هل تذهب إلى عملك وأنت سعيد ومتحمس؟ هل تشعر أن هذا العمل يرضي طموحك؟ هل هذا العمل يلبي احتياجاتك؟ إن كانت الإجابة لا فأنت ضمن كثيرين ممن يكرهون عملهم ويشعرون أنهم يذهبون للعمل رغماً عنهم. هؤلاء يواجهون مشكلة قد يكون لها آثار سيئة. أحاول في هذه المقالة تقديم بعض النصائح لهؤلاء لعلها تفيدهم. هذه النصائح معتمدة بشكل كبير على الخبرة. . فالإحباط هو الحالة التي تواجه الفرد حين يعترضه عائق وحين تكون خبراته السابقة وعاداته المألوفة غير كافية أو غير قادرة على إشباع دوافعه وتحقيق رغباته.. الإحباط هو إحدى الاضطرابات النفسية السلوكية و يحدث الاضطراب حينما يواجه الفرد عائقا ما يحول دون إشباع دافع لديه، و هو أيضا الحالة الانفعالية التي يشعر بها الفرد إذا ما واجه ما يحول بينه و بين إشباع دوافعه.. تكثر و تتنوع العرائض «العوارض» التي يمكن أن تسبب الإحباط للفرد، ويرجع بعضها إلى عوامل ترتبط بالفرد ذاته أكثر من ارتباطها بما يحيط به من ظروف بيئية، وبعضها يرتبط بالبيئة التي يعيش فيها الفرد أكثر من ارتباطها بالفرد نفسه، و يعتبر النوع الأول داخلي المصدر، أما الثاني فهو خارجي المصدر. ويختلف الأفراد فيما بينهم بحسب العوامل التي تؤدي إلى الإحباط، إذ يتوقف شعور الفرد بالإحباط على عدد من العوامل ، لعل من أهمها نوع الحاجة التي يوجد عائق يمنع من إشباعها، أو عدم قدرة الفرد على تحقيق الهدف.. وتختلف أسباب الإحباط بين الأفراد باختلاف الخبرات التي مروا بها، وباختلاف ما يتوقعون لأنفسهم من آمال وطموحات ومدى توفر الدعم الاجتماعي أو دعمه.. ويختلف الناس فيما بينهم في مدى ما يتحملونه من إحباط، ولكل فرد مستوى معين من الإحباط، وعندها قد يوجه الفرد مقاومته للإحباط بعدوان على مصدر الإحباط وقد يوجهه على نفسه، ويتوقف ذلك على قوة العوامل التي تحول دون توجيه العدوان إلى أي من تلك الوجهتين، وإذا تساوت قوة الكف التي تحول دون توجيه العدوان في هاتين الوجهتين فيصبح احتمال توجيه العدوان ضد الذات أقوى في حال اعتقاد الفرد أنه مسؤول عن فشله (إحباطه). ويحول التعبير عن العدوان دون ظهور أساليب سلوكية أخرى غير عدوانية ، أي أن العدوان هو عبارة عن تفريغ لطاقة نفسية تم خزنها نتيجة الإحباط ، فإن أخذت هذه الطاقة طريقها إلى الخارج في صورة سلوك عدواني عندها لا نتوقع سلوكا غير عدواني آخر يقوم به الفرد. كيف نتعامل مع هذه الأزمة ؟ - السخط واهتزاز المبادئ الدينية: إن كانت هناك مشكلة فهي كأي مشكلة يجب أن نصبر عليها وأن نحمد الله على كل حال وألا ننسى النعم الكثيرة التي لدينا . - إنهم لا يستحقون مجهوداتي : رفع هذا الشعار يكون نتيجته أمر من اثنين أو كليهما. الأول: الارتزاق من حرام , والثاني : توقف تنمية المهارات للشخص المحبط نتيجة لعدم ممارسته للعمل مما ينتج عنه ضعف مهاراته وتقلصها مع الوقت بحيث إذا زالت المشكلة يجد أنه لم يعد بنفس مهارته السابقة . - الإحباط العام : الوصول إلى حالة من الإحباط العام ينشأ عنها عدم الرغبة في عمل أي شيء وعدم الاستمتاع بالنعم الأخرى التي لدى هذا الشخص . - الغيبة: كثرة الغيبة