الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته يعيش مع الآخرين في كل زمان ومكان ليقوم بعمله ، ويتصل بالآخرين من اجل السعي لتحقيق هدف معين أو ليتخذوا قرارات في شئونهم العامة والخاصة. وتتأثر قراراتهم وأفعالهم إلى حد بعيد بما يصدر عن الآخرين من أفكار أو انفعالات أو آراء، وهناك تأثير متبادل بين أعضاء الجماعة الواحدة، وليس من الضروري أن يكون التأثير إيجابياً في كل الأحوال فقد يكون سلبياً في بعضها. إننا قد نرى أحياناً أن هناك مقاومة أو معارضة من بعض أعضاء الجماعة لما يقره القائد أو الآخرون .. ونحن في أغلب الأحوال لا نكون مدركين لتأثيرات الجماعة علينا، بل نؤكد في كل وقت أننا بعيدون عن تأثير الآخرين علينا ، ولكن الواقع يظهر أننا نتأثر بآرائهم . تتصف الجماعات الفعالة بالإنتاجية العالية والروح المعنوية المرتفعة ،ويؤدي أفراد الجماعة الفعالة عملهم معظم الوقت على درجة عالية من الجودة ويمنحون الفرد العامل الشعور بالرضى لكونه فردا في هذه الجماعة، وهم يميلون إلى تكوين كيان اجتماعي لهم ويتمتعون بدرجة عالية من الولاء للجماعة ، يكوََنون أحياناَ اتجاهات متعالية حيث يرون أنفسهم أفضل من الجماعات الأخرى. إننا دائماً في حاجة إلى أن نعمل معاً ، ونحتاج إلى أن نتأثر ونؤثر في الآخرين ، ويجب علينا أن نلاحظ أنفسنا بشكل موضوعي بعيد عن التحيز... وتختلف درجة ونوعية التأثير على الفرد باختلاف المواقف والمعرفة والخبرة ونوع الجماعة وعمق العلاقة بين أفرادها ونوع هؤلاء الأفراد أنفسهم والتأثير الذي يمكن أن يقع من الجماعة على الفرد أو بين أفراد الجماعة بعضهم والبعض لا يمكن أن يكون هناك اتفاق أو اختلاف ، ولكن يمكن أن تكون هناك عملية مفاوضة للوصول إلى التوافق. تمثل جماعة العمل عنصراً هاماً من عناصر استقرار المنظمات وأسرار نجاحها، وبلوغها غاياتها، وأداء رسالتها، لأنها تشكل بوتقة للجهود الفردية، ولآراء الأفراد، ومن ثم تسهم بشكل فعال في تحقيق أهداف المنظمة , وتسهم جماعة العمل في تقديم مجموعة من المبادىء والأسس والإرشادات المتعلقة بالعمل الجماعي وسبل تطويره، وتلمس النجاح من خلال انتهاج هذا النمط من وسائل العمل. وليس معنى ذلك أن كل مواقف الجماعة تنتهي بالوصول للاتفاق ، ولكن كثيراً ما يحدث التفاوض بين أفراد الجماعة دون الوصول للاتفاق ، وهناك أيضاً التفاعل بين الآراء والأفكار والخروج بالرأي الجديد ، وغالباً ما يكون أكثر قوة ونضوجاً. ونحن نسعى إلى الوصول إلى الجماعة المتآلفة المنتجة وليست المتنافرة المفككة ، سواءَ كان ذلك في العمل والوظيفة أو في الأسرة والعائلة ، ولكي يتحقق ذلك لابد أن نحدد العوامل التي تؤثر في سلوك الجماعات ، والقوى الخفية التي تعمل على تحسين كفاءة الجماعة بحيث تكون دائماً أو غالباً متجهة نحو التآلف والإنتاج. وليس المهم أن تكون في النور لترى .. بل أن يكون النور فيما تراه!! .