قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    34 ألف شهيد في غزة منذ بداية الحرب والمجازر متواصلة    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    الخميني والتصوف    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    الريال ينتظر هدية جيرونا لحسم لقب الدوري الإسباني أمام قادش    أول تعليق من رونالدو بعد التأهل لنهائي كأس الملك    جامعة صنعاء تثير السخرية بعد إعلانها إستقبال طلاب الجامعات الأمريكية مجانا (وثيقة)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    غارسيا يتحدث عن مستقبله    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعز مشاقر التاريخ والجمال على خدود الحزن (2-2)
نشر في رأي يوم 06 - 08 - 2006

لم يكن الهدوء الذي استرخت معه الذاكرة قليلاً في وادي الضباب غير محطة صمت مثقلة بالألم استرجعت فيها ذلك الانسياب الجمالي لمنطقة راقصها الشعراء وعزف على إيقاع مياهها الفنانون..انسياب بدا ينزاح من أمام الرائي ويتشكل في العين لوحة متآكلة تدل على أنها كانت خضراء وبدأ الجدب يحتل أجزاءً واسعة منها.
الوادي يفتقر قاطنوه أيضاً لأبسط الخدمات الأساسية الضرورية بما فيها الكهرباء التي عبرت من هناك تاركة قرى عدة تغوص في الظلام.. أما الأراضي الزراعية فيه تواجهك وقد جرفت السيول مساحات شاسعة حولت ذلك المنظر الخلاب إلى سجادة بالية ممزقة أهملت من سنين ولم يلتفت إليها أحد .. حتى ما يزرعه الفلاحون في المكان أصابه كذلك مس من الألم والإهمال وينتظر كل عام غيث السماء بقطراته المتقطعة ليحافظ على كينونته ويمنح العابرين قسطاً من الخضرة.
من الضباب تمضي بي الطريق بتعرجات اسفلتية تحاصرها مقطوعات طبيعة غاية في البهاء لم أهتم كثيراً بضيق جوانبها أو بإشارات المرور التعريفية التي تسبب انعدامها في كثير من حوادث راح ضحيتها عشرات البشر....ولم تحد حتى من حركة العبور ولو بقليل من الحذر.. رغم أن الطريق همزة وصل رئيسة بين مركز المحافظة وأكثر مديرياتها وتتشعب منه طرق عدة أهمها تلك الممتدة حتى مدينة التربة وتخترق محافظة لحج عبر المقاطرة مروراً بسوق المصلى ووصولاً إلى عدن وتلك الطريق التي تبدأ من مفرق النشمة وتعبر(الصنة) و(الشعوبة) (وبني حماد) (وقدس) (والأحكوم) وصولاً إلى لحج وعدن.
أما الطريق الأكثر بؤساً فتلك التي تصل منطقة المواسط عبر بني يوسف وسامع بمدينة دمنة خدير على خط (تعز- عدن).. هذه الطريق الجبلية الوعرة حين مر منها الرئيس علي عبد الله صالح قبل عامين أحزنه حالها وأصدر توجيهاته لقيادة محافظة تعز والسلطة المحلية بإعادة شقها وسفلتتها ومنذ ذلك الحين لا زالت تلك التوجيهات لم تبارح مكتب المحافظ والطريق تئن حسرة منتظرة أن يمر بها رئيس الجمهورية مرة أخرى ليرى أنها لم تخلع ثوب الحداد بعد.
بعد أقل من 25 كم من السير في الجنوب الغربي لمدينة تعز لعبت فيه الذاكرة مع الوجع والحزن حيناً ومع المتعة حيناً آخر .. يكون وادي الضباب قد فارقني قبل مساحة دخلت فيها منطقة (جبل حبشي) لأصل إلى هذا المكان حيث تجتمع الدموع وينسى الناس كل محطات القهر.
