- فتح السجل الانتخابي لمن بلغوا السن القانونية وإجراء إصلاحات شاملة في مجال الحكم المحلي - دعوة المعارضة إلى المشاركة في حكومة وحدة وطنية والمساهمة في معالجة التحديات الاقتصادية - تجميد التعديلات الدستورية وفتح السجل الانتخابي - إجراء إصلاحات شاملة في مجال الحكم المحلي - انتخاب مباشر للمحافظين ومديري المديريات - دعونا نحافظ على ما أنجزناه ونتفاهم حول الوطن - على المعارضة تجميد المسيرات والدخول بحكومة وحدة وطنية - لكل مواطن حق الدفاع المشروع عن ماله وعرضه - من حق المعارضة قول ما تريد وعليهم توخي الحقيقة - مطالبة أصدقاء اليمن بإنشاء صندوق لتمويل مشاريع التنمية - على الحكومة التزام الشفافية في توضيح الحقائق - فتح باب الاكتتاب في الاسمنت والاتصالات والبنوك ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية كلمة في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى الذي دعا إليه فخامته وعقد صباح أمس في قاعة مجلس النواب بحضور الأخ عبدربه منصور هادي نائب, رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس القضاء الأعلى - رئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي وأعضاء الحكومة وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء والقيادات العسكرية والأمنية. وأطلع فخامة الأخ الرئيس أعضاء المجلسين خلال الاجتماع المشترك على تطورات الأوضاع في الساحة الوطنية. وقال: “أنا حريص كل الحرص أن أطلع مؤسستنا الدستورية على كل ما هو جارٍ في الساحة الوطنية وفي المنطقة عموماً”. وأضاف: “الجميع يتابع عبر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام, وكل واحد له تحليلاته وفلسفته, فالعقلاء يتفهمون, والعامة تقودهم قوى أخرى لا يعرفون إلى أين يذهبون، مثل ما هو حادث في مصر وما حدث في تونس, فالغوغاء والفوضى إذا هبّت من الصعب على العقلاء السيطرة عليها”. وتابع فخامته قائلاً: “نحن حريصون كل الحرص، ومازالت زمام الأمور بأيدي الجميع للسيطرة على هذه الزوابع والتي ستلحق ضرراً بالأمن والسلم الاجتماعي في الوطن”. وأردف قائلاً: “الأمن والسلم الاجتماعي في الوطن ملك الجميع سواء كانوا في السلطة أم في المعارضة, ولا نريد أحداً أن يصب الزيت على النار، فأربع سنوات من الاحتقان والتعبئة الخاطئة في نهاية المطاف ستفضي إلى فوضى”. واستطرد فخامة الأخ الرئيس قائلاً: “شعبنا شعب عظيم يصبر ويتحمل ولكن للصبر حدوداً، ونحن بنينا الوطن طوبة طوبة، وبنينا الوطن معاً.. لا فضل لأحد.. لا لكبير ولا لصغير, لا لقائد ولا لرئيس ولا للمرؤوس فلان أو علان، فقد بُني الوطن طوبة طوبة على أيدي كل المخلصين الشرفاء من أبناء الوطن خلال 49 عاماً وعلى وجه الخصوص بعد 22 من مايو 1990م تحققت إنجازات عظيمة, لكن معول الهدم في الساعة أو في اليوم أو في الاسبوع يدمر بناء 50 عاماً”. وتساءل فخامة الأخ رئيس الجمهورية قائلاً: “لماذا ندمّر ما أنجزناه خلال 50 عاماً, دعونا نحافظ عليه ونتحاور ونتفاهم حول الوطن.. لماذا نقبل بالتصدع والخلافات القوية بين أبناء الوطن والتعبئة الخاطئة؟!”