قد يموت ألف شخص فلا يرف جفن ولا تدمع عين لفراقهم كانهم في حساب الأرض ما ولدوا .. ويموت شخص واحد فيترك حسرة في القلوب وتسيل من أجل فراقه العبرات .. وليس من الوفاء أن تمر هذه الذكرى دون ان نقول شيئاً يفيه حقه من التقدير والإجلال .. فالفقيد لديه مكانة خاصة في قلوب أبناء الحالمة تعز والرياضيين والشباب والرواد التربويين الوطنيين الوحدويين بشكل عام. أيها الراحل العظيم .. عبدالله عتيق سلام عليك حياً وميتاً.. أريد أن اتحدث اليك.. أريد أن اتكلم معم .. أريد أن القاك بجنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء بإذن الله تعالى عرفتك في بداية السبعينات رائداً من الرواد الأوائل صانعوا التاريخ الرياضي للحالمة تعز والوطن. عرفتك .. هرماً من الأهرام الشامخة الرياضية والتربوية ،الوطنية، الوحدوية .. المناضلة. عرفتك .. عملاقاً كروياً في زمن العمالقة .. أيام الزمن الجميل لاعباً .. وقائداً .. ومدرباً . عرفتك .. إنساناً متواضعاً مع كل الناس .. كريماً صافي الروح والنفس والنية.. توزع الحب والخير للجميع.. عرفتك .. طيب القلب .. متدين .. مؤمن بالله، باراً بأسرته .. بسيطاً في معاملته للناس .. فإذا كان العجز وقف بنا دون تقدير كفاحكم ونضالكم .. ووفاءكم .. وحبكم للرياضيين والشباب والوطن الغالي الوحدوي وأنتم أحياء فنحن أشد عجزاً ان نفعل شيئاً بعد رحيلكم فلتسامحونا ولكم أجركم عندالله مضاعف فقد انتقلتم إلى رحاب كريم .. ورب عظيم لا يخلف وعوده. يافقيد الشباب .. والوطن أبا وائل.. الناس يعيشون ويموتون .. ونحن أيضاً راحلون.. الناس سائرون إلى المصير الكثير من سيرحلون عن هذه الحياة كأنهم ما كانوا. أما الفقيد عبدالله عتيق لم يمت أبداً.. كالشهب فوق سمائنا.. كالطير المغرد في سماء حياتنا.. يتحدث معنا.. يضحك معنا.. يفرح معنا .. يتألم معنا.. يبكي معنا .. في قلوبنا ووجداننا .. مازلت هنا تعيش بيننا.. يافقيد الشباب والوطن .. رحلت عنا .. وعن أسرتك وأولادك وابنائك الشباب والوطن بصمت وهدوء وتركت لنا منبع بالذكريات الطيبة .. ذكرك لم يمت .. خالداً باقياً على مر الزمن في القلوب إلى ماشاء الله . ستظل تتذكرك الأجيال .. ومن عرفوك وعاشروك بالتقدير والإجلال. ستظل الأجيال تذكركم وتلهج السنتهم وقلوبهم لكم بالدعاء بالمغفرة والرضوان. ستظل في قلوب الجميع شموعاً مضيئة يضرب بك المثل في كل شيء .. بالولاء .. بالانتماء والأخلاق .. والصداقة .. الوفاء .. والتضحية .. والروح الوحدوية .. ستظل ياعبدالله رمزاً لمعان كثيرة وكبيرة. أختاركم الله سبحانه وتعالى إلى جواره صباح يوم الاثنين الموافق 28 مارس 2011م وايماننا بالقدر المكتوب وحتمية النهاية لكل مخلوق جعلنا نتجلد ونصبر على فجيعتنا في أغلى الراحلين عن دنيانا الفانية. الدعاء .. الدعاء .. ياشباب الدعاء للراحل بالرحمة والمغفرة. يبقى السؤال: هل من تقدير وتكريم لهذا الإنسان العظيم .. الحي .. الميت العتيق عبدالله .. يليق بحجم عطائه .. ونضاله .. ووحدويته .. وانتمائه كيف لا .. أدعو الله تعالى ان يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه جناته وإنا لله إنا إليه راجعون