يعد جبل صبر ثاني أعلى الجبال في اليمن والجزيرة العربية بعد النبي شعيب ، إذ يبلغ ارتفاعه (3070م) عن سطح البحر ، ويبلغ ارتفاعه من مدينة تعز إلى قمته في حصن العروس (1500م) ، ويدخل ضمن المرتفعات الجنوبيه وهو جبل استوطنه الإنسان منذ قديم الزمان وعمر مدرجاته ذات التربة الخصبة ،فقد ذكره لسان اليمن الهمداني بأنه حصن منيع ، ويصفه ابن المجاور بأنه جبل مدور كثير الخيرات والفواكه والأخشاب وفيه العديد من القرى والحصون، كما أن له أهمية استراتيجية عبر التاريخ ، أذ أشارت المصادر التاريخية إلى أن الأمير اسعد بن أبي الفتوح بن الوليد الحميري كان والياً عليه أثناء حكم الدوله الصليحية (514ه /1120)، وتولى بعده شئون جبل صبر منصور بن المفضل إلى أن توفي (558ه /1162م) ، وبقي الحصن في أيدي ملوك الدوله الزريعية إلى أن استولى عليه توازن شاه الأيوبي مع عدة حصون أخرى في المنطقة ، وذلك عام (569 ÷ /1173م)، ثم سيطر عليه الرسوليون من بعدهم سلاطين الدوله الطاهريه ، وفي الفتح العثماني الأول لليمن استولى اويس باشا على مدينه تعز وما حولها من الحصون بما في ذلك جبل صبر . ينقسم جبل صبر اليوم إلى ثلاث مديريات هي : مديرية صبر الموادم ، ومديرية المسراخ ، ومديرية مشرعة وحدنان ، وتضم كل مديريه عدداً من القرى ذات المناظر الطبيعية الخلابة التي تسر الناظرين . . يمثل جبل صبر اليوم مقصدا سياحيا رائعا لكل زائر بما يحتويه من مدرجات في منحدرات الجبل تحيط بها بساتين وفيرة الخيرات ، ومن حولها عيون الماء والينابيع ، بالإضافه إلى تنوع الفواكه التي تزرع ، والبيوت الجميلة التي تبدو في المساء للناضرين لها من مدينه تعز وكأنها وميض النجوم ، فظلا عن بعض المزارات الدينية كمسجد أصحاب الكهف في قرية المعقاب ، ومسجد الشعره في قرية العارضة أسفل قلعة العروس ، إلى جانب المقابر الصخرية في قرية المحراق ، والمياه المعدنية في الحمام الطبيعي في قرية المرزح ، كما يوجد على المطلات العليا من جبل صبر منتزهات حديثة ذات خدمات سياحية راقيه كمنتزه الشيخ زايد وغيره من المنتزهات المطلة على مناظر ساحرة وفريدة لمدينة تعز .