. وقال: “ما في شك أن لكل القوى السياسية رؤيتها وهذا شي طبيعي, ونظامنا السياسي قائم على التعددية السياسية والحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان، وكفل الدستور حق التعبير السلمي دون الإضرار بالآخرين، وهذا دستور الجمهورية اليمنية الذي تم الاستفتاء عليه”. ومضى قائلاً: “لنا أربع سنوات ونحن نعبّىء الشارع من كل الأطراف في السلطة والمعارضة، ونكيل الاتهامات وننتهج التعبئة الخاطئة, فإلى أين ستفضي هذه التعبئة؟! وأنا أؤكد الدعوة إلى الحوار واستئنافه, وسأقدم بعض النقاط عسى أن تكون فاتحة خير وأن نعمل بها على رأب الصدع وإعادة اللحمة والتفاهم والمصالحة الوطنية وعدم الإصرار على الرأي العنيد، فبصفتي الرئيس على البلاد لن أكون على العناد مهما كانت الظروف, مهما كانت الظروف سأقدم تنازلات وتنازلات لمصلحة هذه الأمة, لأن مصلحة الوطن هي فوق مصالحنا الذاتية كأشخاص أو كأفراد أو كأحزاب أو كمجموعات أو كهيئات”. واستطرد فخامته: “الوطن الذي ترعرعنا وتربينا واحتضنا وتعلمنا في كنفه، كلنا تثقفنا ودرسنا السياسة وتعلمنا كل ما وصلنا إليه نحن وشبابنا بفضل هذا الوطن الذي يحتضن الجميع، فمن العيب أن ندمر ما بنيناه”. وتابع قائلاً: “هذه القبة, قبة البرلمان تعالوا نتحاور تحتها على كلمة سواء, ونأخذ بالرأي والرأي الآخر, فإذا حجتكم قوية يا مرحبا, وإذا حجج الطرف الآخر أقوى يا مرحبا, لماذا التجني، لماذا دخلتم الجامعات وتثقّفتم وبعثناكم إلى أوروبا ومصر والأردن; من أجل أن تعودوا مصقولين بثقافة جديدة بعقلانية، وليس بثقافة صعبة, لأنه حينها تكون القبيلة أنسب, فالقبيلة أحياناً تكون فيها شهامة دون ثقافة التعصب؟!”. وأردف فخامة الأخ رئيس الجمهورية: “أولاً ولما تقتضيه المصلحة العامة تستأنف اللجنة الرباعية أعمالها المكونة من المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك، ثانياً تجميد التعديلات الدستورية لما تقتضيه المصلحة العامة, ثالثاً فتح السجل الانتخابي لمن بلغوا السن القانونية، رابعاً لا تمديد ولا توريث ولا تصفير العداد كما جاء في الاسطوانة المشروخة ان الرئيس يريد أن يورث ابنه ويريد أن يصفّر العداد, بل جاء على لسان بعض رفاقنا عبارة “قلع العداد”. وتابع: “هذا غير وارد في برنامج الرئيس على الإطلاق, هناك اجتهادات من قبل أشخاص مخلصين, ولكن الأمر محدد في برنامجي الانتخابي أن مدة الرئاسة دورتان فقط من خمس سنوات والشعب يتداول السلطة سلمياًً دون الإثارة ودون تحريك الشارع, دون غوغاء, دون تكسير للمحلات, دون هدم للمؤسسات”. وأكد فخامة الأخ الرئيس أن لكل مواطن من أبناء الشعب اليمني حق الدفاع المشروع عن ماله وعرضه إذا جاءت الغوغاء. مجدداً أوجه الدعوة للإخوة في أحزاب اللقاء المشترك أن يجمّدوا المسيرات والاعتصامات ويتحاوروا من خلال اللجنة الرباعية المشكّلة والذين طالبوا بهذه المطالب أمامي فهي متطلباتهم, وأنا لن أعاند وأقول لبيك للمصلحة الوطنية العليا وليس عيباً. وقال فخامته: “سنجري إصلاحات شاملة في مجال الحكم المحلي وانتخاب محافظي المحافظات ومديري المديريات انتخاباً مباشراً وإعطاء صلاحيات واسعة للمحافظين, هذا يسحب البساط على دعاة الفيدرالية والمرتدّين عن الوحدة”. وأشار إلى أن التوسع في شبكة الضمان الاجتماعي وفتح باب الاكتتاب في مجال الاسمنت والاتصالات والنفط والبنوك اكتتاباً عاماً سيفيد شريحة كبيرة في المجتمع, حيث ستستوعب شبكة الضمان الاجتماعي 500 ألف حالة جديدة تم دراستها ومسحها لتستوعبها الحكومة على أن تصرف المرتبات الشهرية لها ابتداء من شهر فبراير الجاري, وكذا استيعاب طلاب