بين الفرحة والحزن ..بون شاسع..وفارق هائل .. بين الهزيمة والفضيحة ..أيضاً ًفارق مروع ..!! هنا في الدوحة ..ذاق الأخضر السعودي من كأس الذل والمهانة ..درجة وصلت إلى الفضيحة ..من كان يتصور أن المنتخب السعودي سيخسر في يومٍ ما بالخمسة _ خمسة وخميسة من أي منتخب كان و في بطولة قارية مثل كأس آسيا ..وهو المنتخب العتيد والعريق وصاحب الإنجازات الكبيرة ..لكنها كرة القدم التي لاتعرف كبيراً أو صغيراً . أمس الأول كانت الدوحة تغلي بعد خسارة الأخضر السعودي بالخمسة اليابانية ..جماهير غاضبة ..متعصبة ..متشنجة ..بعضهم يبكي ..والآخر متحسر غير مصدق ..والبعض يواري وجهه خلف العلم أو ما يلبسه فوق رأسه ..تحول تشجيع الأخضر السعودي إلى وصمة عار ..في جبين المشجعين .. رأيتهم يموتون قهراً وحزناً ..ولم أر في حياتي مشجعين بذلك الشكل وتلك الصورة من القهر والاحباط ..والغضب الشديد ..كانوا في الملعب ومن هناك خرجوا إلى شوارع الدوحة يواصلون ثورتهم الغاضبة ضد الاتحاد السعودي لكرة القدم وكل المسئولين ..يتحدثون بصوت عالٍ ..يتناقشون بصوت أقوى..وكادوا أن يشتبكوا مع بعضهم لأن لكل رأيه ووجهة نظره .. كان المشجعون السعوديون في المقاهي أو الملتقيات في الأسواق ومع ذلك كانت أصواتهم تكسو الجو المحيط وهواتفهم لاتتوقف يتصلون للفضائيات ..يهاتفون الإعلاميين ..لأجل نقل معاناتهم وآلامهم ..وهكذا عاشت الدوحة ليلة غضب سعودية ليس لها مثيل ..لكنها كرة القدم بكل تفاصيلها المثيرة. أما المنتخب السعودي فقد غادر الدوحة مباشرة بعد المباراة ومن أرض الملعب إلى المطار ليستقلوا طائرة خاصة إلى العاصمة السعودية الرياض. فرحة النشامى أما فرحة النشامى في الدوحة ..فهي حديث الجميع لأنهم كانوا بحق مفاجأة البطولة ..وحلاوتها وهم يسيرون بهدوء ويحققون أحلامهم خطوة خطوة ..بلا ضجيج أو إزعاج ..لاعبين ر ائعين ..مدرب محنك ..واتحاد منظم ..لقد عاش الأردنيون أفراحهم أمس الأول أيضا بهدوء .. غنوا ..ورقصوا ..وعاشوا نشوة الفوز على نسور قاسية ..والتأهل إلى الدور ربع النهائي ..بطريقتهم ..في دق الدفوف ..والرقص عبر الدبكة الأردنية ..مبتهجين ..فرحين ..سعداء ..بإنجاز تحقق ..وشاركهم الفرحة ..الأمير علي بن الحسين ..الذي حرص على تحية الجماهير ..ودخل إلى فندق اللاعبين ..لتهنئتهم على الإنجاز الذي حققوة للكرة الأردنية. سعادة قطرية في الدوحة العنابي غير ..حقيقة وليس من الخيال ..الكل هنا يذوب عشقاً وحباً وهياماً بالمنتخب القطري ، يلهب حماس القطريين ،ذلك الحب والتناغم الجميل في الانصهار والذوبان لتشجيع منتخبهم وأن يكونوا يداً واحدة وصفاً واحداً خلف العنابي. إنهم يعشقون لغه الفوز ..ويتمنون لو أن كل حياتهم الكروية كلها انتصارت ..وهم يستحقون ذلك بالفعل ..لأنهم يتعبون ..ويرسمون لوحات ألقهم ..وخطط تألقهم بما يقود إلى جني فوائد كل ذلك ..اليوم وكل يوم ..ينتظرون منتخبهم ..ماذا سيعمل وسيقدم ..إنهم ينتظرون أن يكون العنابي البطل القادم أو حتى فقط منافساً على مراكز المقدمة وذلك ليس ببعيد طالما وهم يتمتعون بذلك المنتخب الرائع ..والجمهور الذي لا يقارن ..بحبه ..واخلاصه لمنتخبه . إن الفرحة القطرية ..والسعاده ليس لها حدود اليوم .. حسرة سورية بدت الحسرة السورية على ضياع فرصتهم في التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد خسارتهم الديربي العربي من الأردن ..ذلك ما جعلهم يخرجون غضبهم على المنتخب الأردني ..ليصفونه بالمنتخب الضعيف ولن يستمر بالبطولة ..المهم السوريون كانوا السبب الرئيسي فيما حصل للأخضر السعودي بهزيمته الافتتاحيه ..ومع ذلك فقد حاولوا تقديم الشيء الكثير لكنهم لم يوفقواوخرجوا في النهاية . الجماهير السورية كانت ملح مباريات منتخبها من حيث حضورها وتشجيعها وموازرتها بشكل جميل ورائع. بكاء كويتي ما حصل للأزرق الكويتي ، من خروج مذل ، يهين الأمر بالنسبة للسعوديين ،ذلك أن الكويتين خرجوا أيضاً بنفس الطريقة المثيرة والمرة ،وشربوا من ذات الكأس المر الذي شربه السعودي ، ثلاث هزائم ثقيلة ومرير..كان آخرها ثلاثية قطرية كبيرة ،وبرغم الحزن الكويتي على نتائج الأزرق بيد أن مسئولي الكرة الكويتيتة حاولوا عدم الإثارة أكثر مبررين ذلك تحت دواعٍ كثيرة ومؤكدين كبوة الأزرق لن تستمر . ترقب عراقي سيكون على العراقيين اليوم اثبات انهم اسود بالفعل ام سيتحولون الى قطط ضعيفة ..لانهم أمام مواجهة الحسم للتأهل وتشريف الكرة العراقية .واثبات انها لازالت ترتكن الى تاريخ عريق وأمجاد سابقة. على العراقيين اليوم أن يبرهنوا للكل انهم بالفعل أسود والأسود متى ما غضبت الّله وحده يعلم ماهي النتيجة ..نحن نترقب ماذا سيقدم العراقيون؟ Sms هنا في الدوحة يتداول بكثرة رسائل ال sms المثيرة والمضحكة وأيضاً رسائل الايباد وبلاك بيري لكن أكثر الرسائل ما تم تبادله بين الإعلاميين والجماهير بعد خسارة السعودية من المنتخب الأردني وإقالة المدرب البرتغالي بيسيرو وتعيين الجوهر بديلاً له ، وبعد الخسارة تم ارسال الرساله التالية تعبيراً عن الخسارة: (الاتحاد السعودي يقيل الجوهر ويعيد بيسيرو) أما الرساله الأخرى فهي (فهد المصيبيح يعلم الجوهر كيف يدرب) ..والمصيبح هو مدير المنتخب السعودي لكرة القدم. ورسائل عديده وكثيرة بيد أن الملفت للانتباه أن أكثر من يهوى استخدام هذه الطريقة هم السعوديون.