهن حقوقهن وواجباتهن وليس لعدم قدرتهن..كما أن الإرادة السياسية تلعب دوراً فعالاً في دعم المرأة وتحفيزها لأنها تبعث لديها الثقة بالنفس أولاً مما يدفعها إلى التطلع ولمزيد من النجاحات لذا جاءت مبادرة فخامة رئيس الجمهورية (حفظه الله) بإعطاء المرأة نسبة 15 %من مقاعد البرلمان. تواجد نسوي قوي عشرون عاماً من عمر الوحدة...ماذا تحقق للمرأة خلالها؟ بعد قيام الوحدة المباركة 22مايو90م أعيدت كل الحقوق لكل أبناء الوطن الحقوق السياسية والاجتماعية أضف إلى ذلك استعادة الهوية الوطنية اليمنية لكل المواطنين في إطار اليمن الواحد “الجمهورية اليمنية” فقد طرأ نمو ملحوظ في المجالات كافة ومن ضمن هذه الإنجازات والتطورات وضع المرأة. ..فقد أفسح لها المجال بالمشاركة الفاعلة في مناحي الحياة المختلفة فكانت الإستراتيجية الوطنية لتنمية المرأة وهي السبيل الحقيقي لقياس تطور وتقدم المرأة في اليمن وهذه الإستراتيجية شملت العديد من القضايا التي تسهم المرأة وتعالج بواسطة إجراءات متبعة مع جهات رسمية وغير رسمية..فبالتالي المرأة تواجدت وبقوة على ساحة المجتمع في أشكاله المتعددة الرسمي ومؤسسات المجتمع المدني. كما حققت المزيد من النجاحات على مستوى القوانين الوطنية النافذة وعدلت كثيراً من المواد والقوانين ل33قانوناً منها ما أصدرت فيه التعديلات ومنها ما يناقش لإقراره. مشاركة فاعلة هنالك أيضاً المشاركة السياسية التي أحرزت المرأة فيها تقدماً ملموساً على مستوى المجالس المحلية ناهيك عن مشاركتها في الحياة العامة في إعداد الخطط والموازنات من منظور النوع الاجتماعي وتمثيل اللجنة الوطنية للمرأة في اللجنة العليا لإعداد الخطة الخمسية الرابعة (2010م 2015م) وإشراكها في تقسيم وتشخيص الوضع الراهن للمرأة في إطار الخطة الخمسية الثالثة 20062010م وإقرار فصل خاص لتمكن المرأة هذا في حد ذاته يعطي للمرأة المكانة الحقيقية في تحديد احتياجاتها ومن ثم رسم السياسات والبرامج والمشاريع وترجمتها إلى واقع ملموس في حياة المرأة وبالتالي المجتمع. حقيبتان وزارية ومقعد يتيم في مجلس النواب، وعدد محدود من الوظائف الهامة لبعض المؤسسات، هل يكفي للحكم على المكانة التي حققتها المرأة؟ الإجابة أعلاه ومع ذلك فإن هذا التقدم بتمثيل المرأة في القيادة العليا وأيضاً في الوظائف العامة جاء لتلبية احتياج وضرورة لوجودها على مستوى مجلس الوزراء بشكل خاص..ونحن نطالب أن تكون هنالك حقيبة وزارية لتنمية المرأة وهذه الوزارة ستعنى بكثير من القضايا للمرأة وتحتوي تطلعات المرأة على الساحة اليمنية كجهة رسمية..نتمنى أن يلقى هذا المقترح الإيجابي ترجمته مستقبلاً وإعطاء تنمية المرأة رعاية خاصة وهذا بالمناسبة ليس تمييزاً إطلاقاً لأن كثيراً عندما نتناول قضية المرأة توضع الشروط والتمييز وليس بالضرورة أن تكون من يرأسها امرأة. هل نستطيع القول إن هناك حركة نسائية يمنية؟ وكيف تتبدى تجلياتها؟ بالتأكيد هنالك حركة نسائية يمنية لها بصمات كبيرة على الساحة اليمنية ومنذ سنين..استمرت في المطالبة بحقوق المرأة وتمكنت من انتزاع كثير منها مثل تكافؤ الفرص والمساواة والعدالة وأخذت على عاتقها كثيراً من المهمات التي تساعد في النهوض بأوضاع المرأة منها القوانين والتشريعات وصنع القرار. كلمة أخيرة هي مناسبة جميلة أن نلتقي بالجمهور في مناسبات كهذه ، لهذا أنتهزها فرصة لأقدم التهاني إلى الشعب اليمني بمناسبة أعياد الوحدة اليمنية وكل سنة والجميع بخير.