وضحة عبده بدأ أمام مسجدنا يرتل آيات القرآن الكريم بصوته الرخيم , ها قد جاء رمضان وكما تعودنا دائماً يُقبل علينا بالخير والرحمات - مع أن بعض أطفال حارتنا يصرون على استقباله بالمفرقعات , وقد أختلط عليهم الأمر بين العيد و الشهر الفضيل – رمضان الحب والرحمة , ذلك الضيف الذي يصلح ما بيننا وبين الآخرين , ويعيد جسور التواصل وبعض الحبال التي انقطعت , ويوقفنا لحظات تصالح مع من حولنا , هل هلالك يا رمضان , وانفتحت أبواب الرضوان , فلتنزل يا ربنا السكينة في قلوبنا و الرضا مع قدومه بيننا . ذلك الشهر الذي تتعاظم فيه الأجور , وتعتق فيها الرقاب من النار بشربة ماءٍ لمسكين , أو لقمة نضعها في فم يتيم , أو صدقة لمحتاج فقير , هذه المواسم كم نحتاجها لنحل مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية , ونعيد معاني التكافل والرحمة بيننا , جيراننا الذين نسينا أسمائهم ووجوههم , وأرحامنا الذين أطلنا بالغياب عنهم , وأنفسنا التي حاصرناها بمشكلنا , ولم يعد للآخرين من حصة في تفكيرنا واهتمامنا , كل دوامة السنة الماضية نلقيها بين يدي رمضان لنعيد ترتيب الحياة من حولنا , وندخل مجتمعنا الذي يعاني الفقر والوجع في حساباتنا , ونتصدق على أنفسنا بصدقة لمحتاج امتدت يده لسؤال ليكفل أسرته بمقاضي رمضان , أو علاج لمريض ضاقت به الحال , وفي الأخير رمضان كريم على وطننا الحبيب , وكل عام وأنتم بخير, ودمتم سالمين .