أكد أخصائيون نفسيون أن ارتفاع درجة الحرارة، يزيد من إفراز ما يسمى بهرمون (الأدرينالين) والذي من شأنه أن يرفع درجة التوتر، من أسباب ازدياد الخلافات بين الأزواج وحالات الاكتئاب في الصيف. وقد تناولت الدراسة الجرائم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، واستمرت لمدة عشرة أعوام، حيث تبين أن معظم الجرائم كانت تقع في المواسم الحارة. وأشارت الدراسة إلى أن الجرائم الأقل عنفا كحوادث السير والاحتيال والسرقة فتكون في المناطق والمواسم الأقل حرارة، وبين كذلك أن هناك علاقة طردية بين العنف من حيث النوعية والكمية، وبين درجة الحرارة من حيث الشدة والفترة الزمنية. وأوضحت الدراسة أيضا أن الأطفال لهم نصيبهم من ارتفاع درجة الحرارة، حيث يتغير مزاجهم إلى المزاج السيىء، ويلاحظ عليهم الملل والتعب النفسي والبدني، وتصبح سلوكياتهم قلقة وعنيفة، وهذا يتجلى عبر كثرة المشاجرات بين الإخوان في المنازل والمدارس، وأحيانا نجد بعضهم تنخفض عنده الشهية للأكل، وكذلك تعرضهم للعنف من قبل الأسرة بسبب التوتر والضغط النفسي، وتغيرات حالات المزاج، وعدم الصبر، وكل هذا بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وقال رئيس إدارة الخدمة النفسية بمنطقة المدينةالمنورة الأخصائي النفسي ناصر عطية الله الذبياني إن “هناك ارتباطا بين فصول السنة مع حالة المزاج عند الإنسان، فعلى سبيل المثال، نجد حرارة الصيف الشديدة وخاصة هذه الأيام ترتبط بالانفعالات النفسية الحادة، وعدم الارتياح النفسي، والتوتر، وعدم القدرة على ضبط النفس”.. وأضاف أن في الحرارة الشديدة تكثر الأفكار العدوانية والذكريات المؤلمة، مما يجعل الإنسان يعيش في ضغط نفسي وتوتر، مما لا يستطيع معه التصرف على نحو هادئ، لأن هناك تغيرات فسيولوجية وبيولوجية يتفاعل معها عقل الإنسان والجهاز العصبي، وتكون المحصلة النهائية تغيرات في جسم الإنسان مع حرارة الصيف، وكذلك تغيرات نفسية وعقلية تبدو في صورة اضطراب في المزاج وتوتر في السلوك”.. وأوضح اختصاصي أمراض عصبية بمستشفى الطب النفسي بالمدينةالمنورة الدكتور طلال عيسى “إن دارسة أخرى علمية جرت في بعض الدول العربية ذهبت إلى أن معدل الخلافات الزوجية تزداد بموسم الصيف بنسبة 65 %، مقابل فصل الشتاء، وأن فصل الصيف يستحوذ على نصف حالات الطلاق التي تقع على مدار العام.