انتهجت اليونسكو في حملتها لإحياء اللغات واللهجات الأم الشفهية والمكتوبة نهجاً عملياً وأخلاقياً للحفاظ على ميراث الإنسانية من علوم وثقافات وفنون وآثار. لأن هذا كله ميراث للإنسانية جمعاء لا ينبغي أن يمحى من ذاكرة التاريخ الإنساني باعتباره نتاج فكري وإبداعي للأسلاف. وقد حددت منظمة اليونسكو يوم 21 فبراير من كل عام “اليوم العالمي للغة الأم” International Mother Language Day الذي أعلنته في 17 نوفمبر 1999، عملاً بموقفها الداعي إلى الدفاع عن التنوع الثقافي وتعدد اللغات. ويوم اللغة الأم هو إحياءً للميراث اللغوي للسلف ليظل متوارثاً ومتواصلا. وهناك عدد من الدول تنبهت إلى أهمية حماية اللغات الوطنية والقومية ولغات الأقليات القديمة. في عام 1980 وجد باليابان أن 80 شخصاً ما زالوا يتكلمون اللغة الإينوية فقامت الحكومة بإحيائها بعد سنين من الهجر.وفتحت متحفاً للثقافة الإينوية وأصبحت هذه اللغة تدرس للأجيال الجديدة. وقد تبعث لغة بعد مواتها أو انقراضها كما حدث في إنجلترا مع لغة كورنيش الميتة منذ عام 1777.فقد أحييت هذه اللغة مؤخراً وأصبح حوالي ألف شخص يتكلمون بها كلغة ثانية. وهذا ما حدث بالمغرب أيضاً عندما جعلت اللغة الأمازيغية لدى البربر لغة ثانية تدرس في مدارسها مع العربية. [email protected]