1 أبديُّ الصِّبَا أزلي ُّ المسرَّةِ أجملُ مَن في الخيالْ نام تحت سماء البنان وأرخى العنان لبهجته : يمد يديه يداعب ضحكته في الهواء ويلهو بأشيائه الملكية مبتسماً للكلام الذي لا يقال ، وحين ينام .. يعانق طيف نَظَارَته ويحضن أفراحه فينام . وَلَدُ الصدفةِ المستحيلة ينساب ظلاًّ بحضن الفراغ يغيم فأبحث عن جلده في المرايا يفاجئني بالتجاعيد لكنه داخلي في كمال البهاء يزرع النرجس المشتهى في عروقي ويقطفه زهرةً زهرةً ويهددني بالشتاء أحطم كل المرايا وأهرب من شاطئ النهر أُنكرُ كل الفصول وأزعم أن الربيع يليه الربيع ولست بخيلاً على الوقت بالبهجات أغني سمائي وأغزل من فرحي وطناً لخيالي شجوني تحاصرني بانشراح المكوث مع الآن والآن لي يتشعب في كبدي أتهجاه زقزقة وهديلاً يسافرُ في خَلَدي أتنفسهُ يتنفسني ثم أشربُ وقع خطاه أسير معي باتجاهي فأعرفني . 2 وجهُ من أتملَّى عصيٌّ على لغتي لم يكن ليديَّ جنونٌ لتلمسه ودَّعتُهُ في النهار لأكتب في الليلِ شعراً لوجه الغياب يُجنحُ بي ما تراقص في مقلتيه كلُّها الأغنيات هنا ليديه أبُوحُ لناري بأسرار هذا الرماد ولا شيء لي إنَّما أشتري تعباً من حشود الكلام . 3 بصري تاه مرتعشاً بجفون الخيال أُفتش عن لهفة فيك تسعى أُريدك مبتسماً أتوسلُ بالشمس وجهك ألاَّ يغيب هو حظّي شريد ٌ مع الليل كافك حين أخاطبها تتمرغ في البعد وجهك هذا السراب الذي يتفلت بين أصابع ذاكرتي أتأمل سر افتتاني بِجِلْدِك أرشفهُ بقعةً بقعةً في كؤوس الخيال وأملأُ كأسي بطيفك : خمرٌ وبهجتها الصمتُ فيكَ . أحاول أن أتهجى اندهاشي أقرأُ سرَّ انتظاري فيندهش الإنتظار هل ستأتي ؟ ستومضُ في الباب حين تطلُ وتشعل ضوءَ المكان بضوءِ بهاك . السكينة وجهك والليل أرجوحتي في مداك أغني الطفولة في شفتيك أغني المواعيد عشباً بذاكرتي افترشته خُطاكَ تجيءُ فتفتح باباً لروحي أهزَّ بعيني أغصان لونك مُنتشياً باضطرابك صمتاً تحارُ فتسألني من أكونْ . 4 تعال إلى ليلتي سافراً لا يُغطيك إلا حياء الجفون تعال لتُسمعني صوتَ حُلمك وانصب خمراً يُعاقره ظمأٌ ليس يروى بكاملِ غُنجكَ دعني لهذا أنقبُ عن غنج روحي المُخبأ بين عروقك أوْدَعته ثملاً ذات فجر وقلت له : كُن دليلي إلى ما أريدْ . في يدي شفةٌ للكلام أُحبُّ مقام التودد والإنسجام فتعال إلى لغتي فاتحاً لبدايات شطحي جنوناً فريداً تعال فلا ماء للعطش المتشتت فيَّ سوى أن أراك . تعال قريباً من الروح ثم توكأ على خجلٍ في اشتهائي وسلَّم على رغبتي بوضوحٍ خفي تعال لنفتح نافذةً بيننا ولنقل ما نريدْ . 5 يُعذبني جسدٌ أنت أوَّلُهُ والختام وتصغي لنظرة شوقٍ تُمررُ لهفتها بين عينيك تسمعها تتعذب حين تمُرُ على حاجبيك والليل كيف ينام وأنت تداعبه شعرةً شعرةً بشموع رضاكْ . يتناغم بين يديك الكلام ألمسُ فيك حريرَ النعومة ورد الحياة يفيء بظل تناعس بالسحر في همسات خطاكْ . 6 أتعْرِفُ ِسرّ شرودي عن الليل : أسرق أغنية من فم الطير كي أتهادى إليكَ خفيفاً بأنغامها , أُريكَ صدى ما يَرِنُّ بذاكرتي من جنونٍ , يُؤرخُ للشهقةِ اللولبية في سمْع قلبي الرهيف , وتمنحني رهبة الخوفِ من لغةٍ تتقلبُ أحرفها في يديك , بها يتشكل وهم الأراجيح في شجني فأنادي عليك , وأسألك الشك أوضح من جمرات اليقين , أنادي فأسمعني واحداً هيّأ الخوف لي آخراً لأناديه , أسأله مسلكاً للنجاة فيخبرني أنه هالكٌ بالحنين . ما الذي أرَّقَ الأمنيات : يُلاحقني صمتُها وَجِلاً يتأملُ بالشك أجنحتي وكأني فتىً لا يطير ما الذي في يدي لتنام الأماني واثقةً بحبال غدي لك المستحيلُ ولي أن أرتَّق أسئلتي بحطام السنين ..