الجامعات والكليات والمعاهد في الوظائف سواء في القطاع العام أم الخاص أو المختلط وترتيب أعمالهم، وإنشاء صندوق لدعم الشباب الخريجين وذلك لتتكامل الفرص. ولفت إلى أنه سيتم إنشاء صندوق من دول أصدقاء اليمن خلال المؤتمر المزمع عقده في الرياض في مارس القادم. وبيّن فخامته أنه منذ مؤتمر لندن عام 2006 وحتى اليوم لم تستلم الحكومة ديناراً واحداً ما عدا - وللتاريخ وللأمانة والصدق - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي بدأت معنا. وقال: “هناك من يطرح أن الحكومة لم تستوعب المبالغ، وهناك قربة مخرومة، القربة مسدودة والمانحون لم يسلّموا ديناراً واحداً, والمفروض على الحكومة أن تواجه الشعب وعامة الناس وتواجه مجلس النواب بكل الحقائق وبشفافية, وإن كان من حق المعارضة قول ما تريد, لكن عليهم توخي الحقيقة”. وخاطب فخامته دول أصدقاء اليمن الذين سيجتمعون في مؤتمر الرياض المقبل: “انشئوا صندوقاً لتمويل المشاريع في اليمن من أجل الحد من البطالة وعدم انجرار الشباب إلى التطرف”. وتابع: “هناك من يبث دعايات كيف ينشأ صندوق, وأين الأموال الأولى؟! نقول لهم ليس هناك أموال أولى, ولم تسلم معظم الدول أموالاً، لذا نكرر القول لهم انشئوا الصندوق وضعوا هذه المبالغ فيه, وعلى الحكومة تقديم المشاريع, وعليكم التنفيذ, ولا تدخلوا إلى الخزينة العامة للجمهورية اليمنية ديناراً واحداً”. وأردف قائلاً: “هذا ما ننوي الحديث به مع دول أصدقاء اليمن بوضوح حول إنشاء الصندوق في مؤتمر الرياض, ونحن سنقدم المشاريع المدروسة وغير المدروسة, وعليكم ماهي مدروسة نفذوها, وما هي غير مدروسة تدرسونها وتنفذون هذه المشاريع تحت إشراف الحكومة، وأحث الحكومة على الشفافية مع مجلس النواب, وسيكون مجلس النواب ممثل الأمة إلى جانبكم عندما تطرحون الحقائق”. وقال: “وكما تحدثت مع الحكومات المتعاقبة أنه ينبغي كل نصف شهر أو في كل شهر أو في كل أسبوع أن يأتي رئيس الوزراء مع حكومته ويوضح لمجلس النواب كل الحقائق من أجل إزالة سوء الفهم وإزالة اللبس ودحض كلام المثرثرين والمزوبعين والكذابين الذين يزيفون الحقائق”. وقال فخامته: “يسألني أنا مجلس النواب يا أخي وين الفلوس التي قالوا اعطوها لك لليمن من دول مجلس التعاون أثناء حضورك يا رئيس الجمهورية في مؤتمر لندن؟!”. وقال فخامته “اليمانيون هم أكرم الأقطار العربية.. اليمانيون يعطون للآخرين ولكن تحول الزمان, شاء الله ان نكون هكذا, فعندنا انفجار سكاني كبير يلتهم الموارد، مواردكم بسيطة مئتان وسبعون ألف برميل”. وأضاف رئيس الجمهورية: “تعالوا نوزع الثروة, وأدعوا زملاءنا في المعارضة لنشكل حكومة وحدة وطنية لنكون شركاء بعيداً عن المثل القائل: أشتي لحمة من كبشي وأشتي كبشي يمشي، فلا يمكن أن نكون في المعارضة وفي السلطة في وقت واحد”. وقال فخامته: “أدعوا إلى المشاركة في السراء والضراء, أنا لست محتكراً للسلطة برغم الأغلبية, أقول نعم كثيراً لأنه تتردد مقولات كثيرة بأن اليمن لها خصوصية.. فما هي هذه الخصوصية؟!”