هنا تجتاحني رغبة عارمة بالبكاء وأحجية اللوعة والشوق تستوقفني مع لحظة صفاء مع النفس أغتسل فيها بالطمأنينة من أوزار الحياة لأتمكن في هذه الروحانية المتصاعدة إيماناً من مسجد الشيخ ابن علون لتسيج كل(يفرس) بالنقاء والإيمان.. أن أبقى ولو ردحاً من الوقت أقاسم فيه أهل يفرس موجات الصفاء الروحي وأتخلص من نتن السياسية وقُبح الواقع وأوجاع الكتابة مع
مقامك يا ابن علون فالسلام عليك وجداً فرّ من لغة المشارع.
قبل 500عام تقريباً بنى الشيخ العلامة أحمد بن علون هذا المسجد وعرف فيما بعد باسمه ولم يكن الشيخ ابن علوان – رجل دين وحسب- كما يذكر ذلك المؤرخون بل كان فقيهاً ومصلحاً اجتماعياً وسياسياً محنكاً عرف عنه الشجاعة في مواجهة الظلم ومقارعة أصحابه إضافة إلى كونه شاعراً حملت أشعاره الكثير من التماهي في تهذيب الذات والابتهال الروحي المشحون بمفردات العشق الإلهي والخضوع والتعبد والوحدانية لله والتأمل في ملكوته فأصبح من أبرز رجال الصوفية المشهورين في اليمن وفي الوطن العربي ولا زال ضريحة في يفرس يقصده الكثيرون من البسطاء والفقراء والمقهورين من داخل اليمن وخارجها وتنسب إليه الآن واحدة من أشهرالطرق الصوفية التي ذاع صيتها وكثر مريدوها وهي (الطريقة العلوانية).
وعلى الرغم من أن ضريح ابن علون أصبح أكثر الأماكن مزاراً في البلاد إلا أن كثير من أشخاص لقبوا أنفسهم (بالمناصيب) يستغلون حب الناس لهذا الشيخ الجليل واستخدموا كل حيل الدجل والشعوذة ليأكلوا أموال الوافدين للزيارة بالباطل.
الحديث في مثل هذا المقام يحتاج إلى أكثر من السطور وأبدو مضطراً لبترها هنا فأمامي لا زالت (تعز) تخفق بجناحيها وتحلق فوق ما تبقى من الشجن الرحلة التي ستأخذ حيزاً أمامياً من الحبر والحروف لكني وقبل أن أغادر في هذه اللحظة يفرس باتجاه شجرة الغريب وأودع ابن علوان.. عليَّ أن أمنح تلك الجموع الزائرة كل العذر فالرجل نذر حياته للدفاع عن حقوق الناس وأحلامهم وكأني أراه الآن يقود هؤلاء المسحوقين في ليلة منتصف شعبان- باتجاه قصر الملك المنصور نور الدين عمر بن علي حاكم بني رسول (في منتصف القرن السابع الهجري – الثالث عشر الميلادي) ويخاطبه حتى ينال حقوقهم بقوله:-
عار عليك عمارات مشيدة
وللرعية دور كلها دمن
بعد اجتياز 25 كم إضافية بعد منطقة يفرس أقف في منطقة السمسرة أو دقم الغراب حيث تنام على الجانب الأيمن من الطريق ذكرى محيطها 20 متراً وارتفاعها 5 أمتار وعمرها يقارب الألفي عام واتفق على أنها(شجرة الغريب).
شجرة الغريب لم يزرعها رجل غريب وإن كان فلن يتذكره أحد لكنها شجرة غريبة ضخمة ويقال أنها الوحيدة والأقدم في العالم وليس لها نظير فنسبت إلى(الغريب) ويقال أيضاً أن نسبتها إلى غرابة لون جذعها الذي يشبه لون جسم الفيل.
الشجرة لم تؤمن بعد بفلسفة إلغاء الجديد للقديم ولم يدفنها غبار السنوات أيضاً فهي تُسقط أوراقها في جزء من العام تتجدد في الجزء الآخر حاملة كل عام في أحشاءها قليلاً جداً من المواليد على شكل ثمرات تتدلى من على أحضانها- تشبه ثمرة الدباء- ويقول العارفون أن ثمرتها المتميزة بغزارة دمائها البيضاء يستعملها الكثير في علاج بعض الأمراض الجلدية.
