الثورة الحقيقة هي التغيير الإيجابي التي تنبعث من رحم هذه الأرض الطيبة ومن داخل المجتمع اليمني وليس من خارج إرادة الأمة تفرض عليها وصايا وأجندة من خلال حرب إعلامية ونفسية على الشعب اليمني.. للعلم بأن هذه ليس نجاحها كما رسمته الأيدي الخفية من خارج هذا الوطن. حان الأوان لبداية ثورة حقيقية شعبنا بحاجة إليها، وهي ثورة إدارية للجهاز الإداري للدولة يكون فيها مستشارون وخبراء في مجال الإدارة ، تكون ثورة تغيير إيجابي نحو الأفضل، ثورة فكر وأداء بما يتناسب مع الإدارة الحديثة ليس فيها شخصنة؛ بل فيها بناء يمن جديد بإدارة يمنية متميزة بروح الفريق الواحد، ثور ة إخلاص النوايا لهذا الوطن، ثورة تغيير المفاهيم الخاطئة في الإدارة إلى المفاهيم الصحيحة للجهاز الإداري للدولة، لتكن نقطة البداية المعهد الوطني للعلوم الإدارية من خلال إعادة اعتباره مؤسسة علمية استشارية وتدريبية في مجال الإدارة. فالجهاز الإداري للدولة يمر بمرحلة صعبة وخطيرة جداً لا يستطيع تحمل الأخطاء أو تكرارها، فالحكومة الوطنية عليها أن تعمل على تحسين أداء موظفي الجهاز الإداري للدولة من خلال عمل خطة أو خارطة طريق للإصلاح الإداري من خلال إشراك المعهد الوطني للعلوم الإدارية أو الاهتمام الأمثل بهذه المؤسسة العريقة بشكل إيجابي بما يتناسب مع دوره الفعال للتنمية الإدارية في بلادنا. إن التصرفات غير المسئولة التي أعاقت التنمية الإدارية في بلادنا حتى أصبح لدى الجهاز الإداري عدة مشاكل، ولا نعلم كيف نتداركها جيداً وأصبحنا نتخبط لإيجاد حلول لهذه المشاكل ويتم استيراد حلول من خبراء ليس لديهم الكفاءة ولا دراية كافية، حيث اتسعت المشكلات أكثر فأكثر.. ومن بين هذه المشكلات التدريب في مجال الإدارة الذي أصبح تدريباً غير مدروس وعشوائياً، فأصبح عائقاً للتنمية الإدارية في بلادنا الذي أصبح من تخصص كل المؤسسات الحكومية والوزارات التي قامت بدور المعهد الوطني للعلوم الإدارية رغم أنه ليس مناطاً بها هذا الدور؛ فدورها يكمن في تقديم الخدمات للمواطنين، هناك سوء استخدام لميزانية التدريب ويكبد الدولة أكبر الخسائر المالية الفادحة من خلال إنشاء معاهد للتدريب تابعة للوزارات أو شقق مفروشة للتدريب يعتقدون أنهم حققوا أهدافهم، وهذا التوجه يجب تصحيح مساره إلى الاتجاه الصحيح. إن عقد دورات التدريب في المجال الإداري والمالي يجب عقدها في هذه المؤسسة العريقة (المعهد الوطني للعلوم الإدارية) التي خدمت هذا الوطن نصف قرن وهي تعمل بصمت من أجل البقاء والصمود أمام التحديات، حيث ان معدل دورات التدريب التي يقوم بها المعهد الوطني للعلوم الإدارية تتناقص شيئاً فشيئاً خلال الفترة الماضية حتى اتجهت هذه المؤسسة لإيجاد بدائل أو مخارج للتمويل لمواصلة المشوار في التنمية الإدارية عن طريق التأهيل ففتح المجال أكثر لدراسة دبلوم متوسط إدارة تنمية لمدة عامين في التخصصات (حاسوب الإدارة محاسبة تسويق إدارة مكاتب) حيث يستقبل أكثرة من عشرة آلاف ملتحق للدراسة سنوياً من جميع فروعه (صنعاءعدنتعزالحديدةحضرموتإب) حيث يرفد السوق المحلية بأيدٍ عاملة متدربة والبعض منها تتجه إلى السوق الخليجية والباقي منتظرون للتوظيف في الخدمة المدنية، المعهد الوطني للعلوم الإدارية بيت خبرة يمتلك كوادر وطنية متخصصة في مجال التدريب والتأهيل ولديه أيضاً نشاطات أخرى في مجال إعداد وتدريب قيادات إدارية للجهاز الإداري للدولة وورش عمل وندوات متخصصة وأبحاث واستشارات علمية في مجال (الإصلاح الإداري والحكم الرشيد ومكافحة الفساد والإدارة الإستراتيجية وإيجاد حلول عاجلة للمشاكل المتعلقة في الجهاز الإداري للدولة) بدلاً من البحث عن شركات عالمية استشارية وهمية نخسر لها الملايين من الدولارات, حيث لا نستفيد منها أي شيء ، فالمعهد الوطني للعلوم الإدارية أقولها بكل ثقة علمية هو المطبخ الفني للجهاز الإداري للدولة. إن نجاح الحكومات القادمة خلال هذه المرحلة يكمن في اهتمامها بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية بتصحيح مساره الصحيح وإعادة اعتباره كمؤسسة استشارية علمية، يوضع اهتمامه خلال الخطة الخمسية بدعم أنشطته البحثية والاستشارية وإعداد كوادر قيادات إدارية تستطيع إدارة تقديم الخدمات للمواطنين (التربية الصحة الكهرباء المياه وغيرها من الخدمات). [email protected]