في سجن الإصلاحية بذمار اضطرابات وتمرد أدت إلى مقتل ثلاثة سجناء وإصابة رابع بحسب المصادر الأمنية التي أكدت أن الضحايا حاولوا الفرار بالقوة من على أسوار سجن الإصلاحية بمحافظة ذمار، مستفيدين من أعمال العنف التي أشعلها النزلاء لمدة لا تقل عن ال6 ساعات ولم يتم تهدئة الموقف إلا بعد تدخل مجاميع من قوات الأمن العام والأمن المركزي وشرطة النجدة.. وقد أسفرت هذا الأعمال بحسب ذات المصادر إلى أضرار جسيمة في أرضيات العنابر والنوافذ والأبواب الحديد التي حاولوا إزالتها والخروج عبرها. جدير بالذكر أن هذه الاضطرابات التي تحدث بين النزلاء تعتبر الرابعة في أقل من 5 أشهر لكنها الأعنف.. وعن الدوافع والأسباب التي يمكن أن تكون وراء أعمال العنف التي شهدتها إصلاحية ذمار حري بنا الإشارة إلى الزيارة التي قام بها مندوب “الجمهورية” قبل نحو شهر تقريباً بمعية العميد عبدالكريم العديني – مدير أمن المحافظة وخالد زيد عمران – مدير الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع ذمار – البيضاء وقد كشف الاطلاع على جانب مما يدور داخل أسوار هذا السجن الذي يعاني من أوضاع إنسانية سيئة للغاية، لعل أبرزها كما أكد ذلك مسئول الوحدة الصحية عدم توفر الأدوية والعلاجات المناسبة لحالات السجناء ونسبة رهيبة قد تتجاوز ال90 % أما العلاجات التي يزودها مكتب الصحة والعامة والسكان شهرياً فلا يتجاوز ال10 %. الجانب الآخر يتعلق بالمجانين الذين يزدادون باطراد، وضاق بهم المبنى الخاص بمركز الصحة النفسية التابع للسجن، ناهيك عن الاعتداءات الجنسية المتكررة بين هذه الشريحة حيث عجزت إدارة السجن عن التعاطي البناء مع هذه الظاهرة ومن ثم الحد من توسع رقعة هذه الاعتداءات.. وإذا ما ألقينا نظرة على تقرير مركز تنمية حقوق الإنسان الذي شكل لجنة سابقة للوقوف على الأوضاع المأساوية التي يرزح تحت وطأتها السجناء فإننا نجد أن عدد النزلاء فاق القدرة الاستيعابية للمبنى الذي يستوعب 350 نزيلاً كحد أقصى إلا أن عدد النزلاء الفعليين في الوقت الحاضر يقترب من ال900 نزيل، الشيء الآخر انبعاث الروائح الكريهة من الحمامات بسبب الانسدادات المتكررة بشبكة الصرف الصحي، علاوةً على انقطاع المياه من الإصلاحية أغلب الأوقات إضافةً إلى تفشي الحشرات الضارة داخل العنابر وعدم توفر الوسائل المناسبة للسجناء للمداومة على النظافة. سجن أسرة كاملة بما فيهم الأطفال الرضع كما أن الحالات المظلومة قد توفر أرضية خصبة لحدوث مثل هذه الاضطرابات ومن ضمن هذه الحالات إطلاعنا على قضية أدهشت الحضور بما فيهم مدير أمن المحافظة شخصياً وهو اكتشاف سجن أسرة كاملة بما فيهم الأطفال الرضع منذ أكثر من خمسة أشهر على خلفية سرقة بندقية “ آلي” من أحد رجال الأعمال الكبار في المحافظة، هذا إلى جانب ادعاءات البعض عن الفساد المالي والإداري لإدارة سجن الإصلاحية.