يصيب الناس الكثير من الهموم والضيق من القادم هذه الأيام إذاً لماذا القلق والهموم والخوف من المستقبل الذي ينتظرنا والله أقرب.. إلينا من أنفسنا. إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف نادى أصحاب السفينة: (يا الله). إذا تاه أحد من البشر في الصحراء ومال الركب عن الطريق نادى المنادي (يا الله). إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة نادى المصاب المنكوب: (يا الله). إذا ضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال نادوا :(يا الله). إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتفت (ياالله). ولقد ذكرتك والخطوب كوالح سود ووجه الدهر أغبر قاتم فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً فإذا محيى كل فجر باسم إليه تمد الأكف في الأسحار والأيادي في الحاجات والأعين في الملقات، والأسئلة في الحوادث.. لذا اغتنم هذا الشهر الفضيل ومد يديك في الأسحار وأسأل الله حاجتك لايردك وجدد بهذا الشهر علاقتك مع ربك. بذكره تطمئن القلوب وتشدوالألسن وتلهج وتنادي وتسكن الأرواح وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب فاسمه أحسن الأسماء وأجمل الحروف وأصدق العبارات وأثمن الكلمات(هل تعلم له سمياّ) (الله). فلماذا القلق.. واللطف والعناية والغوث والمدد والود والاحسان منه (ومابكم من نعمة فمن (الله) ليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب الله.. الجلال والعظمة والهيبة والجبروت مهما رشفنا في جلالك أحرفاً قدسية تشدو بها الأرواح فلأنت أعظم والمعاني كلها يارب عند جلالكم تنداح اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة، وجزاء الحزن سروراً، وعند الخوف أمناً. يارب ألقِ على العيون الساهرة نعاسة أمنة منك، وعلى النفوس المضطربة سكينة، وأثبها فتحاً قريباً. اللهم أهد حيارى البصائر إلى نورك، والزائعنين عن السبيل إلى هداك، وأزل الوساوس بفجر صادق من النور، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق. اللهم أذهب عنا الحزن، وأزل عنا الهم، وأطرد من نفوسنا القلق إنك نعم المولى ونعم النصير.