من البديهي جدا أن نعلم أن الارتباط في الحياة مهم جدا وانه لا يمكن التأثير في حياة الآخرين دون الارتباط الفعلي بهم !!! كيف ؟؟؟ الارتباط مكون أساسي في عملية التعليم وهو يشبه ارتباط القاطرات بالعربات قبل التحرك من محطة إلى أخرى ، وكما أن القاطرة تذهب للعربات للارتباط بها فعلى القائد المؤثر في مكان عمله أن يفعل نفس الشيء ولا ينتظر الآخرين في المبادرة بهذا الارتباط . وأعلموا أن مفهوم الارتباط مسألة مهمة للغاية في العلاقة بين القائد والتابعين حيث يخطئ الكثيرون ويتصورون أن مبادرة الارتباط والدخول في علاقات لابد أن تبدأ من التابعين وهذا غير صحيح في كل الأحوال ، فنزول القائد إلى الآخرين في مواقعهم يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويرفع من معنوياتهم ويساعدهم على صعود الصعاب ، وتلك هي فلسفة القيادة من أسفل الهرم أو ما يسمى ب ( القيادة المرئية من موقع الحدث ) وتحتاج هذه العملية إلى مجهود كبير ومهارات إنسانية خاصة كمهارات الاتصال والرغبة في مساعدة الآخرين على النمو والإيمان برسالة التأثير وحتمية التغيير ووضوح الرؤية للهدف الذي يمكن اصطحاب الآخرين إليه ، وهناك بعض العناصر المهمة التي يجب مراعاتها لتأكيد الروابط بين المؤثر والمستهدفين من عملية التأثير وهي : 1. المبادرة بالحركة تجاه الآخرين. 2. البحث عن أرضية مشتركة وتقدير الاختلافات الشخصية واحترامها. 3. البحث عن المفاتيح في حياة الآخرين ، ولا يغيب عن أذهاننا استخدام مفاتيح تقدير الآخرين ، لأنه إذا قدرنا الآخرين ارتبطنا بهم وتبعونا إلى الهدف المطلوب. 4. استخدام القلب المفتوح خلال عملية الاتصال مع الآخرين. وعليه فأن كل المحاولات التي من شأنها القضاء على عوائق الاتصال في العلاقات الإنسانية خاصة في أوقات الشدة .. تزيد من روابط من روابط الاتصال وتسهل من عمليات التأثير والتأثر وبذلك يولد الرغبة في التغيير ، وكما أنه وبدون ارتباط تصبح الحركة عشوائية غير هادفة مصاحبة معها إهدار للجهد وللوقت وأشياء أخرى ...إلخ خلاصة الأمر وفي تلخيص للعلاقة بين الارتباط والتأثير نستطيع القول والجزم بأن النجاح المؤسسي في أي منشأة من المنشئات لا يتم بدون تفعيل لقدرات العاملين والوصول بهذه القدرات إلى حدودها القصوى، ولا يمكن أيضا أن ترتفع بالآخرين إلى هذه الحدود دون قيادتهم والارتباط بهم. المراجع / رؤية في إعداد القادة في مجال العمل الدبلوماسي - د. يحيى عبدالحميد ابراهيم .