الكذابون في رواية الحديث الشريف لهم طرق عدة في ذلك، منها ما سبق وذكرناه عن خالد كبير علال، وما سنذكره عنه الآن.. وهو أسلوبهم في التصرّف بالأسانيد. ويتلخص ذلك في سرقة الحديث، فيأخذون أحاديث غيرهم ويضعون لها أسانيد مختلقة من عندهم. وقد مارس ذلك كذابون كثيرون عرفوا بسرقة الحديث، منهم: الواعظ غلام خليل البغدادي (ت275ه)، وصالح بن احمد بن أبي مقاتل القيراطي، ومحمد بن عبد بن عامر السمرقندي ( ت: 300ه)، والقاضي جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، والفقيه الحارث بن سريج النقال، وعمر بن زياد الثوباني (ق:3ه). وهناك نوع من الكذابين يقومون بسرقة الأسانيد الصحيحة وإلصاقها بأحاديث مكذوبة، ومن ذلك ما كان يفعله محمد بن عبد الله العنبري البغدادي (ق:3ه). حدّث العنبري بأحاديث باطلة بأسانيد حسنة، ويبدو أنه أخذها من الصحيحين وركب عليها موضوعاته (بحسب ابن حجر). وكان الحافظ إبراهيم بن الفضل الأصفهاني (ت530ه) يقف في سوق أصفهان و يروي أحاديث موضوعة بأسانيد الصحاح. ونفس العمل قام به الواعظ عبد الرحمن بن داود المصري (ق: 7ه)، فكان يقف على أحد منابر القاهرة، ويقرأ على الناس أحاديث الأربعين في قضاء الحوائج، وهي أحاديث موضوعة ركّب لها أسانيد من طرق البخاري و أبي داود وغيرهما. [email protected]