- ليست دماء ثمرة شجرة الغريب هي الوسيلة الوحيدة لعلاج بعض الأمراض في محافظة تعز بل إن طبيعة تعز وفرت لأبنائها وزائريها العديد من العيون المائية الكبريتية الحارة والباردة تستخدم مياهها للعلاج كذلك.
قبل 15 كم فقط من شجرة الغريب وفي وادي البركاني المنتج للكثير من الفواكه بمديرية المعافر يوجد حمام علي وإلى الشمال من الطريق المؤدي إلى الحمام توجد مستوطنات أثرية وهي مستوطنات سكنية تشبه مواقع العصور الحجرية التي كشفت عنها بعثة إيطالية في خولان الطيال بمحافظة صنعاء.
وفي يفرس على الجبل المطل على ضريح الولي الصالح أحمد ابن علوان توجد (عين علي) التي يقصدها بعض الزائرين (ليفرس) للاغتسال ويقال أنها تشفي بعض الأمراض وينسب الناس حفرها أو شقها إلى الإمام (علي ابن أبي طالب) كرم الله وجه ويحكون وإن بدا الأمر لي أسطوريا أن الإمام علي مر من ذلك الجبل واحتاج لقليل من الماء ولم يجد فضرب بسيفه الصخر فخرجت هذه العين...فيما يرى أناس آخرون أن ماء هذه العين يأتي عبر سلسلة جبلية مترابطة من بئر زمزم وأن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين لم يجد الماء في هذا الجبل دعا الله سبحانه وتعالى فمده بالماء عبر هذه العين من بئر زمزم والتي يشددون على أن طعم الماء فيها يماثل إلى حدٍ كبير طعم مياه زمزم ويسمونها كذلك(زمزم الثانية).
كما تحتضن تعز أيضاً وعلى بُعد 28كم و25كم من مركز المدينة حمامين آخرين في مديرية مقبنة الأول يسمى بحمام رسيان والثاني حمام الطوير وترتادهم جموع من الناس كل يوم لتميزهما بغزارة المياه الساخنة المعتدلة التي يستعملها الناس في العلاج أما في منطقة(سربيت) بمديرية سامع فتوجد عين كبريتية أخرى ومياهها باردة وتقع في أسفل الجبل فوق مكان يسمى(المقبرة).
أما حمام جبل صبر الطبيعي الذي منه ابدأ الصعود الآن إلى جبل صبراً حاملاً في شتات نفسي بقايا علاقة روحية ومادية لا زالت تشع توحداً مع هذا الجبل عند أبناء تعز خاصة وأبناء اليمن عامة منذ عهدٍ عتيق تجاوزت سنواته ذاكرة النسيان لتبقي تعز ترضع كبريائها من دموعه وتستمد المدينة (الحالمة) من شموخه القدرة على تحقيق حلم الخروج من نفق الإهمال ويبقى جبل صبر باسط ذراعيه لاستقبال التوسع العمراني لمدينة نائمة ..تنمو على استحياء لتفارق أقدامه.
بين مدينة تعز وجبل صبر -البالغ ارتفاع قمته (3200م) فوق سطح البحر- يمكنك أن تكون طرفاً في إيقاع الحياة ويمكن لوقفه مفاجأة تأخذ فيها الروح إجازة للتأمل في مفردات الجمال أن تنقلك إلى صمتٍ غير مألوف فيه تتخلص الذاكرة من همجية الواقع وينصت القلب لحنين غائب يتناثر عشقاً على سفوح مدينة معلقة في النجوم ويطفئ لهب العبث البشري ويشجيك بمتعة البقاء بين سمائين.
قبيل الصعود إلى صبر كان أول الليل في تعز يفتح من نافذتي صفحتين للحب تتزاحم بينهما معاني العشق والهيام بألوان مصابيح المدينة والأنوار المنبعثة من قرى الجبل فظهرت الصفحة الأولى في وضعها الأفقي مزدانة بأنوار المدينة أما الأخرى فرأيت وضعها مائلاً قليلاً على الأولى فكان ذلك الجبل المطل على تعز خلال الليل.
