أعلن مسؤول فلسطيني أمس السبت ان اجتماعاً طارئاً لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين سيعقد غداً الأحد في مقر الجامعة بالقاهرة لبحث التصعيد العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة بعد سقوط 17 شهيداً وعدد كبير من الجرحى. وأوضح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلّي في تصريح له أمس أن الهدف من الاجتماع الطارىء الذي تم بناء على دعوة من السلطة الفلسطينية والجامعة العربية لتدارس العدوان الخطير الذي تقوم به السلطات الاسرائيلية على قطاع غزة المحاصر وضرب المدنيين. واعتبر بن حلي العدوان الاسرائيلى بأنه أحد الجرائم التي ترتكبها اسرائيل فى سلسلة متواصلة من جرائم الاحتلال ضد الفلسطنيين على مدى عقود, حيث يتزامن الاجتماع مع مذبحة /دير ياسين/ في التاسع من ابريل لعام 1947. وأضاف ان الاجتماع سيدرس عدداً من الخطوات والمقترحات للتحرك المستقبلي السياسي والدبلوماسي على كافة المستويات لوقف هذا العدوان ولمعاقبة مرتكبيه. من جانبها حذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس السبت سلطات الاحتلال الاسرائيلي من أنها لن تقف “مكتوفة الأيدي” إزاء استمرار التصعيد العسكري على قطاع غزة. واتهم الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي عقده في غزة اسرائيل بالإصرار على التمسك بالتصعيد على قطاع غزة “وعدم الاكتراث لسياسة ضبط النفس التي أبدتها فصائل المقاومة في القطاع”. وقال أبو زهري: “تحذر الحركة الاحتلال الاسرائيلي من الاستمرار في جرائمه لأن الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار التصعيد، وعلى الاحتلال أن يدرس عواقب جرائمه قبل الاستمرار فيها”. وشدد على أن “التصعيد الاسرائيلي لن يفلح في تحقيق أهدافه السياسية أو فرض سياسة الأمر الواقع أو كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي سيواجه هذا التصعيد بحالة من الصمود والثبات”. وندد الناطق باسم حماس ب “التواطؤ والصمت على قتل المدنيين الفلسطينيين وتجاهل الدعوات الموجهة لكبح جماح الاحتلال”.. معتبراً أن “استمرار هذا الصمت يوفر الغطاء للاحتلال للاستمرار في الجريمة ويجعل المجتمع الدولي مسؤولاً عن كل العواقب والتطورات المترتبة على هذا التصعيد”. من جهة أخرى قالت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أمس السبت ان جيش الاحتلال الاسرائيلي استخدم قذائف تحوي مادة الفسفور الأبيض في عملياته العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة. وأوضح وزير الصحة باسم نعيم في مؤتمر صحفي أمس “ان أكثر من شاهد عيان ومراقب أجنبي ودولي أكدوا استخدام الاحتلال قنابل الفوسفور الأبيض خلال عدوانه الأخير”. وأكد نعيم أن جيش الاحتلال استهدف خلال عدوانه المسعفين وسيارات الإسعاف الأمر الذي أدى إلى إصابة اثنين بجراح رغم التنسيق مع الكثير من المؤسسات الدولية وهو ما يعد خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني. وأشار إلى أن الكثير من الأسلحة التي استخدمها الاحتلال أخيراً تذكر بالحرب التي شنها في نهاية العام 2008 ومطلع العام 2009 على قطاع غزة.. محذراً من استمرار استخدام اسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً ضد الشعب الفلسطيني والتي من بينها أسلحة كيميائية. من جانب آخر واصلت فصائل المقاومة قصف المواقع العسكرية المحيطة بقطاع غزة والمدن الواقعة جنوب الأراضي المحتلة عام 48، بالقذائف والصواريخ في إطار ردودها على عدوان الاحتلال المتواصل والذي أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات. وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إن 5 اسرائيليين أصيبوا بجراح طفيفة جراء سقوط صواريخ “غراد” على دفعتين في مدينة بئر السبع، مشيرة إلى أنه جرى نقل المصابين إلى مستشفى “سوروكا” لتلقي العلاج. وأضافت بأن ثلاثة صواريخ “غراد” سقطت الليلة الماضية في مناطق مفتوحة قريبة من مدينة “كريات جات” التي تبعد نحو 50 كم عن قطاع غزة - دون وقوع إصابات أو أضرار. كما سقطت عدة صواريخ غراد على مناطق مفتوحة شمال مدينة أسدود التي تبعد عن غزة 42 كيلومتراً. وأشارت إلى أن صافرات الإنذار دوّت في عدد من مدن الجنوب وهي: أسدود، وبئر السبع، وكريات جات، وكريات ملاخي، وآفاق غان.. وطالبت قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية سكان مدن الجنوب بالتزام الملاجىء وعدم الخروج منها نظراً لاستمرار سقوط صواريخ المقاومة. وكان الاحتلال قد اعترف في وقت سابق من مساء الجمعة بإصابة جندي اسرائيلي جراء سقوط قذيفة هاون في أحد معسكرات جيش الاحتلال جنوبي الأراضي المحتلة عام 1948، كما أصيب مستوطن بجراح متوسطة جراء سقوط صاروخ على إحدى مستوطنات النقب الغربي. وأعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- مسؤوليتها عن قصف مدينة بئر السبع بصاروخ غراد في تمام الساعة 12:30 بعد منتصف الليل أمس، مما أدى إلى إصابة ثلاثة مستوطنين بجراح طفيفة، وجرى نقل اثنين منهم إلى مستشفى “سوركا” لتلقي العلاج. وكانت السرايا قد تبنت ليل أمس الأول إطلاق صاروخين من طراز “قدس” وصاروخ من طراز “107” باتجاه كيبوتس “بئيري” شرق مخيم البريج. وأعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى - الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ “غراد” في تمام الساعة 1:50 فجراً على منطقة “كريات جات”. وأضافت أنها قصفت بصاروخ “غراد” في تمام الساعة 7:40 مساء الجمعة قاعدة عسكرية في منطقة “القسطينة” التي تبعد عن قطاع غزة 37 كم والتي تقع شمال شرق عسقلان.. وأوضحت أنها تبنت في بيانات سابقة إطلاق 11 صاروخاً و6 قذائف هاون على مواقع الاحتلال ومستوطناته. وأعلنت كتائب الناصر صلاح الدين - الجناح العسكري لحركة المقاومة الشعبية - أن إحدى مجموعاتها أطلقت صاروخاً من طراز “107” على الموقع العسكري خلف النصب التذكاري شمال القطاع. كما أعلنت كتائب الناصر في بيان سابق وصل وكالة أنباء /صفا/ الفلسطينية نسخة منه أنها قصفت بصاروخ من طراز “ناصر3” متوسط المدى بلدة سديروت في تمام الساعة 9:45. وقصفت كتائب الشهيد عزالدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) - مساء أمس الجمعة مواقع عسكرية اسرائيلية بعدد من الصواريخ وقذائف الهاون. وقالت الكتائب في بيانٍ لها إن عناصرها تمكنوا من قصف المواقع العسكرية شرق رفح جنوب القطاع بستة صواريخ وثلاث قذائف هاون. وصباح أمس السبت، قال ناطق باسم سرايا القدس “إنه تم قصف مدينة أسدود جنوب الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بصاروخي غراد سقط أحدهما شمال المدينة وآخر جنوبها”.