في أواخر السبعينيات من القرن الماضي كان المناضل الوحدوي الجسور المرحوم عمر الجاوي يلقي محاضرة في الطلاب اليمنيين في القاهرة.. وفي المناقشات التي عقبت المحاضرة، قام أحد الإخوة ، وهاجم الجاوي مستدلاً بمعلومات غير صحيحة نالت استحسان الكثير من الحاضرين الذين يختلفون مع الجاوي.. مصفقين لصاحبهم بشدة.. تعقيب الجاوي.. كان بنصيحة فنية قدمها لمن هاجمه وراح يوضح ، خطأ المعلومات التي زعمها مردفاً بهدوء وابتسامة.. لقد صفق الكثيرون لك، وأنت تتحدث بهذه المعلومات، ولكن.. في مرة قادمة وقد أدركوا الآن أنك أتيت بما لا أساس له من الصحة.. سيسخرون منك .. لن يصفقوا لك.. لن يصدقوك .. فلا تكذب.. الكثير يحتاج لمثل هذه النصيحة اليوم.. لعل وعسى.. على الجانب الآخر، وتحدياً لهذه النصيحة لا زال الكثيرون وفي مقدمتهم العديد من وسائل الإعلام، تلجأ إلى الأسلوب النازي في الدعاية.. اكذب.. ثم اكذب.. ثم اكذب.. حتى يصدقك الناس. ومع أن العديد من الناس.. أدركوا هذه الألاعيب، وسخروا من الشعوذة والدجل الإعلامي، إلا أن الصراع مستمر.