واقع المقابر الصخرية في محافظة المحويت ودور الهيئة العامة للآثار في الحفاظ على الجثامين المحنطة التي اكتشفت مؤخراً في حديث مع الأخ محمد أحمد قاسم مدير عام الآثار بمحافظة المحويت والذي استهل حديثه بالقول: بدأت أولى الاكتشافات الأثرية للمقابر الصخرية التي تحتوي على الموميات أثناء المسح الأثري بمحافظة المحويت سنة 1993م في بعض مديريات المحافظة ومنها مديرية شبام كوكبان ثم تواصلت أعمال المسح الأثري من 93 2000م وتم اكتشاف العديد من المقابر الصخرية في كل من مديرية شبام وسارع وملحان والطويلة وتم العبث ببعض المقابر وخاصة في الطويلة وتم إحالة الكثير من القضايا التي تورطت فيها عصابات مافيا الآثار بأعمال النبش والتخريب والبحث عن الكنوز المزعومة دون علم أن هذه الموميات هي كنوز حضارية وتاريخية لشعب عريق صاحب تراث وحضارة ضاربة بجذورها في التاريخ. متحف الطويلة للمومياوات وعن حراسة المواقع الأثرية المليئة بالمومياوات قال: تم تعيين الكثير من المراقبين والحراس لهذه المواقع الأثرية وتم إيجاد مبنى قديم بمديرية الطويلة وقام المكتب بترميمه ليكون متحفاً للمومياوات، علماً أنه لا يوجد في المحافظة متخصصون في مجال المومياوات وتم من محافظ المحويت مخاطبة الصندوق الاجتماعي للتنمية واليونسكو لإيفاد خبير متخصص في هذا المجال ليتولى أعمال الدراسة ومن ثم المعالجة ونقل الموميات إلى متحف المحافظة بالطويلة. المبنى جاهز ^^.. إلى أين وصلتم في إنشاء متحف الطويلة للمومياوات ولماذا لم يفتح أبوابه حتى اللحظة؟ المبنى جاهز ولكن ينقص المتحف التأثيث والتجهيز من قبل الهيئة.. أما بالنسبة لمتحف المحافظة فقد تم استلام الأرضية قبل حوالي شهرين والآن سنقوم بمخاطبة الهيئة العامة للآثار والمتاحف لإيفاد فريق هندسي لاستلام الأرضية ومن ثم إعداد الدراسة الفنية والهندسية لإنشاء هذا المتحف. في مناطق جبلية ^^.. أين تقع الموميات؟ الموميات تقع في مناطق مرتفعة لا يتم الوصول إليها ولا نريد الإفصاح عن تلك المواقع خوفاً من مافيا الآثار، كما أنه ينقصنا وجود خبراء متخصصين في الموميات على مستوى اليمن، وقد طلبنا إيفاد خبير دولي يقوم بأعمال الدراسة ومن ثم أعمال الترميم والصيانة لهذه الموميات ونقلها إلى المتحف الإقليمي بمركز المحافظة ولكن تواجهنا عوائق مادية. نحت في الصخر وعن المقابر الصخرية قال مدير آثار المحويت.. بالنسبة للمقابر الصخرية فهي عبارة عن قيام النحات اليمني القديم بفتح باب على شكل مستطيل في أعالي الجبال الشاهقة يفتح إلى الداخل ثم توسع في الداخل على هيئة غرفة واحدة وأحياناً غرفتين أو أكثر حسب احتواء المقبرة الصخرية للجثث المدفونة فيها سواء لأفراد أو جماعات أو عائلات..الخ.. أما أبعادها فقد تصل أحياناً إلى (2.5 * 3 متر) فيما يصل ارتفاعها إلى (1.5- 2 متر) واتساعها إلى (1 1.20) متر حفرت في جدرانها الداخلية كوات توضع فيها الأثاث الجنائزي والذي يضم الكثير من الأدوات والأواني الفخارية والحربية وغيرها بأسلوب يضمن بقاءها أعواماً ودهوراً. مخازن لعلف الماشية ^^.. أين يكثر انتشار هذه المقابر الصخرية؟ تنتشر العديد من المقابر الصخرية على منحدرات جبل كوكبان وجبال الطويلة وملحان وغيرها.. فمثلاً في كوكبان تشرف فتحات هذه المقابر على مدينة شبام كوكبان وهي من الداخل عبارة عن غرف مختلفة الأحجام منحوتة في الصخر تشابه كثيراً مقابر شبام الغراس إلا أن أكثرها تعرض للعبث والنبش ولم يبق فيها أي أثر لجثث الموتى، واستخدمت الغرف أو المقابر الصخرية من قبل أهالي المدينة كمخازن لعلف الماشية أو كمأوى للسكن وتعكس لنا هذه المقابر مدى إيمان اليمني القديم بعقيدة (البعث والخلود).