نبدأ من هذا العمود بالحديث عن مظاهر الكذب في تأليف الكتب، بحسب د. خالد كبير علال. يقول د. علال: لم يكتف كثير من الكذابين باختلاق الأكاذيب ونشرها بين الناس عامة وأهل الحديث والأخباريين خاصة، وإنما أوصلهم حبهم للكذب وحرصهم عليه إلى تصنيف الكتب لتدوين مفترياتهم. ويذكر د. علال خمسة عشر كذاباً مؤلِفًا، بحسب زعمه. أولهم محمد بن عمر الواقدي (ت207ه)، له مصنفات كثيرة سارت بها الركبان، وهي في المغازي والسيّر والطبقات والفقه. لكنه لم يكن أميناً، فهو ليس بثقة ومتهم بالكذب، وكان “حاطب ليل” في تأليفه لكتبه، خلّط فيها بين الغث والسمين، والخرز بالدر الثمين، لذا طرحه العلماء ولم يحتجوا به. ومن كانت تلك حالته، يعتقد د. علال أن كتبه ليس لها قيمة علمية كبيرة، ولا يمكن أن يُوثق فيها، ولا أن يؤخذ منها إلا بحذر بعد تحقيقها وتمحيصها. قال الإمام الشافعي عن مصنفاته: كتب الواقدي كذب. وقال عنه الحافظ علي بن المديني: كتب الواقدي كتبه عن الكذاب إبراهيم بن يحيى. وبذلك اجتمعت في كتبه أكاذيبه ومفتريات إبراهيم بن يحيى، وأباطيل المجاهيل الذين روى عنهم، لتصبح كتبه في حالة غير مقبولة، ويصدق عليها قول الشافعي الآنف الذكر. [email protected]