إذاً مساحات شاسعة من الوديان والتلال والآكام المحيطة بتعز هي التي تغطي أحياء الجبل لكن عبر مدرجات خصبة وقرى متناثرة تواجه الرائي من لحف الجبل حتى حصن العروس كان صعودي إلى ثاني أعلى قمة في اليمن وعند منتصف الجبل تقريباً كان عليّ أن أمنح نفسي بعض الوقت في قرية صغيرة يتذكر صغارها وكبارها كيف حاربتهم الدولة قبل أعوام إرضاءً لعيون قائد عسكري أراد أن ينتزع منهم الماء الذي يشربونه وتسمى(المرزُح).
وبعيداً عن هذا الماء هناك ماء آخر يستخدمه الناس في العلاج ينبع من القرية ليشكل حمام جبل صبر الطبيعي.
تتميز مياه هذا الحمام بالبرودة وفيه مجموعة من المعادن والعناصر الكيميائية الغنية بالكربونات والماغنسيوم والصوديوم إضافة إلى نسبة عالية من الكلوريد التي تساهم في إزالة الترسبات الكلسية وتضاعف عملية إدرار البول.
مشاهد الفتيات بائعات (الشُقور) والفواكه على جنبات الطريق المؤدي إلى القمة أعطت للمسير جمالاً إضافياً ممهوراً بنظرات محزنة ومبكية وحاجة لقيمة رغيف الخبز قلت في نفسي(ليس بعيداً أن يكون الرسام الإيطالي ليوناردوا دافنشي) قد مر من هنا ذات يوم فاستوحت ريشته رسم (الموناليزا) من هذا المكان..لكن حزمة من (الشُقور) قذفتها إحدى الصغيرات إلى داخل السيارة (شُله بلاش) جعلتني أعود بنفسي إلى المكان لأقول (ماذا كان دافنشي سيرسم لو مر من هنا).
حتى أصل قرية المحراق، بعد 15 كم عن مركز المدينة سأقاوم الكثير من المشاهد العابرة بوميض من التاريخ فأنا الآن في مكان التاريخ تماماً حيث وصف ابن المجاور جبل صبر أنه جبل مدور كثير الخيرات والفواكه والأخشاب له أربعة مسالك الخشبة- برداد- عبدان – جبأ) وفيه العديد من الحصون والقرى...وذكره أبو الحسن الهمداني في كتابه (الصفة) أنه حصن منيع من الجبال المسنمة من المعافر و مَلَك الجبال الجنوبية في اليمن وفيه آبار ويسكنه(الحواشب) و(السكاسك).
وقد كان لجبل صبر عبر التاريخ أهمية عسكرية خاصة واستخدم حصناً منيعاً لمقاومة الحملات العسكرية إبان فترة الصراعات بين الدويلات الإسلامية التي كانت تهدف للإستيلاء على المنطقة ومدينة تعز وكان آخر مرة تم فيه الاستيلاء على جبل صبر في العصر العثماني بقيادة (أويس باشا) الذي قاد حملة عسكرية ضخمة على مدينة تعز واستولى عليها وما حولها.
في قرية (المحراق) بقايا الأساسات والشقاقات الفخارية المتناثرة على سطح إحدى المواقع لا تزال شواهد أثرية ظاهرة دالة على مقابر صخرية في المكان يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام وقد عثر أحد المواطنين هناك على تمثال كامل ورأس تمثال آخر من مادة الرخام ومذبح من الحجر الكلسي .
موقع أثري آخر عثر عليه في هضبة منحدرة جملونية الشكل يبعد 250 متراً تقريباً عن الموقع السابق محتوياً على مقبرة قديمة تسمى (سقف الحيد) وقد نحتت القبور في باطن الصخر بأشكال دائرية وبيضاوية ومستطيلة ولها مداخل من فتحات خارجية تؤدي عبر ممرات إلى غرف الدفن.
