أعرب مسؤولون أمريكيون عن القلق إزاء اعتزام موقع “ويكيليكس” المتخصص بنشر الوثائق السرية الإفصاح عن وثائق جديدة الأيام القليلة القادمة تتضمن برقيات دبلوماسية سرية من الخارجية الأميركية حول مزاعم فساد ضد زعماء دول وحكومات أجنبية. ويتعلق بعض هذه الوثائق بالحرب في أفغانستان وتورط قيادات ومسؤولين ورؤساء في جمهوريات آسيا الوسطى, بقضايا فساد مرتبطة بهذه الحرب، فضلاً عن مراسلات دبلوماسية سرية ومحاضر لقاءات مع وزراء دفاع ومسؤولين كبار بهذه الجمهوريات..وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: إن واشنطن تجري تقييماً لعواقب ما قد يكشفه “ويكيليكس”، وإنها تقوم بإبلاغ حكومات أجنبية بأن “إذاعة الوثائق محتملة في المستقبل القريب”. وقال بي جيه كراولي: “نشجب ما حدث، فهذه التسريبات ضارة للولايات المتحدة ولمصالحنا وسوف تحدث توتراً في علاقاتنا”. وأضاف: “نتمنى ألا يحدث هذا لكننا بالطبع مستعدون لاحتمال حدوثه”..وأكدت كلٌ من الخارجية الأميركية ووزارة الدفاع (بنتاغون) أنهما على اتصال بأعضاء الكونغرس لإبلاغهم بما قد يحدث..وذكرت رويترز أن ثلاثة مصادر على علم ببرقيات الخارجية التي بحوزة ويكيليكس قالت: إن مزاعم الفساد فيها كبيرة بدرجة تكفي لإحداث حرج شديد لحكومات أجنبية وسياسيين وردت الإشارة إليهم بالاسم، مضيفة أن من المتوقع الكشف عنها الأسبوع المقبل وربما قبل ذلك. كما حذرت من أن التقارير التفصيلية الصريحة من جانب دبلوماسيين أمريكيين قد تكون لها أيضا عواقب على السياسة الخارجية لإدارة الرئيس باراك أوباما. وكشف أحد المصادر أنه من بين الدول التي وردت أسماء سياسيين منها روسياوأفغانستان وجمهوريات سوفياتية سابقة بآسيا الوسطى، لكن تقارير أخرى تشمل بالتفصيل مزاعم محرجة تم إبلاغ واشنطن بها بواسطة دبلوماسيين أمريكيين بمناطق أخرى من بينها شرق آسيا وأوروبا. وقالت المصادر: إن الوثائق التي تبلغ أيضاً عن أمور أخرى مثيرة للجدل محلياً تتجاوز مزاعم فساد قد يترتب عليها صخب دولي أكثر مما فعلته تسريبات سابقة ل”ويكيليكس” عن تقارير البنتاغون بشأن الحربين في العراقوأفغانستان. وأشارت إلى أن مؤسس “ويكيليكس” جوليان أسانغ, أتاح منذ فترة بعض الوثائق لمؤسسات إخبارية عالمية مثل نيويورك تايمز الأمريكية وغارديان البريطانية وديرشبيغل الأسبوعية الألمانية، وكذلك لمطبوعتين أوروبيتين أخريين هما “إل بايس” الإسبانية و”لوموند” الفرنسية. وتحاول نيويورك تايمز وغارديان ودير شبيغل التنسيق لنشر الروايات الأولى عن المادة بشكل متزامن، لكن من غير الواضح إن كانت “لوموند” و”إل بايس” ستقومان بالنشر في نفس الوقت.