من بين 6500 لغة عالمية، هناك ما يزيد عن 300 لغة مهددة بالانقراض اللغوي أو قد تكون انقرضت بالفعل في غضون الأعوام حتى 2050، تمثل حضارات أمم وتراثها الثقافي والاجتماعي والحياتي. وهذا ما جعل اليونسكو تدق ناقوس الخطر وتشن أكبر حملة دولية للحفاظ على هذا التراث الإنساني، وكما تقول اليونسكو: إن انقراض بعض اللغات يعتبر كارثة حضارية وثقافية”. واعتبرت المنظمة أن أي لغة لا يتعلمها 30 % من أطفالها هي لغة معرضة للانقراض اللغوي الداهم. لأن من خلال اللغات التي نكتسبها نتعرف على المعارف الإنسانية ونعبر عن عواطفنا. وأي لغة هي أداة التواصل المعرفي في المدرسة بين الأجيال، بين القديم والحديث، بين الآباء والأبناء أو حتى الأصدقاء. وهذا ما بينته اليونسكو من خلال إعلانها لليوم العالمي للغة الأم لإحياء وتأصيل وتوثيق هذا التراث الإنساني الحي الذي أوشك على الضياع والإندثار. وخلال القرون الثلاثة الماضية توارت، بل ماتت، عدة لغات في استراليا وأمريكا وعدة بلدان من أفريقيا وآسيا وحتى أوروبا، حيث حوالي 50 لهجة في القارة البيضاء تواجه هذا الخطر. فهناك – مثلا – قومية سامي Saami هم السكان الأصليون لقسم من شمال أوروبا، وهذه المنطقة حالياً تشكل جزءاً من شمال السويد والنرويج وفنلندا وشبه جزيرة كولا الروسية، وتمتد رقعة وطن قومية سامي التاريخي بمساحة تعادل السويد في دول الشمال، وتعد قومية سامي من بين أكبر مجموعات السكان الأصليين في أوروبا، تتكلم قومية سامي بلغات سامي والتي تصنف ضمن مجموعات اللغات الفِنّية Finnic languages، ويقدر تعداد سكانها حاليا مابين 85,000 إلى 135,000 نسمة. [email protected]