لغات الحضارات القديمة، واللغات البائدة، والتي عدّدنا منها 18 لغة في نهاية عمود أمس. نظرياً، يمكن القول، إن اختفاء هذه اللغات يرجع لظروف وتبدلات تاريخية، ولأسباب إقتصادية، ونتيجة التحولات الاجتماعية والإقتصادية، ولسيطرة حضارة جديدة على حضارة قديمة، ونتيجة مقتضيات تتعلق بالدين، ولأسباب طبيعية ذاتية في كثير من الأحايين كتناقص عدد المستخدمين لتك اللغة. لكن اختفاء اللغات القومية للشعوب كثيراً ما تكون لأسباب قسرية. وفي هذا العمود والعمود الذي يليه أقتبس من “ويكيبيديا” أمثلة على ذلك، بتصرف بسيط: في القرن 19 كان الأطفال أبناء السكان الأصليين في أستراليا والولايات المتحدة يجبرون في المدارس على عدم استعمال لغاتهم القومية المتوارثة لطمس الهوية اللغوية بالقسر. وهذا ما اتبعته الحكومة الإنجليزية أيضا مع أجدادهم حيث كانت تعاقبهم لو تكلموها علانية في الحياة العامة أو الكتابة بها مع الجهات الرسمية. وهذا التوجه كان متبعاً أيضاً في لغة السلت بأيرلندا ولغة الولش بويلز. وفي أستراليا منعت الحكومة “تعليم الازدواجية اللغوية”. وكذلك فعلت حكومات شرق أفريقيا لترويج اللغة السواحلية بين القبائل الأفريقية. لكن بعض الأقليات العرقية قاومت وما زالت تقاوم هذا التغيير القسري للغاتها الوطنية، كما حدث في كوسوفو مؤخراً عندما طالب شعبها بالحفاظ على اللغة الألبانية المتوارثة. وفي جنوب غربي إنجلترا، كانت لغة كورنيش (لغة السلت) قد توارت تقريبا عام 1777، لكن شعبها قام مؤخراً بإحيائها والتحدث بها مع أطفالهم، ويوجد حالياً 2000 شخص يتقنونها، وأخذوا يكتبون اللوحات الإرشادية المرورية بالكورنيشية بجوار الإنجليزية هناك. [email protected]