دهِشاً من خفَّة الأشياء أوقفتُ حصاني عند نبعٍ، وترجّلتُ، تأملتُ طويلاً ذوبان الضوء في الماء الذي يضحكُ غرباً، تستحم الشمس في البحرِ وشرقاً، ينبت الليل بطيئاً خلف حرش السنديانْ وشمالاً، غيمةٌ تبحثُ عن أترابها وجنوباً، شارعٌ يفضي إلى أشيائنا في اللامكانْ وإلى الأعلى، طريق اللازمانْ كُن صدىً في قطرة الماء وكن في ورق العشب صدىً ثمة موسيقى تناجيك وتحميك من الفكرة فالفكرة بنت الهذيان قال لي صوتٌ خفيٌّ...نبويٌّ فتمددت على العشب كأني عشبة تحلم لا يوجعني شيءٌ وجسمي فرح عارٍ. ولا أسمع إلا جريان الضوء في الماء خفيفاً وخرير الماء في إحدى أغاني شاعرٍ قد يولد اللحظة في هذا المكان عندما استيقظت من نومي على وقع الخماسين، تطلعت إلى جغرافيا حلمي، ولكن لم أجد قربي سوى سرج حصاني.