أكد المستشار السياسي الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر دعم الأممالمتحدة لأي جهود محلية أو إقليمية لحل الأزمة اليمنية. وقال المبعوث الأممي في حديث مع وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إن الأممالمتحدة تشجّع على جلوس الأطراف اليمنية مع بعضها لحل هذه الأزمة في الإطار الداخلي وهم الأقدر على حل مشكلة وطنهم بأنفسهم وإزالة هذا الاحتقان الذي لا يخدم مصلحة الشعب اليمني. وأضاف: “نحن ندعم جميع الجهود ابتداء من الجهود الوطنية, لأن في نهاية المطاف اليمنيين لابد أن يتفقوا مع بعضهم على صيغة لحل الأزمة, ونحن كذلك ندعم الجهود الإقليمية وأي مساعٍ حميدة ممكن تساعد اليمنيين على الخروج من محنتهم”. وحول أهداف زيارته لليمن, أوضح المبعوث الأممي أن هدف الزيارة هو التعرف على التطورات الحالية في اليمن خاصة أن الأمين العام للأمم المتحدة تصله أخبار كثيرة عمّا يحدث في اليمن من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية. مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة فضّل أن يرسل مبعوثاً للتشاور مع الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني حتى نبني صورة أكثر وضوحاً لتطورات الأحداث. وقال: “ان هذه المساعي تأتي دائماً في إطار العلاقة القديمة الموجودة ما بين اليمنوالأممالمتحدة.. واليمن عضو في الأممالمتحدة وعضو فاعل واليمن ترأس مجموعة 77 وقام بعمل دبلوماسي مهم في الأممالمتحدة السنة الماضية, ووجودنا في اليمن ليس الآن فقط لكن منظومة الأممالمتحدة كلها موجودة في اليمن وموجودة في العمل بجانب اليمنيين في العمل الإنساني وتسهم في برامج التنمية في اليمن”. وحول لقاءاته بمختلف الأطراف السياسية في اليمن.. أشار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه التقى الرئيس علي عبدالله صالح ونائبه والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية وقادة عدد من الأحزاب السياسية وبعض فعاليات الشباب والمجتمع المدني وطرح أسئلة كثيرة على تلك الشخصيات. وقال: “لقد استفدت من هذه اللقاءات وتكونت لدينا صورة أوضح عن التطورات الحالية في اليمن”. وأضاف: “المسألة الأولى التي يجب التأكيد عليها فعلاً هي أن هناك أزمة لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل، وفي نفس الوقت هناك خطر أن هذه الأزمة تنتج عنها انعكاسات أمنية واقتصادية وسياسية وإقليمية”. وأردف المبعوث الأممي قائلاً: “أنا سعيد كوني ألاحظ رغم هذه الأزمة, هناك تواصل بين اليمنيين ولو أنه ليس حواراً وطنياً واسعاً منظماً.. لكن في نفس الوقت هناك اتصالات ومساعي حميدة, ونحن ندعم ونشجّع تكاتف الجهود الوطنية التي من شأنها أن توصل اليمنيين إلى صيغة توافقية لتجاوز الأزمة”. وتابع بن عمر قائلاً: “الشخصيات الذين التقيت بهم تحدثوا بصراحة وبمسئولية تجعلنا نؤكد أن الجميع يلمس خطورة الأزمة, ولا أحد يستخف بخطورتها, والجميع يبحث عن حل, ولكن هذا من منطلقات مختلفة, هناك اتفاق على كثير من المسائل لا أحد يعارض التغيير, لا أحد يتكلم ضد تعميق وتعزيز الديمقراطية وبناء دولة القانون والمؤسسات، البعض تحدث عن المرحلة الانتقالية وسماتها, وعليها اتفاق, لكن هناك خلافات في بعض الجزيئات وهذه الجزيئات مهمة جداً”. وأضاف: “لكن لا يمكن القول إنه ليس هناك اتفاق على أي شيء, بالعكس هناك اتفاق على مسائل جوهرية مهمة, لكن مع الأسف لم يكن الحوار منظماً وبطريقة تجعل هذه القضايا العالقة يتم التركيز عليها والحسم فيها, وهذا