حضر الاخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية أمس بصنعاء افتتاح اعمال الملتقى التربوي السادس لمراجعة الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم العام الذي ينعقد على مدى يومين. وفي افتتاح الملتقى قال نائب رئيس الجمهورية: «أتوجه اليكم ومن خلالكم الى كل العاملين في المجال التربوي التعليمي بالتهاني الحارة بمناسبة العيد الوطني ال 20 للجمهورية اليمنية 22 مايو هذه المناسبة الوطنية المجيدة التي غيرت مسار التاريخ اليمني الحديث وانتصرت لإرادة الشعب وأزاحت كابوس التشطير المقيت وفتحت الآفاق الواسعة امام الشعب اليمني وأجياله القادمة في وطن موحد ،راسخ البنيان وقيادة حكيمة ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية». وأضاف:«نبارك هذا الملتقى الذي اصبح تقليدا جديدا واتسع ليشمل مختلف الشرائح التربوية من المدرسة الى الوزارة والجهات ذات العلاقة وشركاء التنمية وهذا يعني ان الملتقى يضم كل من لهم علاقة بوضع السياسات وتخطيط وتنفيذ ومتابعة وتقييم وتقويم العملية التربوية والتعليمية كاملة»..متمنيا ان يتم هذا التقليد في بقية الوزارات. وقال الاخ نائب رئيس الجمهورية:«لايفوتني هنا ان اغتنم هذا الجمع من المختصين لأضعكم امام المسؤلية الاكبر التي تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم التي تستقبل سنويا اكثر من نصف مليون طالب وطالبة، وأقصد بهم الاطفال الذين بلغوا سن الالتحاق بالتعليم وغادروا حضن الاسرة الى حضن المدرسة وفي هذه المرحلة بالذات وعلى وجه الخصوص تكمن المسؤولية الاكبر والمهمة الاصعب والبداية التي على مستوى نجاحها تترتب النجاحات او الاخفاقات اللاحقة في حياة الطالب بمرحلة التعليم العام والمراحل اللاحقة». وأكد أن المهمة في المقام الأول هي مهمة تربوية قبل ان تكون تعليمية وهي تربوية مزدوجة مواصلة تربية ما بدأت به الاسرة وإعادة تصحيح الاعوجاج إن وجد أو ما نسميه بإعادة التربية لكي يصبح الطفل تلميذا مؤهلاً لتلقي العلم. وأضاف:«إن مرحلة التعليم العام هي الأساس وهي المنطلق التي تبدأ منها الأجيال تشق طريقها نحو العلم والثقافة». وخاطب المعنيين بالتربية والتعليم قائلاً: «مسؤوليتكم كبيرة وجسيمة وتشمل كل مكونات العمل التربوي التعليمي بما فيها المدرسة والصف وساحة المدرسة ومرافقها المنظمة والنظيفة وكذلك الإدارة المدرسية التربوية الحديثة والمسؤولة والمدرس الأب والمدرسة الأم المدركين لواجبهم المؤهلين لأداء رسالتهم العظيمة وتشمل أيضا المناهج الدراسية المتجددة والملبية لمتطلبات التأهيل العلمي والتربوي الناجح والملائم لاحتياجات المجتمع وتنميته الشاملة». وأكد الاخ نائب رئيس الجمهورية ضرورة التطوير المستمر للمناهج بما يواكب التطور الجاري اليوم في العالم لأن مدرس وتلميذ وتلميذة اليوم لم ليسوا كما كانت الحال عليه في نهاية القرن العشرين. وقال نائب رئيس الجمهورية:«لقد جرى خلال عقد أو عقدين من الزمن تطورات هائلة في علوم التربية والتعليم وفي تقنية المعلومات والامكانيات الهائلة للحاسوب ووسائل انتقال وتكامل تزاحم الثقافات والقنوات الفضائية وهو يتطلب ادارة حديثة ومدرسا ومدرسة مواكبة للجديد وقادرة على نقله إلى الطلاب». وشدد على ضرورة العمل من أجل إعادة بناء وتطوير وإحياء القيم الوطنية والعادات والتقاليد الحميدة وغرس حب الوطن في نفوس النشء وتحصينه من كل أشكال الغزو الفكري ومخاطر الغلو والتطرف وترسيخ القناعة لديه بنهج الوسطية والاعتدال وبمقومات الولاء الوطني المبني على أساس معرفة ماضي وحاضر ومستقبل الوطن وحركته الوطنية التحررية الوحدوية ومساعدته لكي يفهم ويقارن بين العبودية والحرية .. بين الكهنوت وقوى التطور والتحديث .. بين الإمامة والاستعمار والثورة والجمهورية..