تبدو المقبرة بشكلها الحالي خالية من أي شيء ولا يوجد بها أي مخلفات أثرية أو عضوية ويقول الأهالي أن أشخاصاً لا يعرفونهم أتوا إلى هذا المكان قبل عدة سنوات وادعوا أنهم من الهيئة العامة للآثار وقاموا بفتح المقبرة وأخذوا منها كل شيء.. سوى خليط من الذكرى والحزن يصرخ كان هنا تاريخ.
للحديث في صبر فوضى تتشعب مداميكها وإن كانت مرهقة العبور بعض الشيء إلا أن إحداها تستوقفني أمام معلم تاريخي وأثري وسياحي اختلف فيه المؤرخون وتناوله الباحثون كثيراً لكن الاختلاف لم يفضِ إلا إلى حقيقة واحدة هي أن المكان معجزة إلهية جعلها الله آية لأولي الألباب لتكون وتبقى مستمرة أبد الدهر لغزاً محيراً حتى للتاريخ نفسه.
إنه مسجد أهل الكهف الذين أماتهم الله ثلاثة مئة عام وتسعاً وسأدخله لأنظر الشواهد الربانية التي ذكرها الخالق في كتابه العظيم لتدل على مكانهم.
في قرية(ذي مرين) المعقاب يقع المسجد - إلى الناحية الغربية من حصن العروس- وقد بني على مرتفع صخري بأحجار كلسية طليت بالقضاض والمسجد عبارة عن بناء مستطيل الشكل يرتكز سقفه الخشبي على أعمدة خشبية بها تيجان مزينة بزخارف محفورة من كل الاتجاهات وفي الناحية الشمالية من المسجد تنام عدد من الأضرحة والقبور يقال أنها قبور الفتية الذين آووا إلى الكهف أما فتحة الكهف فتتصل بسرداب طويل يأتي من فجوة محفورة في الصخر على (الناحية الشرقية للمسجد التي بها عقود لثلاثة مداخل )ويقال أن تلك الفتحة تمتد عبر سرداب إلى منطقة (ثُعَبَات) أسفل الجبل أما البركة المبطنة بالحجارة والقضاض فتقع في الجهة الجنوبية قبل الدخول من بابها على يسار الداخل.
وقد ذكر ابن المجاور في كتابه صفة بلاد اليمن والحجاز أن في مدخل المسجد عين اسمها الكوثر .
أوقفني الحاج/ سيف محمد صالح بأحد أبواب المسجد من جهة فتحة الكهف وقال من هذا المكان يمكنك مراقبة حركة الشمس وهي ترسل أشعتها إلى هناك...ولأن الوقت كان قبل غروب الشمس راقبت حركة الغروب فدخلت الشمس منه إلى أجزاء واسعة في اتجاه فتحة الكهف أما الشروق فاضطرني إلى البقاء ليلة كاملة في ضيافة صاحبي حتى صباح اليوم التالي فكان إشعاع شروق الشمس يدخل من نفس المكان باتجاه عكسي..حينها وددت لو كان السقف مزاحاً لأرى المشهد بدقة أكثر.
شيء آخر كان في جعبة الحاج/ محمد أشار بيده في اتجاه أطراف المدينة إلى المكان الواقع خلف منطقة (صالة) وقال أترى تلك الأحجار المتناثرة من الجبل وتلك البيوت الباقية هناك قلت .. اذهب إليها واسأل ماذا كانت تسمى تلك القرية.
القرية كانت تسمى (دقيانوس) ولا يزال كثير من أبنائها يتذكرون هذا الاسم جيداً ويقال أن هذا المكان قُبرت تحته المدينة التي هرب منها الفتية الذين آمنوا خوفاً من ملكها الظالم والذي تذكر المصادر التاريخية أن اسمه (دقيانوس) فنسبت تسمية المكان إليه.
كما أن لفظة(دقيانوس الغدار)و(من عهد دقيانوس) لا تزالا مرتبطا بذواكر الكثيرين من أبناء تعز ويستخدمونهما في مقامات كثيرة.
