لفتتني عبارة “إنه حتى أعتى الذكور يحمل صفات أنثوية”. كانت وردت هذه العبارة في سياق برنامج علمي عن بقايا حلمات الثديين في صدر الرجل عرضته الجزيرة من يومين. ومن خلال البرنامج وبعد البحث في عدد من المقالات والأخبار العلمية التي تناولت هذه الظاهرة، وغيرها، تبين لي أن أصل الإنسان هو أنثى في بداية تخلقه في الرحم. فبعد تلقيح الحيوان المنوي الذكري البويضة الأنثوية في رحم الأم تبدأ في الانقسام والتكاثر ليتخلق الجنين مكتملا في نهاية دورة النشء في الرحم. وفيما حلمات الصدر وأنسجة الحليب تكون قد تخلقت فعلا، فإن الأعضاء الجنسية لا تبدأ في التكون إلا خلال وبعد الأسبوع السادس من الحمل. فبعد الأسبوع السادس تنشط الموروثات والكروموزوم الذكري بالنسبة للجنين الذكر فتبدأ أعضاؤه الجنسية بالظهور والتميز عن الأنثى، ولكن الحلمات تبقى كما هي في النهاية، وفي الاتجاه الآخر تنشط الموروثات والكرموزوم الأنثوي في حال الأنثى وتبدأ أعضاؤها الجنسية بالتميز عن الذكر. وحتى بعد ولادة الطفل لا يكون هناك أي فرق بين ثديي الأنثى والذكر. ويظل الوضع متساويا حتى تدخل الفتاة في طور البلوغ فتبدأ الهرمونات الأنثوية في تنشيط غدد الحليب وإحاطتها بكميات كبيرة من الشحم. وفي المقابل تبقى أنسجة الصدر وغدد الحليب هاجعة لدى الذكر. هذه الحقيقة العجيبة تفسر بدورها جملة من المظاهر الغريبة التي قد نراها لدى الرجال. فالرجال مثلا قد يصابون بسرطان الثدي في الفصوص والأنسجة الحليبية الهاجعة، كما قد يبتلى بعضهم ببروز وتضخم الثدي نتيجة خلل هرموني فيتم إفراز كمية فائضة من هرمون الأوستريجون. [email protected] حدث خطأ فني في عنوان العمود أمس حيث ورد عنوان لجزء سابق، والصواب هو: عسل النحل (30): سم النحل (4-4)، لذا لزم التنويه والاعتذار للقراء وللكاتب.