تحتل الزكاة مكانة مرموقة في ديننا الحنيف حيث احتلت الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة أي بعد الصلاة مباشرةً، وهذه التراتيبة لها أبعادها ومراميها لكل من ألقى السمع وهو شهيد ويذهب كثير من العلماء إلى أن من حاول تجاهلها أو الامتناع عن أدائها فقد كفر لأنها ركن أساس لا يقوم الدين إلا به وتسلم إلى ولي الأمر..وفي هذه الأيام التي نعيشها في شهر رمضان الكريم تنشط الإيرادات العامة للواجبات في المحافظات في تحصيل الزكاة لهذا العام 1431ه/2010م وعند زيارتنا للإدارة العامة للواجبات الزكوية بمحافظة ذمار لمسنا أن هناك تحسناً في مستوى الإيرادات حتى منتصف الشهر الفضيل والتي بلغت 70 مليون ريال وهو مبلغ يشير إلى زيادة عن المقابل من نفس الفترة من العام الماضي في إشارة تبين أن ثمة جهوداً بذلت تجاوز بعض الأخطاء التي رافقت عملية التحصيل خلال العام الماضي وللوقوف على أوضاع وأحوال تحصيل الزكاة وأهميتها التقينا عدداً من التجار وخطيب جامع الجامعة القديمة بالعاصمة صنعاء ومدير عام الواجبات الزكوية بذمار. ندفع الزكاة من تلقاء أنفسنا يقول التاجر مظفر الزيداني صاحب محل قطع غيار سيارات بمدينة ذمار: الزكاة مهمة جداً ومطهرة للأموال والأبدان ونحن نعي ذلك وهناك أمثلة لتجار وأصحاب أموال ماطلوا في دفع زكاة أموالهم وأكلوها ظلماً وعدوانا وكانت نهايتهم نكالاً عليهم وعلى أموالهم وأولادهم لأنهم لم يدركوا أو تغافلوا على أمر مهم جداً أن منع الزكاة فيه محاربة لله ورسوله لذلك لا يمكن أن نتأخر عن دفع الزكاة من ذات أنفسنا ولو لم يتم إرسال موظف الواجبات الزكوية إلينا لذهبنا من ذات أنفسنا لدفعها بما يرضي الله ورسوله حتى نستطيع أن ننام مطمئنين من مكر الله في أرواحنا وأموالنا وأولادنا. نطالب بلجنة لتقييم رأس المال وعلى نفس المنوال يعلق محمد الوصابي صاحب محل صيدلية بيطرية بالقول: نحن مسلمون والزكاة واجبة وجوب الصلاة والصوم والحج لمن استطاع إليه سبيلا وهذا الأمر على عيني ورأسي ولا يمكن أن نخالف تعاليم ديننا الحنيف لكن ما نعترض عليه أن الزكاة المفروضة على محلي أكثر من اللازم عندها يصبح الأمر حراماً من أين نسدد خاصة والحركة التجارية لدينا في الآونة الأخيرة كانت ضعيفة لذلك أنا أطالب بلجنة للنزول إلى المحل لتقييم عملي وبما يجنبنا الظلم والظلام فقد حرم الله جل في علاه الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما. تسديد الزكاة مركزياً وفي هذا الصدد التقينا الأخ وليد حسن مشرف توزيع منتجات الشركة المتحدة نانا الذي أوضح قائلاً: نحن في مسألة الزكاة في شهر رمضان من كل عام نقع في إشكالية عويصة وأخذ ورد مع مكتب الواجبات الزكوية بالمحافظة لأن زكاة الشركة تدفع بشكل مركزي من الإدارة العامة ونستلم مذكرة كف الخطاب عن المطالبة بالزكاة من الإدارة العامة ومن هنا يجب على مكتب واجبات ذمار أن يفهم ويقدر ظروفنا فنحن موظفون لدى الشركة ولا يمكن أن ندفع من مرتباتنا الزكاة وإذا كان لديهم أي تصور آخر فعليهم التفاهم مع الإدارة العامة للشركة وليس معنا. 70 مليون ريال إيرادات الجمهورية بدورها التقت الأخ عبدالوهاب أحمد المعاين مدير عام مكتب الواجبات الزكوية بمحافظة ذمار الذي طرحنا عليه هذه