في الجهة المقابلة لمسجد أهل الكهف وعلى أسطح المكان المطل على منطقة مشرعة وحدنان يوجد هناك قبر قديم جداً يعرفه الناس بقبر النبي شعيب وسألنا الكثير عنه فلم نجد إجابة حتى هيئة الآثار اليمنية حين استوقفناها بالسؤال أجاب مسؤولوها أنهم لا يعرفون قبراً في اليمن بهذا الاسم ودون أن يكلفوا أنفسهم حتى الاستفسار المؤكد لحيرة السؤال.
تحفني طيور القهر وأنا أفارق جبل صبر ممتلئاً بالندم ليس لأنني عجزت عن إعطاء المكان حقه في الكتابة فقط بل لأنني أيضاً تركت آلاف الناس منضويين في ظهر الجبل بقرى متداخلة ومتباعدة على صدور الضياح لم أتمكن من الحديث عنهم هنا ولم أكلف نفسي قراءة بؤسهم وحرمانهم من أبسط الخدمات الأساسية في الماء والكهرباء والطريق وفارقتهم خائباً يتضرعون بالدموع وينتظرون إشراق المستقبل من أعشاب القات.
إلى قلعة القاهرة سأرمي بكل حطام الكتابة وسأمتطي حزني إلى حيث لا تنتهي بي ياقوتة الصبر وسأرتحل من على صهوة اللغة لأنبش تاريخ بدا كثيراً أيلاً للسقوط فأشرف على ترميمه (مهندس زراعي) عله يحفظ توازن ألف عام من الصراعات السياسية للتاريخ اليمني مثلت فيها قلعة القاهرة الأمان والرعب والسيطرة والنصر.
على ربوة ترتفع 1474متراً فوق سطح البحر وفي عام (436ه-1045م) كانت البداية لأشهر قلعة قاومت الدمار في تاريخ اليمن..حين قرر الأمير عبد الله بن محمد الصليحي بناءها لتطل على (عُدينة) وجعل لها سواقي تجمع مياه الأمطار في (برك) وحفر فيها مخازن للقمح والمؤن وبعد إتمامها لم يهنأ كثيراً بها فرحل مع أخوه الملك (علي بن محمد الصليحي) مؤسس الدولة الصليحية إلى ولاية المهجم على الجبال الشرقية لمدينة القناوص حيث قُتلا معاً على يد الملك النجاجي/ سعيد الأحول الحبشي، الذي بسط نفوذه واستولى على القلعة التي حملت اسم قلعة الأمير عبد الله الصليحي فحول اسمها إلى قلعة (عُدينة).
بعد عامين فقط يذكر المؤرخون أن السيدة أروى بن أحمد الصليحي قادت الجيوش -أثناء قيامها بأعمال الدولة نيابة عن زوجها المكرم أحمد بن علي- فاستولت على القلعة لتظل حصناً لخدمة الصليحيين حتى ماتت السيدة أروى (532ه) وانهار الحكم الصليحي.
وفي عصرها بُنيَ داخل القلعة دار الأدب (أول معتقل سياسي في اليمن) كما بُنيت المدرسة ومطبخ الرغيف.
ويذكر المؤرخون أن موت السيدة أروى دفع الدولة الزريعية التي كانت تتخذ من (عدن) عاصمة سياسية لها إلى بسط سيطرتها على تعز وتمكن ولاتها من الاستيلاء على القلعة والسيطرة على كل النواحي والقرى حول القرية التي بدأت تتوسع وتتصل مبانيها بين (عُدينة) و (وادي المدان) لتشكل شبة مدينة إلى أن ظهر السيد علي بن مهدي الرعيني بثورته في منتصف القرن السادس الهجري فأزاح الحامية العسكرية للزريعيين عنها واتخذها لرجاله في (نواحي الجند)حصناً وملجأً منيعاً.
وتعرضت قلعة القاهرة إبان حكم الإمام(عبد الله بن حمزة) لنهب كبير لمحتوياتها وأسلحتها على أيدي اللصوص بعد أن فرّ عنها حراسها وظلت تعمها الفوضى إلى أن استولى عليها مرة أخرى (عبد النبي بن علي بن مهدي الرعيني) الذي زحف إليها من قرية (العنبرة) جنوب (الخوخة) وقَتَل عدداً كبيراً من محتليها واستخدمها مدافناً للقتلى السياسيين.
