أبدى أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى تأييده مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالذهاب إلى غزة من أجل إنهاء الانقسام. وقال موسى في تصريحات لصحيفة “الحياة” اللندنية نشرتها أمس: “سأكون سعيداً جداً حين أرى أبا مازن يزور غزة، وأرى المسؤولين في غزة وحماس يستقبلونه بكل ترحاب”. وطالب كل الأطراف الفلسطينية كافة بأن تأخذ مبادرة المصالحة بجدية ومن دون مواربة “لأننا في سباق مع الزمن”.. وقرَّر الرئيس محمود عباس إيفاد وفد من حركة فتح إلى قطاع غزة لترتيب زيارته للقطاع، ودعا قيادة حركة حماس في الضفة الغربية للقائه، فيما توجّه أمس وفد من “فتح” إلى القاهرة للقاء القيادة المصرية والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لإطلاعهم على مبادرة عباس للمصالحة الوطنية. من جهتها دعت حركة حماس في وقت سابق الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح القيام بخطوات إيجابية بين يدي الزيارة المرتقبة للرئيس تتضمن إطلاق سراح المعتقين السياسيين والسماح بعقد جلسة للمجلس التشريعي برام الله ووقف التحريض الإعلامي ضدها..كما التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس الأحد في القاهرة مع وفد من حركة فتح ضم كلاً من رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد وعضو اللجنة المركزية للحركة صخر بسيسو.. وقال الأحمد في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء إنه تم إطلاع الأمين العام للجامعة على المبادرة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي أبدى فيها استعداده للذهاب إلى غزة فوراً للقاء كل القيادات الفلسطينية للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية مستقلة تتمتع بالكفاءة. وأضاف: إن هذه الحكومة ستقوم بمهمتين هي الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني بالإضافة إلى البدء بإعادة إعمار قطاع غزة من الدمار الذي لحق به نتيجة العدوان الاسرائيلي. وأوضح أن الأمين العام للجامعة العربية أبدى تأييده الكامل لمبادرة رئيس السلطة الفلسطينية واستعداده للتحرك والاتصال على الفور مع حركة حماس وكل الفصائل الفلسطينية لحثها على قبول المبادرة وعدم إضاعة الوقت وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأكد عزام الأحمد أن الأمين العام أبلغ الوفد أن أبواب الجامعة العربية مفتوحة لاحتضان الاجتماعات الفلسطينية من أجل سرعة الانتهاء من هذا الانقسام الذي أصبح سلاحاً بيد الاحتلال الاسرائيلي..من جانبه أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها الدكتور زكريا الآغا أمس الأحد انطلاق حملة المليون توقيع على وثيقة حق العودة للاجئين الفلسطينيين برعاية دائرته.. وقال الآغا في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس في مكتبه بمدينة غزة: “ان الحملة تهدف إلى إعادة التأكيد على تمسك شعبنا الفلسطيني بحقه العادل في العودة إلى دياره التي شرد منها عام 1948 إثر إقامة اسرائيل”. وجدد المسؤول الفلسطيني “رفض الفلسطينيين واللاجئين منهم لمشاريع التوطين وكافة المؤامرات التي تهدف إلى إسقاط حق العودة لهؤلاء إلى وطنهم ومنازلهم إلى جانب إيصال رسالة للمجتمع الدولي وخاصة الأممالمتحدة ان الشعب الفلسطيني لم ولن يتخلى عن حق العودة”. وقال الآغا: “ان استقرار الأمن والسلام في المنطقة مرتهن بعودة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها”.. وأشار إلى “ان الحملة ستنطلق في كافة مناطق الوطن الفلسطيني في الضفة وغزة وكافة المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات وفي كافة الأماكن التي يتواجد فيها الفلسطينيون وخاصة في أوروبا وأميركا”.. مشدداً على أهمية “ضمان اوسع مشاركة للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في هذه الحملة التي تؤكد تمسك الفلسطينيين بحقهم في العودة”. وقال: “ان دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية في المخيمات ستفتح مكاتبها يومياً طوال فترة الحملة