للرؤساء.. لشفاء الغليل ولا يخفى عليك حرمة الغيبة . - الحزن الشديد مع عدم التحدث مع الآخرين : قد يشتد الحزن ويكون كامنا فلا يتحدث الشخص مع صديق أو قريب فيتحول الأمر إلى إحباط مرضي . نصائح في التعامل مع هذه المشكلة !! يمكنك أن تغير عملك سواء داخل نفس المؤسسة أو خارجها ولكن الكثير منا قد لا يجدون هذه الفرصة وقد يجدونها بعد وقت طويل.. وفي هذه الحالة أُقدم لك هذه النصائح: إعادة تقييم الأمور: هل ما لا يُعجبك في العمل هو حقاً أمر كبير أم أنه أمر بسيط ولكنك عظَّمته؟ هل هناك جوانب إيجابية كثيرة أغفلتها؟ هل يمكن أن تنظر إلى الأمر من زاوية إيجابية؟ إن كنت متضايقاً من كثرة العمل، فهل يمكن أن ترى الجانب المضيء وهو انك تكتسب خبرات كثيرة وأن هذا يساعدك في تطوير مستقبلك المهني؟ إن كنت محبطا من عدم تقلدك لمنصب أعلى فهل يمكن أن تنظر إلى الجانب المضيء وهو أنك غير محمل بمسئوليات مزعجة وأنك تنام مرتاح البال؟ إن كنت متضايقا من زملائك في العمل فهل يمكن أن تنظر إلى الجانب المضيء وهو اكتسابك لخبرة التعامل مع أشخاص غير مريحين؟ انظر إلى من هو دونك:كم من أناس لا يعملون ويتمنون لو كانوا مكانك؟ كم من شخص لم يحصل على مثل الوظيفة التي حصلت أنت عليها؟ لا تنظر إلى من يتمتع بوظيفة أفضل ولكن انظر إلى الكثيرين الذين سبقتهم. ليس بالضرورة أن تكون أكبر مدير ولا أن تكون أغنى إنسان.. هناك ملايين أقل منك دخلا ووظيفة. وربما تكون سعيدا وأنت موظف صغير وتفقد هذه السعادة وأنت مدير كبير. نمّ الجوانب الإيجابية في العمل: هناك أشياء جيدة في عملك وهناك أشياء لا تحبها. حاول تعظيم تلك التي تحبها بممارستها وبالاستفادة منها. قد تكون هناك أنشطة تحب ممارستها فحاول أن تقوم بها كثيرا. قد تكون هناك فرص تدريبية في العمل فاستغلها في تنمية مهاراتك وغيرها من الفرص . اخلق جوانب إيجابية في العمل: حاول خلق المزيد من الجوانب الإيجابية. حاول تطوير العمل بحيث تكون هناك أمور جيدة تستمتع بأدائها. حافظ على صحتك: لا تجعل هذه المشاكل تؤثر على صحتك فعندما تفقد جزءاً بسيطاً من صحتك ستنظر بحسرة إلى الوراء وتشعر بأنك أضعت شيئا عظيما بسبب تافه. إذا أصابك مرض مُزمن - لا قدر الله- فلن تنفعك الترقيات ولن يمكنك أن ترجع بالزمن إلى الوراء. الصحة أثمن كثيرا من مشاكل العمل . التحكم في مستوى الإحباط: عندما تجد أنك وصلت إلى مرحلة سيئة، خذ يوما أو يومين إجازة من العمل وقم بأعمال تحبها. عندما تشعر بالضيق الشديد حاول القيام بشيء يُخفف ذلك مثل التحدث مع زميل أو القيام بأحد الأعمال التي تحب أداءها في العمل. تحدث عن مشكلتك مع أصدقائك وأحبائك: التحدث عن المشكلة مع صديق يُخفف من حدة مشاعرنا ويُعطي بعض الارتياح .. خلاصة الأمر !!! إما أن تحافظ على إيمانك وصحتك وخبراتك ونشاط ذهنك وإما أن تدخل في دائرة من الإحباط والخمول والفشل والأمراض ، وأن لا تجعل أمرا بسيطا يُفسد عليك حياتك .. و قد تكون هناك مشاكل كثيرة في العمل وقد تعجز عن تغيير العمل ولكن يمكنك فعل الكثير لكي يقل تأثير هذه الأشياء السلبية لكي تظل حيا جسديا ومعنويا وذهنيا.