لم تهدأ قلعة القاهرة كثيراً فكانت هدفاً للجيوش الأيوبية التي أرسلها صلاح الدين الأيوبي لاحتلال اليمن بقيادة أخيه (توران شاه) فاستولى عليها سنة (569ه-1173م) بعد أن قضى على قوات (عبد النبي الرعيني) الذي صرخ عند استسلامه:
تعزُّ علينا يا عدينة جنة
نفارقها قسراً وأدمعنا تجري.
هذا الفراق القسرى لمعشوقة القائد الرعيني الذي يظهر قهر الرجال حين سمع أناته القائد الأيوبي -تلتهب حروفاً وحرقة- ظنَّ أن اسم المكان (تعز) فسمى (عُدينة) به فخلد هذا الاسم في ذاكرة الأجيال يحمل أطيافاً من الحسرة والتأسف ولم يعرف عنه الكثيرين شيئاً.
فترة بقاء القلعة مقراً للجيش الأيوبي أفل أمدها بأفول العصر الأيوبي عام (628ه-1230م) فأنزاح قائد جيوشهم (عمر بن رسول قليلاً) عن المكان مؤسساً في الجند الدولة الرسولية التي استمرت (مائتا عام) وجعلت قلعة القاهرة تكنتها العسكرية والملاذ الآمن لجيوشها.
استقرار نسبي عاشته القلعة في عهد الرسوليين خاصة بعد نقل الملك المظفر (يوسف بن عمر) عاصمتهم من الجلد إلى تعز وشيدوا سوراً منيعاً حول المدينة- لم يتبق منه الآن سوى آثار بسيطة- إلتقت ذراعاه على كاهل القلعة واستعمل الرسوليين ايضاً أخاديد الصخور المحفورة في ردهات القلعة خزائناً للذهب والفضة والجواهر ومن بعدهم الطاهريين الذين قضوا على الدولة الرسولية سنة (924ه-1518م) وأحدثوا تحسينات في مسجدها ومدفئة للقلعة صممت بشكل هندسي رائع جعل التدفئة مركزية لجميع أنحاء الغرفة.
العثمانيين الذين انتزعوا القلعة من قوات الدولة الطاهرية عقب هزيمتها عام (924ه-1518م) فقد عطلوا الدراسة في مدرسة القلعة واستخدموها سكناً لقادة جيوشهم أما القادة الأتراك فسكنوا في قصرها فصارت القلعة ثكنة عسكرية لجيوشهم المتوالية وشقوا في الربوة التي بُنيت عليها أنفاقاً عميقة تحت الصخر اتخذت ملاجئ ومخازن.
مع العثمانيين لم تنته رحلة (القاهرة) بعد وإن عاشت ردحاً من الزمن تحت حكم (المتوكل على الله إسماعيل) الذي استولى على أرجاء اليمن كافة عقب رحيل العثمانيين في عصرهم الأول فعادوا مرة أخرى واستولوا على القلعة في عصرهم الثاني حتى انسحابهم من اليمن في العقد الثاني من القرن الماضي.
القلعة التي عبثت بذاكرتي في قراءة سطور بسيطة ليست هي بالطبع كل تاريخها ..اشتهرت بوجود أشهر معتقل سياسي وأشهر سجن حربي بداخلها وظلت حتى سنوات قريبة ثكنة عسكرية تسيطر على مدينة تعز وسجن فيها عشرات الآلاف من البشر عبر العصور إلا أنها مقابل ذلك كانت تحوي مدرسة علمية عريقة لنزلائها أخرجت آلاف النوابغ في العلوم الإسلامية والعربية ومنهم بعض رهائن وجهاء القبائل حكم الإمام (يحي بن حميد الدين) وابنه أحمد بن يحي الذي اتخذ من مدينة تعز عاصمة لحكمه بعد مقتل أبيه في (حزيز - بصنعاء) وفشل ثورة 1948م.