لاستقبال اللاجئين في المخيمات وتسهيل التوقيع على الوثيقة نظراً لوجود الكثير من العائلات الفلسطينية داخلها”.. وأعرب القيادي في حركة (فتح) عن الأمل في ان يتجاوز عدد التوقيعات على هذه الوثيقة مليوني توقيع, موضحاً “ان حملة التوقيع بدأت اعتباراً من أمس وستتواصل حتى الرابع عشر من شهر مايو القادم”.. ولفت إلى أنه سيتم الإعلان عن نتائج هذه الحملة وعدد الموقعين على الوثيقة مع انطلاق فعاليات أحياء الذكرى ال 63 للنكبة في مؤتمر صحفي سيعقد في ذلك الحين. ويتوزع الملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا ضحايا نكبة العام 1948 في كثير من المخيمات في لبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن وقطاع غزةوالضفة الغربية بانتظار العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها بعد إقامة اسرائيل.. من جانبها حذرت رئيسة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني من مغبة استمرار حالة الجمود السياسي مع الفلسطينيين. وقالت ليفني إن الأبواب توصد في وجه “اسرائيل” مع مرور الوقت على الحلبة الدولية، بينما تُرفع أعلام فلسطينية بشكل أحادي الجانب. واتهمت في سياق حديث إذاعي صباح أمس الأحد الحكومة الاسرائيلية بعدم القيام بمبادرة تهدف إلى تحريك عملية التسوية، الأمر الذي يخلق شعوراً بعدم الثقة بها عالمياً.. وكان وزير الجيش الاسرائيلي قال الشهر الماضي: “نحن في هذه المفاوضات منذ عشرين عاماً وأعتقد أننا أقرينا مؤخراً سلسلة من إجراءات الثقة على الأرض في غزةوالضفة الغربية للتقدم مع بناء مؤسسات ونوع من دولة جنينية بقيادة رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء سلام فياض”. وأضاف: “نحن مستعدون لبدء محادثات فورية حول الطريقة التي يمكن معها إقامة ترتيبات أمنية مع الدولة الفلسطينية المقبلة”. وترفض السلطة الفلسطينية العودة للمفاوضات مع الاحتلال، إلا بعد وقف البناء في المستوطنات. . ميدانياً أعلن ناطق عسكري اسرائيلي صباح أمس ان صاروخاً أطلق من قطاع غزة على المنطقة الاستيطانية المعروفة بالمجلس الإقليمي شاعر هنيغف بالنقب الغربي جنوبفلسطين 48 الليلة الماضية. ولم يشر الناطق وفقاً لما نقل عنه راديو اسرائيل إلى وقوع إصابات أو أضرار.. مكتفياً بالقول أنه تم إطلاق أكثر من خمسين قذيفة هاون صباح أمس السبت من القطاع باتجاه النقب الغربي مما أسفر عن إصابة ستة مستوطنين بجروح وإلحاق أضرار مادية بعدة منازل وسيارات.. إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس الأحد، خمسة شبان من قرية حوسان غرب بيت لحم.. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصدر أمني قوله إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال دهمت عدداً من منازل المواطنين وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، ومن ثم اعتقلت خمسة شبان، كما صادرت هوية المواطن خليل حمامرة. وفي سياق آخر، دهمت قوات الاحتلال قرية الرشايدة شرق بيت لحم، وأجرت فيها تفتيشاً دقيقاً في بعض منازل المواطنين، عرف منها منزل المواطن محمد إبراهيم رشايدة.. كما تقوم مجموعات من المستوطنين اليهود بتهديدات واعتراض الحافلات التي تقل عائلات الأسرى الفلسطينيين المتوجهين لزيارة أبنائهم في سجون الاحتلال الاسرائيلي وتعكس هذه التهديدات حالة التحريض المتواصلة ومحاولة الحكومة الاسرائيلية لتصدير أزمتها للشارع الاسرائيلي، لتمارس سلوكاً انتقامياً ضد الأسرى وعائلتهم. وقال رئيس نادي الأسير قدوره فارس إنه يجب على هذه المجموعات الضغط على حكومتهم لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بدلاً من الضغط على عائلات الأسرى الفلسطينيين. وأضاف ان الحكومة الاسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة لما يمكن أن يتعرض له ذوو الأسرى من أذى إذا ما أقدمت تلك الجماعات على تنفيذ تهديداتها.. داعياً اللجنة الدولية للصليب الأحمر كونها الجهة المشرفة على تنظيم الزيارة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه التهديدات.