بعد قرار الاتحاد العام لكرة القدم إيقاف دوري الدرجتين الأولى والثانية .. وتوقف النشاط الكروي في ملاعبنا المحلية التي كانت تسحب إلى مدرجاتها بضعة آلاف من الجماهير الرياضية العاشقة حد الهيام لأنديتها والنجوم من لاعبيها. ولأن الأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن الحبيب قد أثرت سلباً على الرياضة المحلية، وبخاصة كرة القدم ذات الجماهيرية والشعبية الجارفة.. فإن انغماس الرياضيين الإداريين واللاعبين والفنيين في التجاذبات السياسية قد ضاعف من الأزمة الرياضية .. وفاقم آثارها الضارة على الواقع الكروي .. وشل الحركة الرياضية في الأندية وحولها إلى مقرات تنشط فيها الأشباح، والصرير المتذائب الرياح!! ومع انعدام ممارسة الفعاليات والتنافسات الكروية في المحافظات توخياً للحذر .. ومنعاً لاستغلال الأوضاع المأزومة من قبل النفعيين والذين لايعتاشون إلا في مناخات كهذه .. وأجواء مشحونة بالتوتر والقلق .. فإن معظم الجماهير الرياضية التي انضمت إليها جموع لاعبي الأندية وجدت في القنوات الرياضية مبتغاها واتجهت إلى استنساخ ومحاكاة الأزمة السياسية دون قصدٍ أو مسايرة لمجريات الظواهر الأسبوعية ومظاهرات أيام الجمعة التي تشهدها محافظات الجمهورية. وأكبر حدثٍ عالمي رياضي خلال الشهر الجاري تهتم به الملايين من المتابعين سواءً كانت شريحة الرياضيين أم السياسيين .. يتمثل في مباراة الكلاسيكو العالمي الأشهر بين فريقي برشلونة وريال مدريد الاسبانيين، ضمن بطولتي اسبانيا ودوري أبطال أوروبا. يبدو أن اليوم الثلاثاء ستتحول الأذهان والأنظار إلى الملايين من اليمنيين نحو موقعة الإياب لكلاسيكو البرشا والريال في ملعب (كامب نو) لحسم ورقة التأهل إلى نهائي (ويمبلي) بلندن والذي قطع برشلونة ثلثي المسافة إليه بفوزه على الريال بثنائية الساحر (ميسي) في ملعب (سانتياجوبرنابيو) . فلقد شهد يوم الأربعاء الماضي تحولاً جذرياً في الأوساط السياسية اليمني، إذ توقفت المناوشات والصدامات بين طرفي الأزمة، وتصارع الشباب والسياسيون رياضياً .. فمنهم من انضم إلى حزب الريال وآخرون ناصروا حزب البارشا .. فانشغلت مواقع (الفيس بوك وتويتر وتيوب) بالمعركة الكروية، وخلت من التفاعل السياسي. اليوم سيضع الجميع إحباطات الأزمة السياسية وسيتحولون إلى جماهير ملايينية تناصر البارشا والريال لساعات فتتنافس وتشجع لكي يفوز حزبها الرياضي في مواجهته اليوم.