يعد جبل صبر ثاني اعلى الجبال في اليمن والجزيرة العربية بعد جبل النبي شعيب ، إذ يبلغ ارتفاعه (3070م) عن سطح البحر ، ويبلغ ارتفاعه من مدينة تعز إلى قمته في حصن العروس (1500م)، ويدخل ضمن المرتفعات الجنوبية وهو جبل استوطنه الإنسان منذ قديم الزمان وعمر مدرجاته ذات التربة الخصبة ، فقد ذكره لسان اليمن الهمداني بأنه حصن منيع ، ويصفه ابن المجاور بأنه جبل مدور كثير الخيرات والفواكه والأخشاب ، وفيه العديد من القرى والحصون، كما أن له أهمية إستراتيجية عبر التاريخ ، إذ أشارت المصادر التاريخية إلى أن الأمير اسعد بن أبي الفتوح بن الوليد الحميري كان متواليا عليه أثناء حكم الدولة الصليحية 1120م، وتولى بعده شئون جبل صبر منصور بن المفضل إلى أن توفي (1162م). ويبقى الحصن في أيدي ملوك الدولة الزريعية إلى أن استولى عليه توازن شاه الأيوبي مع عدة حصون أخرى في المنطقة ، وذلك عام (1173م)، ثم سيطر عليه الرسوليون من بعدهم سلاطين الدولة الطاهرية ، وفي الفتح العثماني الأول لليمن استولى اويس باشا على مدينة تعز وما حولها من الحصون بما في ذلك جبل صبر. ينقسم جبل صبر اليوم إلى ثلاث مديريات هي : مديرية صبر الموادم ، ومديرية المسراخ ، ومديرية مشرعة وحدنان ، وتضم كل مديرية عدداً من القرى ذات المناضر الطبيعية الخلابة التي تسر الناظرين. يمثل جبل صبر اليوم مقصدا سياحيا رائعا لكل زائر بما يحتويه من مدرجات في منحدرات الجبل تحيط بها بساتين وفيرة الخيرات ، ومن حولها عيون الماء والينابيع ، بالإضافة إلى تنوع الفواكه التي تزرع والبيوت الجميلة التي تبدو في المساء للناضرين لها من مدينة تعز وكأنها وميض النجوم، فظلا عن بعض المزارات الدينية كمسجد أصحاب الكهف في قرية المعقاب ، ومسجد الشعرة في قرية العارضة أسفل قلعة العروس ، إلى جانب المقابر الصخرية في قرية المحراق ، والمياه المعدنية في الحمام الطبيعي في قرية المرازح ، كما توجد على المطلات العليا من جبل صبر متنزهات حديثة ذات خدمات سياحية راقيه كمتنزه الشيخ زايد وغيره من المتنزهات المطلة على مناظر ساحرة وفريدة لمدينة تعز .