أفارق الآن قلعة القاهرة بعد أن أصبحت معلماً أثرياً وتاريخياً في مدينة تعز وأخطاء الترميم التي تشهدها منذ فترة تطاردني ببشاعتها وغباء القائمين عليها فهذه الترميمات طمست في عبثها معظم الشواهد الأثرية لمعالم تاريخها.. ليظهر ذلك النسيان المتعمد لمفردات الماضي في التصميم والبناء والمواد المستخدمة وإعادة الترميم بطرق غيرعلمية أومستمدة من ذلك القديم..أن ذلك لن يحفظ للقلعة سوى اسمها أما أصالتها فأرى أنها فقدت بريقها ولن تعطِ الأجيال القادمة سوى صورة أكثر قبحاً تدلل على عجزنا وتكشف لهم سَوءة كم كنا عبثيون ومهملون وأغبياء وعاجزون عن وصل جماليات تاريخٍ نشوه سمعته في هذا العهد بأمزجة عفنة تكابر وهي لا تفقه شيئاً.
سأدع (قلعة القاهرة) هذه اللحظة مقهورة بغربتها المريرة التي مَنَحَتَها ذات يومِ - قبل منتصف القرن السابع الهجري وحوالي القرن الثالث عشر الميلادي- للأمير الأسير فيها (قاسم بن علي الذروي) أمير منطقة (صبيا وحرض) لتردد معه على آذان مسؤولينا علهم يسمعوها:-
إن قضيتم من هو أنا أرباً
ما قضينا من هواكم أربا!!
أو تناءت دارنا عنكمْ ولمْ
يأتكمْ منا على الدهر نبا
فإذا ريح جنوبٍ جنبت
فاسألوها كيف حال الغرباء.
باتجاه الغرب فارقت تعز حيث تنام على بعد 90كم بقايا أطلال لميناءٍ تاريخي كان يسمى (المخا) ويذكرنا بمجد كان تليد.
ميناء المخاء كانت ذات تاريخ، ميناء هام ازدهر مع ازدهار زراعة وتجارة وتصدير البن اليمني حتى مطلع القرن العشرين حين دمرت المدينة ولم يتبق اليوم من معالمها سوى منارة (مسجد الشاذلي) الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 500عام.
(المخا) وبعد أكثر من أربعين عاماً من مولد الثورة اليمنية لا تزال هناك مثقلة بحطام الماضي وتراكم أوجاع السنين تنتظر من الجهات المختصة إعادة ولو جزء بسيط من بسمة دفنت في أروقة النسيان وكانت يوماً تضيء كل ربوع اليمن.
الآن وأنا أشارف على ترك تعز تئن بجراحيها وأوجاعها التي يؤججها الواقع المقولب بالانتظار المر على أمل الخروج من بوتقة الحلم ولعنة اسم (الحالمة) الذي يبدوا أنه كسر ظهرها سأمر مروراً لبعض الوقت على أطلال مدينة أخرى دفنتها السنين بأتربتها وغبارها تنتظر رحمة الحكومة في إزاحة الإهمال عنها وإعادة انتشالها من تحت الأنقاض.
أنها مدينة (الجند) التي لا شيء يدل على وجودها سوى جامعها الشهير بجامع معاذ ابن جبل الذي يعد من أقدم المساجد في الإسلام وبناه الصحابي الجليل معاذ ابن جبل بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أرسله إلى اليمن في عام (6ه - 630م).
استنفدت كل ما صادفته أمامي في هذه الرحلة ولم يتبق من الوقت شيئاً أمامي وأجدني الآن في فرزة صنعاء مهيأ للرحيل والصوت الذي جمعته في حقيبتي بالطبع ليس كل الواقع فهناك أحزاناً لا تحصى تركتها تصرخ في أفئدة أبناء تعز..لا أدري هل سأعود لقراءتها يوماً.. ربما..وحتى يكون ذلك أعزي نفسي وكل المقهورين في تعز بما قاله الأمير (عبد النبي الرعيني) حين فارقها :
تعزُّ علينا يا(تعز) جنة
نفارقها قسراً وأدمعنا تجري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.