كثيراً ما نبدأ الحديث بعد أن ينتهي الحدث ، باعتبار الظرف الطارئ..المفاجئ.. غير المتوقع وليس مأخوذاً بالحسبان ؛ وعليها ما كان لنا أن نحترز ..نحتاط..أو نتدبر، وعلى هذا النحو ذهب الإنسان الأول في صراعه مع الدهشة ..المفاجآت مبتلعاً ما بوسعه من العواقب وفوق طاقته من مضاعفات الفواجع والمرعبات، فما أن يباشر التأمل في حقيقة أو يبحلق في ملامح المباغت من الظواهر، إذا بأخرى تسلبه القدرة على إيجاد أو لملمة شعثه لينصرف دون تعليل ولا من إيحاء للصواب أو ما شابهه...، ليستمر تلميذاً لمحيطه ،أسيراً للغموض والإبهام . وفي الخرافة فسحته ..متنفسه الوحيد الذي يلوذ إليه كلما ازدحمت في جمجمته الاستفهامات ..، ومن خلال عصور قضاها الإنسان في كنف الطبيعة، مندفعاً يلهث عن الأجوبة ويستجدي الإحساس بالمقنع من التفسير والإيضاح الممنطق عند كل حدث متكرر وظرف مشابه وشعور مألوف إلى أن تمكن من تقرير انطلاقه ومحوره علاقة تنيطه بالوعي وتشده إلى المعرفة لمزيد منها..، إلى أن وصلت بنا الأيام إلى ما نحن عليه ..إلى حين أصبح ولا يزال التنبؤ..التوقع.. الحلم والطموح ، جميعها مشاريع مستقبلية لا تقررها الصدف ولا تأتي بها الأماني ..، وحده التخطيط ..الخطة ..الإستراتيجية ، هي السبل الآمنة لمن يريد العبور إلى حيث الأحلام والمطامح وإلى حين الكثير من المكاسب بالقليل من التضحيات خلال توقيتات قياسية...، وعليها فقد ذهبت الشعوب في تسجيل حضوريتها وإثبات أحقيتها بالتقدم والازدهار، ومصيرها في حياة حرة كريمة ... مزيداً من التفاصيل... رابط الصفحة اكروبات .. (1) (2)