عقدت أمس بسيئون محافظة حضرموت ورشة عمل لدراسة منظومة الإنذار المبكر للأمطار والسيول والحد من مخاطرها بوادي حضرموت، نظمها مشروع إعادة إعمار المعيشة المبكر لمحافظتي حضرموت والمهرة الممول من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وصندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة بالمحافظتين بمشاركة 72 ممثلاً للسلطة المحلية. وفي افتتاح الورشة أعرب وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء عمير مبارك عمير عن أمله في أن تخرج الورشة بنتائج عملية تعالج ما شهدته المحافظة جراء كارثة الأمطار والسيول لعام 2008م وتضع الحلول المناسبة لتفادي الوقوع في تلك الآثار ووضع التصورات للمعالجة السليمة مستقبلاً.. ودعا الوكيل عمير إلى ضرورة إنشاء وحدة متخصصة لمواجهة الكوارث .. مؤكداً أهمية أن تترافق هذه الأنشطة مع برامج توعوية عبر مختلف وسائل الإعلام للمساعدة على رفع الوعي في أوساط المجتمع بكيفية تجنب أضرار الكوارث. ولفت إلى أن مؤشرات التقييم لكارثة 2008م تبيّن أن أكثر من 60 في المائة من الأضرار كانت نتيجة لنقص الوعي بطرق التعامل السليم مع هذه الظواهر الطبيعية سواء من قبل المواطن أو من قبل المهندسين والفنيين المتخصصين في مجال التخطيط العمراني الذين تجاهلوا بعض المحاذير في بناء المساكن بعيداً عن المواقع الخطرة. وأكد الوكيل عمير استعداد السلطة المحلية بالمحافظة تقديم الدعم والشراكة في كل الأنشطة المستقبلية مع الجهات ذات العلاقة بالأعمار في المحافظتين. من جانبه أعرب مدير مشروع إعادة الإعمار المبكر ريدان السقاف عن أمله في أن يتم التركيز على المشاركة المجتمعية باعتبارها أهم ركائز نجاح الأنظمة في منظومة الإنذار المبكر نظراً لما يطلبه التوزيع السكاني للمجتمعات المحلية في مختلف المناطق بالمحافظة, إضافةً إلى التركيز على مسألة الاستدامة والديمومة وكيفية الحفاظ على منظومة الإنذار المبكر شاكراً قيادة المحافظة لدعمها لأنشطة المشروع مكرراً الشكر لصندوق الإعمار لتعاونهم الدائم مع أنشطة مشروع إعادة إعمار المعيشة المبكر. ودعا السقاف المشاركين في الورشة إلى الاستفادة من التجارب وأوراق العمل التي ستعرض ووضع الأسس المنهجية لتحقيق النجاح المأمول في المهمة المتعلقة برسم الخطوط العريضة لمنظومة الإنذار المبكر بالمنطقة. إلى ذلك تناول المدير التنفيذي لصندوق إعادة اعمار المناطق المتضررة من السيول بمحافظتي حضرموت والمهرة المهندس عبدالله متعافي ما تحملته اليمن ما بين الأعوام 89 إلى 2010م من كوارث طبيعية بلغت 32 كارثة منها 26 كارثة تسببت فيها السيول مما أدى معدل متوسط الخسائر الاقتصادية بلغت أكثر من مائتي مليون دولار في السنة خلال السنوات الثلاثين الماضية أي حوالي 6 مليارات. وأشار متعافي إلى أن الآثار الاقتصادية لكارثة السيول لعام 2008م حضرموت والمهرة بلغت خسائرها حوالي 1.6 مليار دولار أي ما يعادل 6 في المائة من الناتج المحلي للبلاد عامة.. منوهاً إلى أن نسبة الفقر قفزت في محافظتي حضرموت والمهرة من 28 في المائة إلى 50 في المائة. وأكد المدير التنفيذي لصندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من السيول في محافظتي حضرموت والمهرة المهندس عبدالله متعافي أن إنشاء منظومة الإنذار المبكر أصبح واجبًا للحد من المخاطر والتخفيف من آثارها بأساليب مبتكرة ومباشرة بعيداً عن التعقيد إذا ما تم النظر إلى المتغيرات المناخية المباغتة ونتائجها الكاراثية.. وفي هذه الورشة التي انعقدت تحت شعار “لنتحد معا نحو الإسهام في إنقاذ حياة الإنسان” تم مناقشة أوراق العمل المقدمة خلال 7 جلسات عمل تناولت وجهات نظر الجهات المتخصصة الهيئة العامة للموارد المائية والهيئة العامة للأرصاد الجوي والنظام التقليدي للإنذار المبكر بوادي حضرموت وتجربة اسطنبول ومصر وتجارب أخرى في منظومة الإنذار المبكر وفكرة نظام الإنذار المبكر وآلية عمله والشروط المرجعية للدراسة والميزانية المقترحة للدراسة. حضر افتتاح الورشة وكيل محافظة حضرموت المساعد لشئون الوادي والصحراء فهد صلاح الأعجم ورئيس لجنة الشئون الاجتماعية بالمجلس المحلي بالمحافظة الدكتور عبد الباقي الحوثري وعدد من الأكاديميين والمتخصصين في مجالي الزراعة والمياه والمهتمين في منظمات المجتمع المدني بمديريات محافظة حضرموت من قيادات الأجهزة التنفيذية ورجال الإعلام والصحافة وممثلي منظمات المجتمع المدني بمحافظة حضرموت.