الرأي وبداية سألناه عن مستوى تحصيل الزكاة لهذا العام فأجاب: أريد أن أؤكد لكم أن عملية التحصيل في هذا العام تسير على أحسن وجه بعد أن تم تجاوز عدد من الأخطاء التي رافقت هذه العملية في الفترة السابقة إضافة إلى الدعم الشخصي والمشهود من قبل قيادة المحافظة ممثله بالأخوين يحيى على العمري- محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي ونائبه الأمين العام مجاهد شايف العنسي وقد تمكنت الإدارة من تحصيل 70 مليون ريال حتى منتصف الشهر الكريم منها25 مليون ريال من عاصمة المحافظة و45 مليون ريال من بقية مديريات المحافظة وهو ما يشكل زيادة في الإيرادات عن المقابل من نفس الفترة من العام الماضي. نكتفي باليمين من المكلف أما عن تذمر بعض المكلفين من زيادة الزكاة المفروضة عليهم وعلى حركتهم التجارية يقول المعاين: الزكاة مثلها مثل الصوم متعلق بذمة الإنسان وإذا شعر أحد المكلفين بأن هناك ظلماً في مقدار الزكاة التي فرضت عليه فإننا على استعداد لإنزال لجنة لتقصي الحقائق وإذا كان لديه أي تحفظ فالمسألة سهلة جداً بيننا وبينه كتاب الله نأخذ منه اليمين المغلظة وبعدها يمكن للمكلف أن يكتب الزكاة المفروضة عليه بخط يده. نعاني من فروع الشركات والمؤسسات وعن الصعوبات يؤكد مدير عام مكتب الواجبات: أنها تكاد تكون مفقودة في عملية التحصيل نتيجة الوعي الذي أصبح يتحلى به المكلفون إلا فيما يخص فروع الشركات والمؤسسات الكبيرة حيث يتم دفع الزكاة مركزياً في أمانة العاصمة وهذا يتعارض مع قانون السلطة المحلية فالمفترض أن يتم دفع زكاة الفروع في نطاق المحافظة التي تشهد نشاطها التجاري ولا نزال نتواصل مع الجهات ذات العلاقة لتسوية الموضوع. الركن الثالث من أركان الإسلام وفي مساهمة لتعزيز الوعي بأهمية الزكاة التقينا الأستاذ أحمد علي المهجر خطيب جامع الجامعة القديمة بأمانة العاصمة الذي تفضل بالقول: اعلم أخي الكريم أن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة وذكرت بعد الصلاة لاقترانها بها في 82 آية والزكاة لغة هي الطهارة والنماء والبركة قال تعالى:(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها). وشرعاً: هي حق واجب في المال لله تعالى وهي فرض قطعي ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة قال تعالى:(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) وقال عز من قائل «أكلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده». الصدقات للفقراء والمساكين ويستطرد خطيب جامع الجامعة: أما عن مصارف الزكاة فنلتمسه من قوله تعالى:( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل لله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم) هذه هي أحكام الله فيجب أن نعض عليها بالنواجذ ونحذر من وسوسة الشيطان على أن يتسلم إلى ولي الأمر عملاً بقول ربنا الذي قال:(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) فبادر أخي الكريم إلى الإدارة العامة للواجبات وأدِ ما عليك من زكاة مالك تنال الأجر والثواب والرضا من رب العباد واعلم أن الزكاة واجبة على كل مسلم حر مالك للنصاب إذا حال الحول على ما يملك من المال ماعدا الزرع فإنه الزكاة فيه تكون يوم حصاده إذا بلغ النصاب.