بحث أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، أمس الأربعاء، التحركات السياسية الخاصة بعملية السلام والجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مع وفد فلسطيني ضم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ووفداً من حركة فتح للحوار برئاسة عزام الأحمد. وشارك في اللقاء الذي عقد في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، سفير فلسطينبالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية بركات الفرا، وأمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول، وعدد من المسؤولين في الجامعة العربية. وأكد موسى وعريقات في مؤتمر صحفي مشترك، وجود تحرك فلسطيني عربي منسق يصب في خدمة القضية الفلسطينية، والعمل على الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية بالأممالمتحدة. وقال أمين عام الجامعة العربية: زارنا الدكتور عريقات بتكليف من الرئيس محمود عباس، وضعني بصورة الجلسات التي تمت في واشنطن مؤخراً والنشاطات والاتصالات السياسية المتعلقة بعملية السلام، وموقفنا واضح وثابت بشأن القضية الفلسطينية، فلابد من الذهاب إلى الأممالمتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية، ولا يوجد لدينا بديل آخر. ورداً على سؤال لوكالة “وفا” حول الدور الذي ستقوم به اللجنة العربية العليا للإشراف على تنفيذ المصالحة وموعد بدء عملها، قال موسى: ستعقد هذه اللجنة قريباً، ونحن ننتظر نتيجة الاجتماع المقبل للمصالحة بمشاركة الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل لنتحرك في ضوء ذلك. أما عريقات، فقال: تقدمت باسم الرئيس محمود عباس لأمين عام جامعة الدول العربية بالدعوة لعقد اجتماع لجنة قانونية يوم الاثنين المقبل بناء على قرار لجنة المتابعة العربية في اجتماعها نهاية الشهر الماضي في الدوحة، لمساندتنا في سعينا في تقديم طلب لسكرتير عام الأممالمتحدة لعضوية دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتابع : الأمين العام بادر واتصل مع الأشقاء العرب، الذين استعدوا لإرسال خبراء قانونيين، ونحن عندما نذهب لطلب عضوية دولة فلسطين على حدود 1967، نذهب ارتكازاً على القانون الدولي والشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، وهذا واجب يجب على كل دول العالم مساندتنا به، وآن الأوان لعودة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا. وأضاف: شرحت لأمين عام الجامعة العربية ما دار في واشنطن فيما يتعلق بعملية السلام، واستئناف المفاوضات يتطلب أن يكون هناك إعلان إسرائيلي بالقبول بحل الدولتين على 1967م، ووقف الاستيطان بما يشمل القدس الشرقية. وقال عريقات: المسألة الآن خطيرة ونحن جميعاً استمعنا إلى خطابات رئيس وزراء إسرائيل، سواء في المعاهد الإسرائيلية أو في الكونغرس الأميركي، وهو يحاول إعادة تعريف مرجعيات عملية السلام، وأستطيع الرد على ما قاله بشأن القدس واللاجئين والأمن والحدود بست كلمات: نتنياهو ليس شريكاً في عملية السلام، والذي يريد أن يخير بين الماضي والمستقبل، ويختار الماضي، وإن خير بين الإملاءات والمفاوضات يختار الإملاءات، وإن خير بين السلام والاستيطان يختار الاستيطان، فهذا الرد المناسب عليه. وتابع: عندما نسمع نتنياهو يوافق على حل الدولتين ووقف الاستيطان، سيصار إلى استئناف المفاوضات، ولا يمكن للمفاوضات بعد عشرين عاماً بأن تصبح هدفاً بحد ذاتها دون أن تأتي بالنتائج المرجوة منها. وأشار إلى أن رئيس وفد حركة (فتح) للحوار عزام الأحمد قدم شرحاً لأمين عام الجامعة العربية عما دار في الجلسة الأخيرة من الحوار بين حركتي (فتح) و(حماس). وقال عريقات: المصالحة بالنسبة لنا مصلحة فلسطينية عليا، والذين يتحدثون عن السلام وحل الدولتين يجب أن يدركوا أنها تمر عبر المصالحة الفلسطينية، ومن يتحدثون كثيراً عن الديمقراطية فلا يمكننا كفلسطينيين الوصول لصندوق الاقتراع إلا عبر المصالحة، ومن هنا مطلوب من العالم أجمع مساندتنا في تحقيقها إن أرادوا فعلاً أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدس الشرقية وحدة جغرافية واحدة على أساس مبدأ حل الدولتين.. وشدد على أن القيادة الفلسطينية ستواصل عملها للتوجه للأمم المتحدة حسب الطرق المتبعة والقانونية للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية، موضحاً أن الجهد يتركز على تمرير الموضوع في مجلس الأمن دون الاصطدام ب”فيتو” من أية دولة دائمة العضوية في المجلس.. من جهة أخرى اطلع وفد حركة (فتح) للحوار برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، وزير خارجية مصر نبيل العربي أمس الأربعاء، على نتائج الجلسة الأخيرة من الحوار مع حركة حماس. وناقش الطرفان في اللقاء الذي جرى بمقر وزارة الخارجية المصرية، الدور الذي ستلعبه اللجنة العربية العليا للإشراف على تنفيذ اتفاق المصالحة. وقال الأحمد عقب اللقاء: إن الوفد اطلع العربي على نتائج الحوار بين الحركتين، وما تم إنجازه، والخطوات العملية التي تمت فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الفلسطينية التي نص عليها اتفاق المصالحة الفلسطينيةبالقاهرة.. وأضاف أنه أبلغ وزير خارجية مصر أن الرئيس محمود عباس سيحضر إلى القاهرة الاثنين المقبل للمشاركة في اللقاء الذي سيعقد بين حركتي (فتح) و(حماس) يوم الثلاثاء المقبل بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس. وأشار عزام إلى أن هناك تفهماً حول ضرورة التحرك العربي والمصري من أجل دعم اتفاق المصالحة وتذليل العقبات خاصة على الصعيد الدولي؛ لأن هناك بعض الأصوات على الصعيد الدولي تحاول عرقلة تنفيذ اتفاق المصالحة. واستعرض الجانبان خلال اللقاء الأوضاع في فلسطين بظل التهديدات الإسرائيلية المتجددة واستمرار الاستيطان، وتهويد القدس، وتصاعد عمليات القمع والحصار، وتهديد إسرائيل بحجز أموال الضرائب الفلسطينية. وقال إنه جرى التأكيد على أهمية الدعم المصري والتحرك لدى الأشقاء العرب لضمان تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة المتعلقة بالدعم العربي لفلسطين. وأضاف الأحمد: للأسف لم يلتزم أشقاؤنا العرب والحكومات العربية منذ بداية هذا العام بما تم إقراره لدعم الشعب الفلسطيني لمواجهة المخاطر التي تواجهه سواء بما يخص قرارات قمة بيروت أو القاهرة أو سرت، وحتى القرارات المتعلقة بصندوقي القدس والأقصى. ورداً على سؤال حول مناقشة موضوع اللجنة العربية التي تشرف على تنفيذ اتفاق المصالحة، أكد الأحمد أنه تم مناقشة هذا الموضوع خاصة أن مصر تترأس هذه اللجنة، وبعد أيام أو أسابيع قليلة سيكون نبيل العربي أمين الجامعة العربية، وقال: وجدنا دعماً كبيراً من الجانب المصري على تنفيذ اتفاق المصالحة.