ما نتمنى ان يحصل في الأيام القليلة القادمة”. وحول استعداد مختلف الأطراف السياسية لقبول الحوار أشار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه لمس من الجميع استعداداً لضرورة الحل السلمي للأزمة عن طريق توافقي رغم عدم وجود جهود منظمة أو مؤتمر طاولة مستديرة تشرف عليها جهة, لكن هناك مساعي واتصالات تحتاج إلى التنظيم للخروج بحل توافقي يجنب اليمن ويلات الفتنة ويحافظ على الأمن والاستقرار والوحدة. واستطرد قائلاً: “اليمن ليس الدولة الوحيدة التي فيها أزمة، نحن كأمم متحدة نعمل في جميع مناطق العالم وشاهدنا أزمات كثيرة في مختلف مناطق العالم, ليس غريباً أن الأطراف السياسية تختلف وتتصارع على تصورات مستقبلية أو أن تكون لها مطالب مشروعة أو طموحات للوصول إلى السلطة, هذه مسائل عادية”. ومضى قائلاّ: “لكن في جميع المجتمعات هناك مؤسسات وآليات لمعالجة هذه الخلافات والنزاعات حتى تؤدي إلى نتيجة يتفق عليها الجميع، لكن أحياناً ضعف المؤسسات الوطنية، وأحياناً في بلدان ضعف ثقافة الحوار تؤدي إلى أن الخلافات تتفاقم وتتجه نحو العنف, وهذا طبعاً ما لا نحبذه بالنسبة لليمن, وأنا ذكرت هذا حتى نؤكد أنه إذا كانت هناك صراعات وخلافات سياسية هي هادئة في المجتمعات, لكن المهم هو إيجاد صيغ ملائمة لمعالجة الخلافات بشكل سلمي تؤدي إلى نتائج توافقية لمصلحة المجتمع ككل”. وحول موضوع عدم الثقة بين مختلف الأطراف, أوضح أن عدم الثقة ميزة عدد من الخلافات ليست ظاهرة خاصة باليمن، عدم الثقة يعرقل العملية التفاوضية في عدد من البلدان التي فيها خلافات ونزاعات سياسية. وأكد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة أن الحل لا يمكن أن يأتي إلا من اليمنيين أنفسهم, ولا يمكن أن يأتي الحل من الخارج, واليمن لديه تجربة في هذا المجال, وهذه ليست أول مرة تكون فيها خلافات, ربما تكون هذه أزمة خاصة, لكن حصلت خلافات, وكانت هناك صيغ جعلت اليمن تتقدم في العملية السياسية. وقال: “إذا لم تكن هناك جهود ونية حسنة وإرادة سياسية من جميع الأطراف لا يمكن للعملية السياسية أن تتقدم.. وفي نهاية المطاف الحل لا يمكن أن يأتي إلا عن طريق اليمنيين أنفسهم، والمجتمع الإقليمي والدولي لا يمكن إلا أن يدعم هذه الجهود الوطنية, فمسؤولية حل الخلافات هي مسئولية اليمنيين فقط, ونحن متأكدون أن اليمنيين قادرون على حل الأزمة بأنفسهم, لكن ليس هناك أي طريق آخر ما عدا الحل السلمي التفاوضي التوافقي لمصلحة اليمن ككل”. وحول المساعي الخليجية.. قال المبعوث الأممي: “نحن نتمنى لها النجاح, ونجاح هذه المساعي مرهون بجهود الأطراف المعنية, لأنها هي التي يمكن أن تنجح العملية أو تعرقلها, وموقفنا المبدئي نحن نشجع اليمنيين أنفسهم أن يجدوا الحلول الضرورية عن طريق التوافق”. وطلب مبعوث الأممالمتحدة من جميع الأطراف نبذ العنف من أي طرف واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير وضرورة المشاركة الواسعة لجميع أطياف المجتمع وعدم إقصاء أحد من العملية السياسية والعملية التفاوضية.. ولفت إلى ان الأممالمتحدة تشجّع جميع الأطراف وتساند الجهود المبذولة على مستوى اليمن وعلى مستوى أصدقاء اليمن ودول الخليج لمساعدة اليمنيين للخروج من هذه الأزمة”. موضحاً أن هناك جهوداً مستمرة تبذل من كافة الأطراف ولو أنها ليست بصيغ رسمية أو منظمة, وتمنى لها النجاح. واختتم المبعوث الأممي حديثه قائلاً: “أنا متفائل بحل الأزمة, ولا يمكن إلا أن نبقى متفائلين ومتضامنين مع اليمن من أجل الخروج من هذه الأزمة”.