لعبة القط والفأر تلك هي التي تجمع البرتغالي كرستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني - ومانشستر يونايتد الإنجليزي سابقاً - والأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة، فالأول ليس موجوداً الآن في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي يجمع السبت فريقه السابق والفريق الكاتالوني، لكن جماهير “الشياطين الحُمر” لا يُمكن أن تنسى أنها امتلكت هذا اللاعب الفذ يوماً، وأنه أهداها عديد البطولات ومنها دوري أبطال أوروبا عام 2008. متلازمة “رونالدو-ميسي” حاضرة في خيال عشاق كرة القدم على ملعب “ويمبلي”، لا سيما محبي مانشستر يونايتد، ودوري أبطال أوروبا يُعطي الأفضلية لميسي الذي نجح في الإطاحة برونالدو مرتين من البطولة الأكبر على مستوى الأندية بالقارة العجوز، في حين كانت بطاقة التأهل من نصيب رونالدو مرةً واحدة على حساب “البرغوث” ميسي. التاريخ يُنصف رونالدو مرة وميسي مرتين في عام 2008 التقى مانشستر يونايتد بقيادة رونالدو برشلونة بقيادة ميسي في نصف نهائي البطولة، ووقتها صعد فريق النجم البرتغالي إلى النهائي وحمل اللقب في النهائي على حساب مواطنه تشيلسي، بل وحصد رونالدو لقب أفضل لاعب في العالم .. ومن بعدها لم يذق رونالدو طعم التفوق على نظيره الأرجنتيني سواءً بقميص مانشستر يونايتد أو ريال مدريد، ففي عام 2009 تواجه رونالدو بميسي في الدور النهائي بالعاصمة الإيطالية روما، في مباراةٍ جمعت بطل إنجلترا وبرشلونة، وانتهت بفوز الأخير بهدفين نظيفين، ثانيهما من توقيع أفضل لاعب في العالم حالياً .. وفي شهر أبريل الماضي، تجدد الموعد بين رونالدو بقميص الفريق الملكي، وميسي مع ال«بلوغرانا» في نصف نهائي دوري الأبطال، وفاز برشلونة 1-3 في مجموع اللقاءين، وكان “ليو” صاحب هدفي الحسم في ملعب منافسه “سانتياغو بيرنابيو”. “ روح “ رونالدو ومع عودة “الشياطين الحُمر” إلى تألقهم الأوروبي من جديد ووصولهم إلى الدور النهائي لمواجهة بطل إسبانيا، تحلم بعض جماهير مانشستر يونايتد باستعادة “روح” رونالدو، ولكن ليس أي رونالدو، فهي تُريد رونالدو 2008 عندما كان أفضل لاعبٍ في العالم رغم أنف ميسي، وتفوّق عليه في دوري أبطال أوروبا .. فماذا لو كان رونالدو حاضراً مع مانشستر يونايتد السبت؟ ماذا لو عاد التاريخ إلى الوراء ولم ينتقل اللاعب الفذ إلى ال«ميرينغي» عام 2009؟ رونالد و 2008 يكسب التاريخ وحده يُحدد مستوى رونالدو في المباراة إذا خاضها السبت مع فريقه السابق، فلو كان رونالدو 2008 الذي ساعد فريقه في الجمع بين بطولات الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، لوقف إلى جوار زملائه السابقين وساعدهم في الفوز بدوري الأبطال هذا الموسم للمرة الرابعة في تاريخ النادي. أما لو كان رونالد 2011 لكان التفوّق حليفاً لميسي، الذي فرض وزملاؤه التفوق على ريال مدريد محلياً وقارياً، وكسبوا الهيمنة على كرة القدم الإسبانية واحتكروا لقب الدوري للموسم الثالث على التوالي، وفي آخر أربعة مواسم وصلوا لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين وإلى قبل النهائي مرتين. الصراع بين رونالدو وميسي لم - ولن - ينتهِ بعد، حتى لو كان صراعاً خيالياً في أذهان محبي وعشاق كرة القدم على مستوى العالم، بصرف النظر عن ميولهم وانتماءاتهم.