بين التشطير والوحدة المباركة التي نحتفل بعد أيام بعيدها ال20 وراياتها خفاقة في سماء اليمن الموحد. وأكد الاخ عبدربه منصور هادي مواصلة الدولة والحكومة لتقديم الدعم والرعاية واعتماد كل متطلبات العملية التربوية والتعليمية لكي يظل التعليم العام مجانياً ومتاحاً للجميع ولرفع معدلات الالتحاق وخفض فجوة النوع الاجتماعي وتحسين نوعية التعليم وتطوير القدرة المؤسسية للوزارة وفق رؤية موحدة مع خطط التنمية الشاملة . معرباً عن شكره لوزارة التربية والتعليم على عقد مثل هذه الملتقيات وعلى كل جهد يبذل في سبيل الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية كما اعرب عن شكره لكل المانحين الذين يدعمون التعليم في اليمن..متمنياً لهذا الملتقى التربوي الهام النجاح والتوفيق. من جانبه استعرض وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي جهود وخطط واستراتيجيات الوزارة لتطوير العملية التعليمية والارتقاء بها لمواكبة المستجدات والتطورات..لافتا إلى الجهود المبذولة لتفعيل الشراكة مع شركاء التنمية واستيعابها للدعم المقدم من المانحين. وقال:«ان ال 22 من مايو1990م كان يوماً فاصلاً غير معالم التاريخ اليمني ومختلف المجالات والقطاعات ومنها قطاع التربية»..مشيراً الى تميز وزارة التربية والتعليم بمراجعة خطتها السنوية للسنة السادسة وتأسيسها لعمل مؤسسي متميز. وأوضح الوزير الجوفي انه تم انجاز الفين و296 مشروعاً تربوياً خلال العام 2009م تضم 10 آلاف و444 فصلاً دراسياً بتكلفة 62 مليار ريال.. لافتاً الى ان الملتقى سيناقش على مدى يومين جملة من القضايا ابرزها تقرير الإنجاز السنوي لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم العام للعام الماضي والاطار المتوسط المدى الثاني للاعوام 2011 2015م ونتائجه وكذا الخطة الخمسية الرابعة للوزارة. فيما استعرض منسق المانحين محمد بيله جهود وبرامج مجتمع المانحين الداعمة للارتقاء بالعملية التعليمية وتطويرها..منوها بمستوى الشراكة بين المانحين ووزارة التربية والتعليم ومقدرة الوزارة على احتواء وتنسيق تلك الجهود والبرامج بما يخدم العملية التعليمية في اليمن. وعلى هامش الجلسة الافتتاحية لاعمال الملتقى وقع بحضور الاخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اتفاقية مشروع شراكة القطاع الخاص في دعم برامج دعم محو الامية وتعليم الكبار. تتضمن الاتفاقية التي وقعها رئيس جهاز محو الامية احمد عبدالله احمد ونائب المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية الدكتور عبدالله ابوحورية ومدير عام التسويق بشركة( إم تي إن يمن ) للاتصالات ايمن المصري فتح 300 صف دراسي خلال العامين الدراسيين 2011/ 2012م وتستهدف محو امية 4 5 آلاف دارس في امانة العاصمة، لحج ، شبوة، وإب.. وتقدم شركة (ام تي ان)بموجب الاتفاقية رواتب 300 مدرس ومدرسة بواقع ثمانية آلاف ريال شهرياً على مدى العامين بالاضافة الى توفير الف حقيبة مدرسية.. وعقب ذلك بدأت جلسة العمل الاولى للملتقى برئاسة نائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي جرى خلالها استعراض تقرير الانجاز السنوي لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم العام لعام 2009م بالاضافة الى ما تم إنجازه في خطة الوزارة لذات العام (في ضوء استراتيجيات التعليم العام والاطار متوسط المدى) . كما شهدت الجلسة الاولى عرض انجازات أهداف استراتيجيات التعليم العام والاطار متوسط المدى ،تلا ذلك مناقشة نتائج تقرير الانجاز السنوي لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم العام.