أكدت دراسة جديدة بأن مشكلة عدم التركيز الناتجة عن تعدد الانشغالات والمهام في اليوم قد تؤدي إلى اكتئاب المرء وإصابته بنوبات من الحزن الطويل.. وقالت الدراسة التي عمل عليها الطبيب ماثيو كيلينجزورث، إن الناس يضيعون كل يوم 47 في المائة من وقتهم في القيام بأمور مختلفة وبعيدة عن الموضوع الأساسي الذي يجب أن يشغلهم. ولفت كيلينجزورث إلى أن هذا التعدد في المهام الجانبية التي يقوم بها المرء لها نتائج عكسية مؤذية على المستوى النفسي. وتابع: “قدرة أدمغة البشر على القيام بمهام متعددة نابعة من الحيز الذي يسمح لنا بتذكر الماضي والتعلم منه والتخطيط للمستقبل وتخيل الأمور التي قد تقع، ولكن - وعلى غرار الرغبة بتناول الطعام - قد يكون هناك آثار سلبية للإفراط في الطعام، مثل زيادة الوزن، أما في حالة الدماغ فتكون عواقب تشتت الذهن على شكل حالات من القلق والاكتئاب”. وبحسب دراسة كيلينجزورث التي نُشرت في مجلة “العلوم” وقامت عملية إحصاء عشوائي لقرابة 2200 شخص من بين المشتركين في خدمة “التعبير عن السعادة” على هواتف iPhone، وتتراوح أعمارهم بين 18 و88 عاما، ظهر أن المشتركين كانوا مسرورين خلال ممارسة الجنس أو مشاهدة الهاتف أو التسوق، لأن أدمغتهم لم تنشغل بأي أمر آخر، أما في سائر المهام اليومية، فقد أعربوا عن قلقهم وحزنهم بسبب تشتت ذهنهم خلال 30 في المائة من الوقت. وأوضح الإحصاء أن الأمور الأكثر إثارة للحزن والقلق هي فترات الراحة والعمل وساعات استخدام الكمبيوتر في المنزل.