. وأردف فخامة الأخ رئيس الجمهورية قائلاً: “نحن لا نحتكر السلطة رغم الأغلبية المريحة، ولا نريد الزوابع والمشاكل، ونقول للإخوة في المعارضة تعالوا شركاء معنا, تعالوا أهلاً وسهلاً, لكم الحق وأنا سبق أن عرضت على الاخوة في المعارضة في أكثر من مناسبة أن يأتوا ليكونوا شركاء معنا, فما أسهل الحرب على المتفرجين, نقول لهم تعالوا نبحث عن معالجات للتحديات التي تواجهنا في الجانب الاقتصادي ونعالج أية اختلالات في الجانب الإداري”. ومضى قائلاً: “نحن من الشعب ومن المؤسسة العسكرية ونفتخر بذلك ونؤكد أننا لن نسمح بتدمير ما أنجزته الثورة, وأنا أدعو الشعب وكل مواطن في حالة إذا أحدث البعض الفوضى والغوغائية فمن حق كل مواطن أن يدافع عن ماله وعرضه، ولكني مازلت آمل في أن الإخوة في المعارضة سوف يستجيبون لهذه المبادرة وأن تلبي ما كانوا يطالبون به، وأتمنى أن تلقى آذاناً صاغية للخروج من هذه الأزمة”. وتابع قائلاً: “أكرر اللجنة الرباعية هي مشكّلة من الأخ نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والدكتور عبدالكريم الإرياني والأخ عبدالوهاب الآنسي والأخ ياسين سعيد نعمان, وعليهم أن يستعينوا بسكرتارية ويستعينوا بفريق فني يساعدهم على نجاح مهامهم, ولكن بشرط أن يضعوا سقفاً زمنياً للتعديلات الدستورية والسجل الانتخابي وللانتخابات النيابية بما في ذلك القائمة النسبية, سجل ووقت زمني, ونحن نفوضهم وبالتأكيد أن فتح السجل الانتخابي وتجميد التعديلات الدستورية هي بمثابة تأجيل للانتخابات النيابية”. وقال: “اتخذنا قراراً بفتح باب السجل الانتخابي, وهذا الذي يقودنا إلى التأجيل”. وتابع: “هذا ما أحببت ان أطلع ممثلي الأمة ومن خلالهم إلى كل أبناء الوطن رجالاً ونساء, وهذه هي المبادرة التي استطاع أن يبلورها علي عبدالله صالح لممثلي الأمة في مجلس النواب ومجلس الشورى”. ودعا فخامة الأخ الرئيس في ختام كلمته مجلسي النواب والشورى إلى نقاش هذه الموضوعات والتطورات على الساحة الوطنية باستفاضة وبلورة ما يتوصلون إليه في ضوء ما تم طرحه اليوم. وكان رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي قد ألقى كلمة في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى رحّب فيها بفخامة الأخ رئيس الجمهورية, منوهاً باهتمامه الشديد بقضايا الوطن والشعب وحرصه الصادق والأمين على إطلاع أعضاء السلطة التشريعية على آخر التطورات والمستجدات التي تشهدها الساحة الوطنية. وقال الراعي: “نعلم أن الأخ القائد ظل يقدم المبادرة بعد المبادرة بعد الأخرى, وعقد اللقاءات التشاورية المتكررة مع الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الوطنية للوقوف على قضايا الوطن والتحاور معهم حول ما يواجهه البلد من تحديات من منطلق إيمانه بالعمل الديمقراطي والعقل الجماعي والأخذ بالرأي والرأي الآخر”. وأضاف رئيس مجلس النواب: “لعلكم أيها الإخوة والأخوات تتابعون الأحداث الجارية التي تشهدها بعض البلدان العربية الشقيقة وما يستخدم فيها من أساليب العنف والقوة وتشكيل العصابات للتخريب والتدمير والنهب للمتلكات العامة والخاصة وإحداث الفوضى والمهاترات”. واستطرد قائلاً: هنا نتعلم من حكمة الرئيس وفكره الرشيد في خطواته وإجراءاته السليمة في تثبيت دعائم الأمن والنظام والاستقرار لمعالجة الأوضاع مهما بلغت من تعقيدات، ولذلك نعاهدكم يا فخامة الرئيس أننا سنعمل معكم وبروح الفريق الوطني الواحد وبشراكة وطنية لدعمكم ومساندتكم لمواصلة المشوار في التغلب على التحديات التي تواجه بلادنا ومواصلة البناء والإصلاحات على قاعدة ثبات الأمن والاستقرار في ربوع الوطن والحفاظ على كل المنجزات التنموية من أجل مستقبل مستقر ومزدهر لكل اليمنيين”.