• .. أيام قليلة بل ساعات تلك التي تفصل فرق النخبة الوطنية عن صافرة انطلاق قطار البطولة الكروية الكبرى , ولعل قلة من الأندية هي من أستعد ولو ب”نوايا” التعاقدات على الأقل من باب أثبات الوجود وإسكات الأفواه ! . • .. ولعل اللغز الكبير والمحير الذي يشغل بال محبي وأنصار عميد أندية تعز “الأهلي” أحد الفرق المشاركة في بطولة نخبة “الفوتبول” ويبحثون له عن حل : “ما هي هوية الفريق في المسابقة المحلية الأهم , أحلامه وطموحاته ؟ “ . • .. بالطبع هو نفس السؤال الذي يطرح نفسه كل مرة وقبل كل موسم ليس فقط و “الحمر” في الدرجة الأولى بل وهم يخوضون معمعة الخروج من قمم الثانية وذات يوم تائهون في جحيم الثالثة !! . • .. ففي ظل ال”خمول” الغريب جداً الذي تعيشه عمومية “العميد” و التي فضلت الصمت في ساعة الجد و القول الفصل خاصة وهي تعلم أن في مقدورها تغيير الكثير في “جسد” فريق أصبح رماداً بعد أن كان ناراً تستعر في الموسم السابق الذي شفعت ثورة اللاعبين وحماستهم لإدارة متهالكة ومفلسة تعتقد أنها صاحبة ما تحقق بين ليلة وضحاها , فتلك القيادة ما عاد بمقدورها تقديم أي جديد ل«القلعة» الأهلاوية أو ما تبقى منها .. فبين الجمود المستفز والاستمرار في نهج “جعجعة” مؤسسة رياضية لم يعد فيها ما يذكر للأجيال القادمة سوى الماضي وأسماء ذهبية مخلدة قد يضيع “الأهلي” بهدوء ! . • .. “الأهلي” بين النار والرماد , سنوات لا تزال عجاف لأن ما من جديد طرق أبوابه بل كان التراجع في كل الألعاب الرياضية هو العنوان الأبرز باستثناء الجماهيرية الحاشدة التي تزداد مع مرور الزمن رغم ما يمر به “أسد” تائه , عاجز وبلا عنوان ! • .. فلو تحدثنا عن النادي كمؤسسة رياضية رائدة على مستوى الوطن سنجد أنه مع مطلع الألفية وبالذات منذ إدارة “الضنين” كان “الأهلي” ينافس في كل الألعاب الرياضية المعترف بها وغيرها من الأنشطة الثقافية والاجتماعية على مستوى الجمهورية ويظفر بالألقاب , و أعضاء الإدارة متواجدين ليل نهار , كان “النادي” بحق خلية نحل ولا يتوقف فيه العمل ولا تكل فيه الأقدام عن الحركة , ليتحول المبنى المليء بالكؤوس التي تحفز أبناءه لتحقيق المزيد وتجذب الآخرين طمعاً وحباً للانضمام إليه إلى ناد لا يمكنك مشاهدة أي رياضي أو مسئول في مقره , ولن تشاهد سوى رموز عاشقة حتى الثمالة من الزمن الجميل والأصيل يحاولون استرجاع ذكريات سعيدة عبر لعبة “الدومينو” ساعة العصر ! . • .. هذا هو “الأهلي” الذي قد يتحول بين عشية وضحاها ليس لبيت للعناكب بل لمخزن للمواد الغذائية والخضروات وربما إلى “مطبخ” !! وهو ما يحدث .. أيها الأهلاوية : كيف لكم أن تتحملوا رؤية درع الدوري الغالي وكؤوس لاتعد وبجانبها “شوالات” الخضار والفواكه وياله من استثمار ويالها من إدارة ؟! . • .. “عمومية” النادي صاحبة الصوت المسموع الآن بمقدورها قول رأيها في هذه اللحظات الحرجة التي قد يضيع فيها حلمها الكبير والمتمثل ببقاء الفريق الكروي الأول في الدرجة الأولى , فالتعاقد مثلاً مع المصري محمد حلمي كمدرب للشياطين “الخجولة” لا يعني أن الأمور تسير في الطريق الصحيح فيد واحدة لاتصفق وكأن عملية استقدام «حلمي» جاءت لتخدير الجماهير التي حزنت لذهاب «سيوم» إلى التلال وعدم تمسك الإدارة به بأي ثمن , كما أن ما من لاعبين حالياً بإمكانهم تقديم صورة مميزة للأهلي في البطولات المحلية , والمشكلة ذاتها تتكرر كل عام في أن تتم التحركات قبل البداية بأيام والتعاقد مع لاعبين “نص نص” بطرق غريبة وكأن النادي أصبح جمعية للعاطلين ومنتهيي الصلاحية محلياً وخارجياً !! ولاننسى الاستغناء عن بعض الأسماء بطريقة ما أشبهها بالقطة التي تأكل أطفالها !! . • .. كرة القدم ليست كل شيء رغم شعبيتها الجارفة والرعاية الكاملة التي توليها الأندية وتهمل بقية الألعاب كما يحدث للأهلي عيب كبير .. قد يتحقق انتصار هنا أو هناك ولكن ليس بحجم الأهلي ولا بحجم الآمال والتطلعات . • .. الأهلي “الآن” بحاجة إلى إدارة حقيقية تعيد له اعتباره ومكانته من الوضع الذي يعيشه .. وللأهلاوية لا تصدقوا الكذبة «الحلوة» : النادي بخير فلا تخافوا عليه .. فاما التدارك أو لن تجدوا سوى بقايا ل«مطبخ» العميد !! .. و عندئذ لن يفيد البكاء والندم على اللبن المسكوب !! .