تمتد يده إلى ذلك الشيء الحاد.. تتحسس نصله.. لابد أن ينتهي كل شيء اللحظة.. تهمهم شفتاه.. يشعر بشيء من التحرر.. تتفرد ذاكرته بالشريط الهلامي المكتظ بالضحكات والابتسامات والدموع التي كان يحشرها بين وجهه ومخدته.. كل شيء كان نقياً كالسماء بعد أن تغتسل من أدرانها طوال الليل لتصحو كعذراء لا تفقه من هذه الحياة سوى لغة الفراشات الملونة.. لتخترقه نفثة آدمية .. شرسة.. فتتيبس الخلايا التفكيرية وتنشل كهربائيات الرد العكسي ليتسلل الهوى بشخوصه.. بطقوسه.. بجنونه.. تتنسم الرغبات بأعين مغمضة لتتبع صوت الناي الذي يجر إلى الجحيم وكل شيء يرمق هذا المسطول بزنبقة الجبل الجليدي تندهش الأشياء..! من السقوط حتى النحيب ومن الجنون حتى الشبق يسحرها تبتل الأجفان وورع الروح وعولمة الكلمات العارية في قواميس العشق: ( لابد أن ينتهي كل هذا الألم) تحدثه نفسه.. فتنسل كفاه لتغرس الشيء الحاد في أرق شغاف الدنيا.. يغرسه.. وهو يبتسم.. (هكذا أنا حر)..